لطيف الحبيب
الحوار المتمدن-العدد: 4174 - 2013 / 8 / 4 - 19:37
المحور:
الادب والفن
"إن روايتي تتحدث عن - 16- مليون عاشوا
أربعين عاما تحت ظل الدكتاتورية ،
وبضربة فرشاة تم إلغاء حياتهم والحاقهم في الغرب
وتدمير حياتهم ,مثلما حولت صناعاتهم إلى نفايات
، يجب أن نحترم الناس ، كتبت عن المتضررين
وأعتقد أن الكاتب يتناول الموضوع الذي يراه مهما
، وليس واجبه الجلوس إلى مصاف المنتصر"
الروائي والشاعر الالماني غونتر غراس
أثارت رواية الشاعر والكاتب الألماني غونتر غراس „حقل واسع " الصادرة في أواخر شهر آب 1995 ,حوارات واسعة في الوسط الأدبي الألماني . أججت أيضا نقاشات حول الوحدة الألمانية ولأول مرة يشترك كتاب شرق ألمانيا في هذه الضجة حول رواية غراس ، وأشد مايثير الدهشة تجاوز النقد الأدبي الألماني - ذو التاريخ والتقاليد العريقة ابتداء من الحوارات الهادئة إلى التنظير في النقد الأدبي – حدوده المعقولة في سماع الرأي الاخر , إلى التجريح والاتهامات السياسية , افتتحها الناقد الألماني - مارسيل رايشر نسكي -برسالته إلى غونترغراس المنشورة في مجلة دير شبيغل الأسبوعية الألمانية , نشرت على صفحة الغلاف صورة الناقد رانسكي ممزقا رواية غراس الحديثة . نشرت " صحيفة الأسبوع "على صفحتها الأولى صورة غراس تحت عنوان"إعدام شاعر"، و نشرت صحيفة الوقت الأسبوعية صورة الكاتب تحت عنوان أجهض "المشروع الأدبي الألماني"، من كتاب ألمانيا الشرقية ، كتب "فريتس فريز" مقالا تحليليا حول الرواية وموقف غراس من ألمانيا الشرقية سابقا،كماأجرت مجلة "شتيرن " مقابلة مع الكاتب الألماني الشرقي "مارتين فالزر"، ثم أجريت مقابلة مع رئيس أكاديمية العلوم والفنون البرفسور "فالترينس" حول الرواية والتجاوزات النقدية والشخصية ضد غونتر غراس ، إضافة إلى عشرات المقالات في الصفحات الثقافية للصحف اليومية ، عدا المجلات المختضة بالأدب والفنون ,والتى يبدو أنها متريثة بعض الشىء. لم تدخر محطات التليفزيون التي تبث من غرب ألمانيا جهدا, ببث ندوات للناقد رايشرنسكي , يكيل الشتم فيها لغونترغراس ، أما محطات التليفزيون التي تبث من الشرق فتقدم حوارات مع غونتر غراس وقراءات في روايته ,ترافقها أفلام عن تاريخ ألمانيا الديمقرأهية ,إضافة إلى صور اجتماعات مؤسسة تصفية أموال وممتلكات ألمانيا الديمقراطية Treuhand .
منذ بداية التحولات في المانيا الديمقراطية كان غونتر كراس واحدا من المثقفين القلائل الذين أيدوا بحذر وتوجس فكرة الوحدة الألمانية القادمة ,وميله إلى توحيد فيدرالي ,رافضا طريقة احتلال الغرب للشرق ,وتغير العملة ، مطالبا بالتريث والتدرج في خطوات الوحدة , والاعتراف بناس ألمانيا الديمقراطية ومساعدتهم للحفاظ على تقاليدهم وهوياتهم ,التي ترسخت منذ ولادة جيل تأسيس ألمانيا الشرقية ، وهذا ما أعلن عنه في ندوة تليفزيون أجراها معه رودلف أوغسطين في عام 1989
"أصبح رئيسا لتحرير مجلة دير شبيغل الأسبوعية,أكد بابتهاج أن التحول
نحو الوحدة الألمانية قد انطلق منذ نوفمبر.1989
نادرا ما أثار كتاب قبل صدوره مثل هذه الضجة في الصحافة والإعلام وبين
صفوف المثقفين والأدباء، مؤلف الكتاب غونتر غراس 67 عاما أشهر كتاب المانيا الأحياء بعد الحرب ,ومنذ سنوات واسمه على القائمة المقترحة لنيل جاثزة نوبل ." نال جائزة نوبل للادب عام 1999" .غونتر غراس الذي يعتبر اليوم مرادفا للأدب
الألمانى المعاصر, وخاصة بعد نجاح روايته -"طبل الصفيح" عام 1958 واخرجت كفلم عام 1979 - ووقوفه وتبوئه مكانة في مصاف لأدباء في العالم ,تعرض بعد صدورروايته "حقل واسع" إلى أشد تعريض سياسي وليس نقدا أدبيا .
روايته حقل واسع تتألف من 800 صفحة,وعنوانها مستل من رواية الكاتب الألمانى " ثيودور فونتانا" 1819-1898 "ايفي بريست" جملة مشهورة في الررواية"أ نه حقل واسع يا لويزا" , يجري الكاتب تحليلا عميقا لهذا الكاتب,زمنه وارهاصاته . الرواية تذر -الملح في جروح إعادة الوحدة الألمانية- التي لم تلتئم بعد، وتتناول فترة انهيار الجدار الفاصل بين الألمانيتين, وتناقش مسيرةوتجارب الوحدة الألمانية على مدى200سنة والمعاصرة منها , معتمدة على خلفية الوحدةالألمانية في عام 1871/1870
ولدت هذه الرواية في السنوات الحاسمة في تاريخ ألمانيا الديمقراطية 1989- 1991. في جمهورية ألمانياالاتحادية لايسأل عن صوت المثقف أين بقى! ولكن يشار لهم بالويل والثبور إذا تدخلوا في سياسات الدولة ، اقيمت حواجز كثيرة بين المثقف والسياسى - بل الوقوف ضد البعض - حاول المستشار الألمانى هلموت كول أن يقيم علاقة ما مع المثقفين فقام بزيارة الكاتب "ارنست يونغر" لبلوغة المائة عام من عمره ، ولكنها كانت استعراضية .
كان من الممكن أن يرافق عملية الوحدة حوارات مع وبين المثقفين الألمان حول الوحدة الألمانية بكل أبعادها , وبشكل خاص النفسية ، ولكن هذه الحوارات أجهضت قبل أن تبدأ , بسبب صمت الطليعة المثقفة في ألمانيا الشرقية, أثناء سنوات التحول, وكان لهذا الصمت نتائج وخيمة .. انحسرت أصواتا كثيرة جدا إلى الظل ، أصوات مهمة مثل - كرستا فولف- ، لقد صمتوا أوأجبروا على الصمت ، إنهم لم يختاروا الوحدة الألمانية , وجدوا أنفسهم مع نهاية ألمانية الديمقراطية على حافة المجتمع.
شخصيات الرواية رجلان يخرجان من مكتبة لإعارة الكتب , يتجولان في مدينة برلين ، مطاعمها باراتها، أحذيتهم رياضية ، مدينة شاحبة وكأنها لم تولد منذ مئات السنين . أحدهم يحتل وظيفة حامل ملفات ، يحب الشعر يسكن فيه شاعر ووكيل أمن سابق ، يلتقي شخصية أدبية شعرية أخرى، يتجاذبان أطراف الحديث في مكان في مكدونلد، عند بوابة براندنبورغ , في حديقة الحيوانات وفي أبنية" تروي هاند" مؤسسة تصفية أموال وممتلكات دولة ألمانيا الديمقراطية ، يقومان بسفرات ونزهات مشتركة من جنوب ألمانيا حتي جزر هدنزيا شمالا، يقارنان بحزن وشكوى الوقت الحاضو من الزمن البروسي ووقت بسمارك ، يتهامسان حول التحول يتحاوران بلا ملل ولا انقطاع حول "ثيودور فونتانا"، حول قصص عائلته وأساطيرها، أشخاص وأمكنة متعدده تحتل التركيب والمسار الصعب لهذه الرواية , شخصية ثيوفوتكه اسمه السري في جهاز الأمن "فونتي" شاعر ورجل أمن وضابط في القوة الجوية في "نيوربين" في بوتسدام ، ولد 30ديسمبر1919 ،. بعد مائة عام من ولادة معبوده ثيودور فونتانا, إنه الشخصية الأساسية في الرواية. ،يعشق فونتانا مغرم به من رأسه إلى قدمه, يعيش حياته بكل مشاعره وجوارحه وإشكاليته الزوجية ، مفتون بفونتانا حتى أنه يقلده بطبيعة لبسه واعتماره قبعة مشابهة لقبعتة ، وهو نموذج للمثقف الالمانى الشرقي، يلقي المحاضمرات حول فونتانا في اتحاد الأدباء، وهو خبير بمسرحيات هاينر ميللر. ألقى كلمة حماسية في ساحة الكسندر في برلين الشرقية أثناء تظاهرات - 4 - نوفمبر1989 وابتداء الثورة السلمية جنبا لجنب مع كرستا فولف ، واشتيفان هايم , وبعد حل جمهورية المانيا الديمقراطية اصبح أحد العاملين في مؤسسة تصفية أموال وممتلكات دولة ألمانيا الديمقراطية. شخصية كثيرة الاطلاع ذو علم واسع الشخصية العليمة بكل شىء ، وهو من أهم المطلعين على تفاصيل حياة "ثيودور فونتانا" وأعماله ,متقاعد ضمن اتحاد الكتاب الألماني الديمقراطي يعيش في برلين مع زوجته وأطفاله في "شارع كولفتز" في برلين ,علاقات الاجتماعية مقننة ومقرره مسبقا ,كأي رجل أمن في نظام اشتراكي، الأولاد لايلعبون دورا في الرواية ، الأول اصبح رجلا متعبدا ,والثاني بعث أديبا في الرواية ويمثل التطلع نحو المستقبل, "ابنة ثيوفوتكه", تزوجت أحد أغنياء ألمانيا الغربية وانتقلت إلى مدينة شفرين , تظهر في الرواية بشكل عارض وحفيدته الفرنسية ايضا, وهي نتاج الحرب العالمية الثانية حين كان فوتكه اثناء الحرب جنديا ألمانيا في فرنسا.
الشخصية الثانية "هوفتالر" التي حورت من اسم "تالهوفر" اقتبسها غونتر غراس من عنوان رواية الكاتب الألمانى الشرقي "شيدلش" الصادرة في عام 1986 ومنحت نفس العام جائزة الادب Tallhover رواية
هي أول رواية لهذا للكاتب الألماني يتتبع فيها سيرة حياة خيالية لاحد ضابط البوليس الألمانية منذ منتصف القرن التاسع عشر الى القرن السياسي في تاريخ الدولة العشرين . " تالهوفر" عميل مخابرات مخضرم وكأنه قادم من زمن مترنيخ ، قاده الكاتب شيدلش إلى الموت الأخلاقي والأدبي ,أما عند غونتر غراس ,لم يكن "هوفتالر" إلا إنسانا تمتد جذوره إلى زمن ألمانيا الديمقراطية , و لم يكن هذا الترابط خاليا من السخرية والتهكم رغم قساوة النظام . اتهم بالفشل في تأدية واجبه في 17
يونيو 1953أثناء انتفاضة الشعب الألمانى الشرقي ,تم نقله إلى أرشيف الدولة معاقبا، ألمت به حالة من الحزن والإحباط واليأس دفعته إلى مغادرة دولة العمال والفلاحين ، في كولن وكولاخ استقبلته المخابرات الألمانية الغربية كقائد عصيان هوفتالر. شخصية قاسية وبنفس الوقت مبتذلة .
النهاية تبدو كقطعة مسرحية يلقي ثيوفوتكه محاضرة في قاعة بناية "ترويا هاند" ، حول الخالدين وحضر الجميع مرتدين ملابس شخصيات روايات ثيودور فونتانا، باسم مزور حضرت مديرة مؤسسة تصفية أموال ألمانيا الشرقية"جيني اترابيل". تكلم ثيوفوتكه بحرارة ، بعد فترة لوحظ وصول سيارات إطفاء الحرائق ، كانت هناك إشاعات عن احتراق مؤسسة تصفينة أموال ألمانيا الشرقية وفي الحقيقة لم يحترق اي شي ء أما الشخصية الثانية في الرواية هوفتالر اختفي فجاءة . الرواية عرض مثير للشخصيات التي يبنيها غونتر غراس سواء كانت أساسية أوثانوية ، تمثل الفردالألمانى المتوسط الوعي والثقافة, شرحت وقدمت تفاصيلها على لوحة الحاضر، جزء من هذه التفاصيل ثقافي ، سياسي ، احتجاج ومقاومة واختفاء بأشكال مختلفة ، الشخصيات في بداية المئة صفحة الأولى ابنية ضخمة , أروقة وغبار ملفات ، تتصاعد مثل سلم موسيقي غراس يبدو متعاطفا ومتسامحا أيضا مع أبطال روايته واستطاع أن يبعثر معالم هذه الشخصيات حيث يمنحها الخلود في الكتابة عنها.
تتعدد أسباب اتهام رواية ما بالفشل أي رواية كانت ، وبالذات رواية غراس التي تنحاز بعض الشي ء إلى شرق ألمانيا الاشتراكى السابق ، وهناك ايضا أسباب في البحث في نوعها الادبي الذي يعتبر خروجا عن أسلوب غراس الروائي حتى يصفها البعض "سياحة في طوبغرافية ألمانيا الشرقية" . أن يصدر كتابا جديدا لكاتب مثل غونتر غراس الذي جل أعماله الإبداعية تتمتع بإيقاع يبهر الأنفاس وكاتب بارع من كتاب اللغة الألمانية وآدابها في الوقت الحاضر، وهو من اكبر كتاب مابعد الحرب العالمية الثانية يعني اثارة ورجرجة الواقع الادبي والنقدي .
مازال الأدب العالمي يستمد طاقة حضوره من عمالقة الأدب وأساطيره وهناك كثير من المعتوهين الذين ، لايرغبون بعودة هؤلاء العمالقة . منذ بداية رواية "طبول الصفيح " يمثل غراس الأدب الذي يولد في داخل رحم المجتمع الألماني، وكتابه "مذكرات حلزون " الذي يحدد فيه معاناة ألمانيا , وقوفه جانب شعبية الأدب ، مطالبته بنزول الأدباء من أبراجهم ، أن يخرجوا من عقدة الذنب والمذنب ، التي سببتها جمهورية "ادناور",ولكنه يبقى مشكوكا فيه كما كتب "أنسبرغر" (ان ابارتهايد الألمان لم ينته بعد ليس لقلة خبرة رجال السياسة وانما عودة إلى سياسة الرايشتاغ )، غراس أينما حل تنقصه أصوله الألمانية ,النقية, وهذا مايفسر جزء من الحملة ضده . (عالجت رواية غونتر غراس وصورت كل بريق ولمعان ووساخة البرجوازية الألمانية )،هذا ما أثار حفيظة النقاد الذين ينتمون إلى هذه الطبقة .
ماذا عرت رواية غونتر غراس " حقل واسع " وماذا كشفت واكتشفت ؟؟ استنكرت الرواية ابتلاع ألمانيا الغربية لجارتها الشرقية باسم اتفاقيةالوحدة ,التي تنص برتوكولاتها على تساوي االمواطنين في ألمانيا الموحدةالجديدة , وهذا لم يحدث على الإطلاق ،عرت عملية نهب أموال وممتلكات الدولة الالمانية الاشتراكية الشرقية من قبل الرأسمال الغربي وبواسطةTREUHAND مؤسسة تصفية أموال وممتلكات ألمانيا الشرقية ، كشفت الرواية عن لعبة حل جهاز أمن الدولةالألمانية الديمقراطية ، فصل الآلاف من العاملين في جهاز التعليم في كل مراحله معلمين ومدرسين وأساتذة جامعيين لاتهامهم بالتعاون مع جهازامن دولة ألمانياالشرقية ويختصر " شتازي " ، كشفت الرواية ضرورة احترام المواطن الشرقي ,والكف عن معاملته مواطن من الدرجة الثانية .كل هذا الحقائق والوقائع كانت يجب أن لاتدفع لتشكيل ANTIGRASS CAMPAGNE ,يرأسها الناقد االفذ خبير الادب الالماني "مارسيل رايشرانسكي" ، اعتمد هذا التشكيل النقد السياسي أولا والتجريح ثانية , الفتنة والوشاية , واتهام الكاتب بصميم وطنيته "إنه لايحب وطنه "، لكن غونتر غراس أحبط نقاده بعد ترشيحه لجائزة نوبل الأدبية .
يعلق الكاتب "اريز راديش " على رواية غونترغراس وواقعيته العجيبة التي غيرت العالم وأصبحت التيار المحتذى ولكنه في هذه الرواية يبني مخلوق هائل مشوه ، إنه متعب في هذا العمل مجهد إلى حد النهاية "إنها لغط صلاة الأحد وكأنما لم تعد الطيور تفني وليس هناك رأس حصان متعفن ، ولم يبق إنسان يستعمل أحاسيسه ومشاعره". رسالة الناقد - مارسيل رايشرانسكي- إلي غونتر غراس أرادت مجلة دير شبيغل الألمان أن تستغل وتستثمر شخصية الناقد المعروف رايشرانسكي التي نشرت كاركاتير في أعداد سابقة تصور هذا الناقد الكبير ككلب صحراوي يفترس الكتب ، وبعد نشرها في عدد آب/ اوغسطس صورة النقاد ريشرانسكي وهو يمزق رواية غونتر غراس "حقل واسع" . رفض غونتر غراس وبغضب مقابلة هذه المجلة نحن لا نندهش لانتهازية المجلة أوانتهازية الناقد رايشرانسكي في تلك الايام . حين نطلع على أهم ماجاء في هذه الرسالة :-
●-;- لم آخذ وجهة نظر غراس السياسية بجدية دائما أجواء الرواية تضطهد المفكرين الآخرين وهي مقلقة ومثيرةللفتن. ●-;-إن روايتك - حقل واسع – ولدت ميتة وفشلت فشلا ذريعا. ●-;-يحزنني جدا أنك أنفقت هذه السنوات الطويلة والصعبة في بناء مثل هذا العمل . ●-;-أعتقد أنك تميل إل عملك في الخط والرسم والنحت والكرافيك أكثر من اهتمامك بعملك كقاص وروائي . ●-;-إذا أردت أن تكتب عن السياسة فإنك تسيىء إلى الإبداع الأدبي . ●-;-لم تكن متمكنا من أدواتك الكتابية لتحويل ماحدث في برلين إلى خلفية روائية . ●-;-من سوء حظ روايتك أنك اعتمدت نصوص وضمنتها فقرات من ثيودور فونتانه وحاولت تقليده ، وأنك تعرف هناك روايات مكتوبة عن فونتانه ). ●-;-تؤكد على أن ألمانيا غير كفوءة لإقامة الوحدة وأنت تذرف الدموع مل ألمانيا الديمقراطية . ●-;-إن حكومة الحزب الإشتراكي الألمانى الموحد في ألمانيا الشرقية كانت سببا في تعاسة ملايين البشر، وأنت تعرف أن ألمانيا الشرقية كانت من أقسى الأنظمة وألعنها، لكن روايتك لم تعرف المرارة ولا الغضب ولا الحقد ولا حتي الحزن وانى لاأفهم ذلك . ●-;-كيف تدافع عن دولة معادية للسامية مثل ألمانيا الشرقية ، دولة معادية لكل اليهود .
الكاتب الألمانى الشرقي "فرتس رو دلف فريز " في مقالة مطولة له في الصفحة الأدبية لصحيفة ألمانيا الجديدة في عددهاالصادر في 12 _ 8_ 1995 يقول ( إن الرواية لم تفاجئنا بموضوعاتها الأساسية لوكنا متابعين لخطب ومقالات ومقابلات غونتر غراس في السنوات الأخيرة ، إن ألمانيا الديمقراطية لم تكن كما صورها غراس ,كلجنة أوجدتها ألمانيا الغربية تحت ظل قيادة ألمانيا الديمقراطية ,والمنطقي في الرواية هي الحساسية الألمانية الألمآنية وكما تحددها "آمي فوتكه " في الرواية "نبقى للغربين بروتستانت " كان من المحبب لغونتر غراس أن يسمعنا يوميا نقول من بداية ألمانيا الديمقراطية إلى نهايتها كنا نعانى ونقاسي، وكيف كنا نعيش في معسكر إجباري، حول هذا تدور أحداث الرواية , لم يكن أحد في آخر أيام ألمانيا الديمقراطية في غرب ألمانيا ,هاجا وثائرا وملهما غير غونتر غراس, كان الكثير من كتاب الغرب يروون ألمانيا الشرقية "منكرة " وحتى بعد انهيار الجدار, قد ثبت في هذه الرواية ، وفي الجزء الثانى من الرواية طغى علي غراس جموح الإضافات ، إنها سفر من الأخبار) , ويتحدث الكاتب الشرقي "مارتين فالزر" أحد الأدباء المقربين للحزب الشيوعي الألمانى "أن يقابل كتاب بمثل هذا الحماس والحوارات شيىء لاأفهمه ,طبيعي يوجد الكثير من الروايات السياسية المكتوبة بأساليب أدبية متنوعة ,وحينما أسمع عن ادب التحول أختنق بالضحك ، كما أنى لا أعرف كاتبا يرغب بتقييمه وأعماله سياسيا، ودور الكاتب بتغير العالم أصبح من الواجبات الاجتماعية ، و دور الكاتب مازال مطلوبا، وليس ببعيد دور أدباء الثورة الفرنسية الذين كانوا أنموذجا لحالة الثورة ». أما البروفسور فالترينس رئيس أكاديمية العلوم الألمانية يقول " إني أقرأ رواية غراس ليس مثلما يقرأها النقاد، إني اقرأءها بروح فونتانا وبسمارك ونيتشه ، حينما يقرأ الإنسان كتابا لكاتب مثل غراس عليه أن يقرأ بدقة وحوارية ونقاش معه ، وان أهمية الكتاب يجمع الجديد لغة-;- غراس وأفكاره وقديم فونتانه ولغته ليس فقط للقراءة وانما للنقد أيضا، إن النقاشات الأدبية التي جرت في التليفزيون , ماهي إلا عروض للصراخ والهيجان ، كثير مايتهم غراس بجمالية الأخلاق ومحاولة الوصول إلى الطيبة والطهارة ، إن مثل هذه المهاجمات هي أيضا ضد الأدب الأوربي ابتداء من اخيلويس وصولا إلى برشت ، إن نقد رايشرانسكي مثل تصاميم القطع على الخشب لايقبل التغير، ولايقبل النقد المقابل ، ويجب أن لاينسى انحداره من بقايا الواقعية الاشتراكية ».
غراس حول النقد " قلت منذ سنوات إن حالة الثقافة في ألمانيا يرثي لها، تقديم كل ماهو ثانوي على الرئيسي ، لاتأخذ لوحة الفنان كثيرا من اهتمام الزوار، بقدر ما يأخذه بناء وتصميم بناية المعرض .. ليس الكتاب هو المهم وانما ردود فعل الإعلام ، في ألمانيا يجب أن يكون الإنسان حذرا مع الكتب ، لنا سوابق تاريخية خطيرة مع الكتب ، أعيش في غابة منعزلا بعد إجهادالكتاب الذي بلغ 800صفحة لقد جفت عندي الكلمات ، كل كتبي أثارت مثل هذه الزوابع ، وان لم يثر أحدها زوبعة أكون قد ارتكبت خطأ ما ، إني جدا سعيد استطعت أخيرا أن أسرد وبشكل مفصل وسلس علاقات اجتماعية وسياسية معقدة جدا ليس فقط الماضي، وانما ربط هذه العلاقات مع واقعناالحالي . إن روايتي تتحدث عن ´6امليون عاشوا أربعين عاما تحت ظل الدكتاتورية ، وبضربة فرشاة تم إلغاء حياتهم والحاقهم في الغرب وتدمير حياتهم مثلما حولت صناعاتهم إلى نفايات ، يجب أن نحترم الناس ، كتبت عن المتضررين وأعتقد أن الكاتب يتناول الموضوع الذي يراه مهما، وليس واجبه الجلوس إلى مصاف المنتصر." بعد سنوات تحدث غراس الى القناة التلفزونية الاولى الالمانية بمناسبة ميلاه 75مطولا طالب فيىه الناقد رايشرنسكي بالاعتذار وسحب ما قاله بحقه قبل سبع سنوات
#لطيف_الحبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟