عبد الصمد السويلم
الحوار المتمدن-العدد: 4174 - 2013 / 8 / 4 - 17:17
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
في عراق الانهيار السياسي ليس بالضرورة أن تكون عميلاً لتخدم أعداء الوطن, يكفي أن تكون جاهلا غبياً .
في العراق الان تنهار العملية السياسية وتبدأ الدولة بالزوال من حالة التدهور السريع والمتصاعد امنيا ومن خلال الجهل الثقافي والغباء السياسي وهو امر يثير في الانسان الحزن والغضب الشديد والخوف الى حد الصدمة ويجعله مذهولا حائرا عندما يشاهد المجازرالارهابية والابادة الجماعية المستمرة الدائمة على مدار اليوم فلقد شهد العراق مابين شهر كانون الثاني/2013 ونهاية شهر تموز/ 2013 ما يزيد على 3000 شهيد وآلاف الجرحى.كان منها وقوع شهر تموز/2013 لوحده اكثر من 700 شهيد وآلاف الجرحى والمعوقين حسب إحصاء منظمة الأمم المتحدة فضلا عن تصاعد في عدد الضحايا في شهر رمضان والتي لم تعلن نتائجه لحد الان وهو رقم مثير للقلق حيث لم يشهد العراق في عام الحرب الطائفية 2006 مثله في عدد ما سقط من ضحايا.لقد عاد الارهاب يحصد العراقيين بقوة اكبر من الماضي دون من ان يكون هناك من يستطيع ايقافه او الحد من تصاعد نشاطه على الاقل. وتطور الموقف لصالح الارهاب بسبب من اخفاق الحكومة العراقية واختراق المنظومة الامنية وضعفها وتؤاطو بعض القيادات الامنية والساسة الى الحد الذي هرب فيه اكثر من 1500 سجين ارهابي من سجني الحوت في التاجي وابو غريب فضلا عن العجز الحكومي والضغف الشديد امام الضغوط الخارجية عليها التي اسفرت عن اطلاق سراح 50 ارهابي سعودي في عصر قتل وتعذيب العراقيين في السجون السعودية. ويضاف اخيرا وليس اخرا غلق السفارة الامريكية القاعدة الامريكية الحصينة في بغداد وتهديد القاعدة بضرب المنطقة الخضراء وغلق منافد المنطقة الخضراء ونزول قوات سوات واعلان حالة الانذار فما الذي حدث؟ وما هي اسباب عودة الارهاب بشدة اكبر من السابق؟
ومن ابرز تلك العوامل هي:.
1- اختراق الاجهزة الامنية من جيش وشرطة وامن واستخبارات وادارة سجون من قبل البعث والارهاب وفسادها الاداري.
2- النشاط الفاعل لمخابرات دول الخليج والمخابرات المركزية والموساد في العراق.
3- نشاط خلايا البعث والقاعدة الارهابي الفاعل في العراق.
4- عجز الساسة العراقيين وتواطئهم لاسباب طائفية وانتخابية في تخادم وابتزاز سياسي واضح تسبب فيعدم الجدية في مكافحة الارهاب والفساد بل التستتر والتؤاط في استمرار الارهاب والفساد لاجل استدامة الازمة لانهم حكام الازمة ووجود باق ببقاء الارهاب والطائفية.
5- الفساد الاداري للنظام العراقي وانهيار المنظومة الاجتماعية لطبقات الشعب المسحوقة اقتصاديا وامنيا واخلاقيا تسبب في عزلة الحاكم عن المحكوم ونشوء مافيا الجريمة المنظمة تحت مسميات جهات الميليشات الطائفية.
6- عجز وتؤاطو كل الوزراء العراقيين والنواب والقضاة والقادة العسكريين في كل مفاصل السلطات الثلاث كافة دون أي استثناء من اصحاب الحصانة والحماية في توفير الغطاء الامني للارهاب وفي دعمه لوجستيا واستخباراتيا للمخابرات الاجنبية والمنظمات الارهابية في نشاطها الارهابي المتنامي والمتصاعد وصمت البعض منهم ازاء الارهاب وازاء هذا النشاط البرلماني والحكومي بسبب من ممارسة سياسية الابتزاز السياسي ورغبة في بقاء الازمة مستمرة لاجل نجاح الحملات الانتخابية من خلال المتجرة بدماء الشعب والرعب الطائفي الارهابي.
7- وبسبب من هذا كله فلقد نجح البعث وتنظيم القاعدة في تحقيق ما يلي :.
1- تمكن تنظيم القاعدة اعادة تشكيل قواه وبنيته التحتية وتجنيد المزيد من الارهابين العرب والعراقيين والاجانب بشكل جعله منه تنظيما سريع الحركة وحيوي النشاط وقادرا على تنفيذ عملياته اينما يشاء ووقتما يشاء وكيفما يشاء.
2- تمكن البعث من اعادة بناء تنظيماته وتوسيع قواعده وزيادة تاثيره الاجتماعي وممارسةعملياته الارهابية.
3- استطاعت ميليشات طائفية اخرى سلفية وارهابية من غير البعث والقاعدة ممارسة نشاطها الارهابي دعما واسنادا للبعث والقاعدة.
4- نشوء تحالف قوي من البعث- القاعدة-هيئة علماء السنة- قيادات الصحوات السابقة-القائمة العراقية.
5- فقدان الثقة الشعبية بالحكومة والقوى السياسية التي تحارب الارهاب بسبب من عجزها وفشلها في مكافحة الارهاب وبسبب من فسادها الاداري.
6- احتضان قوى وشخصيات سياسية داخلية وخارجية لقوى الارهاب ودعمها اعلاميا وسياسيا ولوجستيا معلوماتيا وتسليحا عن طريق توفير الغطاء الامني.
7- اخفاق وزارة العدل والسلطة القضائية في الاسراع في محاكمة وتنفيذ قرارات الاعدام للارهابيين وفساد تلك السلطات تسبب في
8- الدور السيء الذي لعبته المنظمة الدولية ومنظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني في اعاقة القضاء على الارهابيين فكانت غطاءا اخر لحرية تحركهم.
9- وجود حاضنة اجتماعية في المناطق الغربية والشمالية لدعم الارهاب من خلال الابتزاز الطائفي والتحريض الاعلامي وقوة الانتماء العشائري والجهل السياسي والفساد الاداري.
10- ان الانهيار الشامل والمتصاعد المتسارع للعراق امنيا وسياسيا جاء بسبب من تخلف الفكر الطائفي السياسي الحزبي والفئوي والشخصاني للسلطة الحاكمة ومن غباء وجهل قادة العراق سياسيا وادارايا هذا الفكر انتج سياسيات متخلفة براغماتيا في خطوات انتهازية غير مدروسة يكاد يكون هدفها المنفعة الشخصية والفئوية الحزبية والدعاية الانتخابية في ظل غباء وجهل سياسي وفساد اداري واخفاق امني احرق الجميع الاخضر واليابس في ظل نظام حكم محاصصة الفساد والارهابي الطائفي تسبب في انهيار جسور وحدة العلقة الوطنية والحوار والسلم الاجتماعي فضلا عن جهل اغلبية الشعب العراقي سياسيا وتبعية الكثير من مسلحي الميليشات الاغبياء العمياء لقيادات عمياء.
ومن اخطاء الحكومة العراقية التي زادت من سرعة انهيار العملية السياسية هي ما يلي:.
1- خسارة الحلفاء السابقين بسبب من مزيد رغبة في الانفراد بالتسلط وفرض الهيمنة.
2- انهيار التحالف الوطني على ارض الواقع رغم عدم اعلان الانسحاب منه رسميا .
3- خسارة الحكومة للصحوات ولتحالفتها ولدعم شخصيات عامة نافذة ممات دفع تلك القوى للجوء الى الالتجاق بالقوى المعادية ولاستخدام السلاح ضد سلطة الحكومة.
4- الغباء والجهل السياسي والامني والعسكري والاداري لقيادات الحكومة العراقية تسبب فضلا عن الفساد الاداري في المزيد من الاخفاق السياسي والامني والاداري لصالح الارهاب
5- وجود قوى حكومية نافذة تساهم في دفع العراق إلى حافة الحرب الاهلية الطائفية.
6- انهيار قطاع الخدمات والاقتصاد العراقي وعدم وجود تنمية ووجود بطالة مقارنة للارهاب والفساد الاداري ادى الى الفشل الحكومي الشامل.
7- العزلة والابتعاد عن الشعب والمزيد من التهميش لدور النخبة الاكاديمية والمثقفين العراقيين والشخصيات والقوى الفاعلة العامة ادى الى انهيار شعبية الحكومة وبالتالي انعدام دعمها الشعبي ضد الارهاب.
ان الحل الوحيد لازمة العراق والسبيل الوحيد لانقاذه يكمن في التغيير الشامل ولايكمن في الوعود الكاذة والدعاية الانتخابية الزائفة ودعوات التحريض الطائفي والا فان الارهاب سيزاداد والقتل سيستمر ويتعاظم في ظل الأجواء الطائفية وسياسات التمييز والتهميش والإقصاء والتغييب للمثقف الوطني وللفئات الكادحة المسحوقة ولاجل النجاح في مكافحة الإرهاب والفساد والتخلف لابد من ان تعمل الحكومة على
كسب دعم الشعب لها عن طريق تحسين الأوضاع المعيشية والخدمات والجدية في مكافحة الفساد الاداري والارهاب . ان حل مشاكل العراق لايكون بالتصريحات والترقيعات وتوافقات المحاصصة السياسية الطائفية ووعود الكذب والتضليل الاعلامي لان حبل الكذب قصير ولايمكن خداع الشعب طول الوقت .ان انقاذ العراق يكمن في اللجوء الى دعم شعبه الكادح المسحوق واعادة كرمته واعادة السيداة والسلطة للشعب ولا سبيل لاي حل غير ذلك. ان التغيير والحراك الشعبي العراقي قد يتاخر طويلا الا انه قادم عند نضج عوامله الموضوعية والذاتية حيث سيسقط البعث والقاعدة الارهابية في المناطق الغربية وستكست الاصوات الطائفية اخر المطاف بعد انكشاف حقيقة وفساد الارهاب والبعث ضد ابناء المناطق الغربية والشمالية فضلا عن المناطق الوسطى والجنوبية مما سيفقدهم المناطق الحاضنة وسيتم تلاحم البؤساء الفقراء والمحرمين في كل العراق شماله وجنوبه ووسطه وغربه لاجل المزيد من الحراك الشعبي الاحتجاجي ضد الفساد السياسي الطائفي الارهابي وستنتصر ارادة الشعب مهما طال الزمن وان غدا لناظره قريب.
#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟