السلطة واحدة في غزة والضفة!!

علاء عزيز سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 4174 - 2013 / 8 / 4 - 19:56
المحور: كتابات ساخرة
    

إذا كانت معاناة البشرية المستمرة والمتواصلة قد بدأت بسبب تفاحة فإن معاناة الفلسطينيين قد بدأت منذ عام 1994 .. أي منذ قدوم الوافدdن الجدد .. وإذا كانت حواء تمثل أول مؤدلجة للعقل وأول محاولة لإغواءه فإن السلطة لهي أول مؤدلجة ومهجنة للعقل الفلسطيني .. كيف لا، وهي وراء كل هذا التخلف والضياع والتشرد والتشرذم الفلسطيني؟! .. أليس بسبب عصابة من المارقين ومنزوعي الأخلاق والضمير وصل الفلسطيني اليوم إلى ما وصل اليه من الهوان والضعف والتهتك العلمي والأخلاقي والوطني .. أليست السلطة أول مؤدلج ومنظم وضابط ومحدد للعقل الفلسطيني وطموحه وابداعاته؟! .. أليست أول كابح لحركته الطبيعية ولانفعالاته الغريزية والمتماشية مع منطق الكون وضميره؟ .. هل تستطيع كفلسطيني أن ترمي حجر واحد على عدو مغتصب لك ولأسرتك وأرضك وشرفك دون موافقة السلطة عليه؟! ..
هل تجرؤ على فعل ذلك؟ وان تجرأت هل تجرؤ دون التفكر في عواقب ذلك؟ .. وهل يوجد فلسطيني واحد يمتلك أي نوع من أنواع الجرأة؟ أي هل يوجد فلسطيني كان سيمتلك أي نوع من الجرأة دون وجود السلطة وما تمنحه وتوزعه من جرعات مختلفة من الجرأة؟ .. هذا له جرأة في التعذيب، وآخر في التهديد، وثالث في الإعتقال، ورابع في هدم البيوت وتخريبها فوق رؤوس ساكنها، وخامس في القتل، وسادس في قطع الأرزاق .. نعم، أليست تلك نماذج من جرعات الجرأة التي وزعتها السلطة هنا وهناك؟! .. ألم تصنف السلطة الفلسطينيين بناء على كمية وحجم وفاعلية تلك الجرعات الموزعة؟ ..
إن مسؤولا لتجده فاسقا منحطا تجتمع في عقله وقلبه وأنفاسه كل أنواع الجراثيم والماكروبات والاحقاد والأمراض النفسية ليمتلك جرعة كبيرة من الجرأة والوقاحة والسفاقة ليحدق في عيون الآخرين ثم ليلقي ويمارس عليهم كل ذلك العفن والتعفن من جرأته ووقاحته وأمراضه .. إن مواطن آخر لتجده بكل الضياء والبهاء والأخلاق والضمير، ولتجد قلبه وضميره يعجان بكل الوطنية حتى لتخجل منهما نجوم السماء ومجرات الكون، إنك لتجده محبطا كئيبا متشائما على وشك الإنهيار والإنتحار، إنك لتجده مراقبا محاصرا منبوذا ممقوتا .. أليس ذلك هو الحال؟ منذ متى كان الفلسطيني يعامل آخيه هكذا؟ منذ متى عذب وراقب وحاصر ودمر وقتل الفلسطين أخيه الآخر؟ منذ متى فكر الفلسطيني في تحدي ومهاجمة ومقاتلة أخية الآخر؟! .. أليس كل ذلك بعد قدوم السلطة أي بعد التنافس عليها؟! .. إن كل ذلك بعد صرف الرواتب ومنح المناصب وتلقيح جرعات الجرأة هنا وهناك .. إنه بعدما أراد أبو العبد أن يصبح وزيرا ومديرا ومسؤولا وصاحب نفوذ وجاه وسطوة وسلطة في منطقته وفي بلدته وحيه وحتى في بيته وأمام أقاربه وعشيرته .. إنه بعدما أن أراد أبو البعد أن يحقق غروره وعشقه للبروز والظهور والتباهي والتفاخر .. إنه بعدما أراد أبو العبد أن يقال عنه مسلح وخطير وغامض ويعرف أكثر مما يعرف الآخرون .. إنه بعدما أراد أبو العبد أن تزغرد له نساء وفتيات الحي وتستقبلنه بالأحضان والعناق والإبتسامات والدعوات ..
إنه سحقا لك أبو العبد كم أنت أبله واخرق ومريض نفسي .. إن شخصة أبو العبد لهي تستقر في لاوعي كل فلسطيني اليوم .. إنها طموح معظم الشباب الفلسطني اليوم .. إنها تكرس أحلامه وكل ما يصبو إليه .. بالتالي، أليست السلطة أول مؤدلجة ومهجنة للعقل الفلسطيني؟!!!

#علاء_عزيز_سلامة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات