أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - ألم تستوعبى الدرس يا مصر؟














المزيد.....

ألم تستوعبى الدرس يا مصر؟


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4174 - 2013 / 8 / 4 - 00:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


هل تضيع البديهيات عن العقل بعد أن يسترخى الجسد فى كرسى الحكم؟

هل تراق الدماء (ثورة وراء ثورة) لنعود إلى نقطة الصفر؟

الخيال الأدبى وسيلتى للقبض على الواقع المراوغ الكاذب المنزلق من يدى كقطعة صابون.

مرة واحدة رشحت نفسى (ضد حسنى مبارك عام ٢٠٠٥)، وكان الهدف الحقيقى كتابة رواية تكشف التناقض بين الديمقراطية والانتخابات.

الإبداع الأدبى يعتمد على كشف التناقضات المختفية تحت غطاء من المقدسات السياسية والدينية منها صندوق الانتخاب، الذى تقف أمامه طوابير الجماهير، الفقراء والنساء والشباب، تحت لهيب الشمس وزمهرير البرد، لينتهى بهم الصندوق المعبود إلى تمكين غريمهم من كرسى الحكم.

يزغرد النساء والفقراء والشباب فى عرس الديمقراطية ليخرجوا من المولد بلا حمص، يتكرر الخداع بعد كل ثورة تحت أبخرة الكتابات الأدبية والمقالات الثورية عن نزاهة الانتخابات ومراقبة فرز الأصوات بشفافية جيمى كارتر، ثم نرى صورهم حول الرئيس الجديد كما الرئيس القديم، وأسماؤهم تدرج فى قوائم جوائز الدولة كما كانت قبل الثورة.

أصوات الفقراء والنساء مبحوحة من الزغاريد ودماؤهم مباحة، لا يحصلون فى النهاية إلا على جثث أولادهم، إن حالفهم الحظ وتعرفوا عليهم فى المشرحة.

قلة من العقول يتمسكون بالبديهيات، يعلنون أن الخطوة الأولى لتحقيق مبادئ الثورة هى كتابة دستور جديد للبلاد يضمن حقوق ٪٩٩ من الشعب (الفقراء والنساء والشباب)، وينص على المساواة الكاملة بين المواطنين بصرف النظر عن الدين أو الجنس أو الطبقة أو العرق أو العمر، ويفصل بوضوح بين الدولة والدين، ويضع الأساس لمجتمع إنسانى راقٍ، ودولة عادلة صادقة تطمئن الشباب والفقراء والنساء أن ثورتهم لم تجهض، وأنهم سيعيشون فى ظل دولة تحقق المساواة والعدل والحرية والكرامة لكل منهم فى حياته العامة والخاصة، فلا يطغى أحد على أحد داخل البيت أو خارجه، لمجرد أنه ينتمى لجنس آخر أو طبقة أخرى أو دين آخر، هذه الأصوات العاقلة الصادقة المنادية بالدستور الجديد تختفى تحت صخب أبواق (خارجية وداخلية) تدعو للإسراع بالانتخابات.

أعلى هذه الأصوات بعد الثورة الأولى كانت السيدة هيلارى مندوبة البيت الأبيض، والسيد كيرى خليفة هيلارى بعد الثورة الثانية، والسيدة أشتون مندوبة الاتحاد الأوروبى بعد الثورة الثالثة.

واليوم- أول أغسطس- نقرأ فى جريدة «المصرى اليوم» أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما طلب من جون ماكين وليندسى جراهام العضوين الجمهوريين بمجلس الشيوخ السفر إلى مصر الأسبوع المقبل لحث الجيش على المضى قدماً نحو سرعة إجراء الانتخابات، وقال جراهام إنه سيوضح لمصر أن الكونجرس لن يتسامح مع استيلاء الجيش على السلطة ورمى المعارضة فى السجن، متوقعاً من الجيش المضى نحو الانتخابات عاجلاً.

ومن المقرر أن يصوت مجلس الشيوخ اليوم على مشروع قانون قدمه السيناتور راند بول من شأنه أن ينهى المساعدات لمصر لكنه يقول إن قطع المعونة سيزيد من زعزعة الاستقرار فى مصر، لكنه يرى أن عدم قطعها سيعطى الناس فى مصر انطباعاً بأن كل شىء على ما يرام.

وماذا يريد الاستعمار من دفع مصر بهذه السرعة لإجراء الانتخابات قبل وضع الدستور الجديد؟

ألم تستوعبى الدرس يا مصر؟



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهناك علاقة بين السعادة والإرهاق؟
- الدولة الحرة. والمرأة الحرة
- وزارة النساء؟
- غياب العدل عن مؤتمر العدل
- الثورة وبناء عقل مصر المبدع
- ثورة شعبية وليست انقلاباً
- ميزان العدالة يا أمى هل يعتدل؟
- تمرد النساء المصريات والشباب
- البنات والأبناء يقودون آباءهم وأجدادهم للتمرد
- الشرخ العميق فى الشخصية
- الإبداع والتمرد والأسئلة البديهية
- النخب المصرية وإجهاض الثورة
- الثورة والإبداع وحرية العقيدة
- ورقة وقلم أخطر من الطبنجة
- الإبداع والتمرد
- أصبح زوجها مؤدباً؟
- أجيال جديدة متمردة فى الأفق
- إباحة التبنى وانتصار العدل على الشرع
- عبقرية المصريين
- رحلة الصعود فوق الجبل


المزيد.....




- -حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو ...
- الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال ...
- مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م ...
- مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
- هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
- مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
- بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل ...
- -التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات ...
- القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو) ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - ألم تستوعبى الدرس يا مصر؟