علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي
(Alaa Kaid Hassab)
الحوار المتمدن-العدد: 4173 - 2013 / 8 / 3 - 23:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أثار عفو الملك محمد السادس عن الاسباني ( دانييل الياس كالفان ) المحكوم بثلاثين سنة سجنا نافذة بتهمة الاعتداء الجنسي و هتك عرض 11 طفلا من الذكور و الاناث، ضمن لائحة ضمت 48 سجينا إسبانيا، موجة من السخط و الاحتجاج بين الأوساط المغربية على اختلاف أعمارها و توجهاتها. و بما أننا جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع الحر ( نسبيا ) نعلن رفضنا الصريح لهذا القرار الجائر الذي جعل الجاني بمرتبة أعلى من الضحية، و أشعرنا أن كرامتنا لا تساوي فلسا في سوق السياسة و أن أعراضنا هي الأرخص على الإطلاق.
كانت الاستقلالية شعارنا و لا زالت، لإيماننا بأنها الطريق الأوحد التي يجب أن يسلكها كل من ينشد تغيير واقع هذا الوطن، و هي طريق لا مكان فيها للحسابات الضيقة أو التحفظ، خصوصا في مواقف تكون فيها كرامة أمة بأسرها على المحك، و لا شك أن قرار الملك العفو عن "بيدوفيلي" مجرم، بما حمله من جور و ظلم، يتطلب منا جميعا؛ صحفيين و مثقفين و سياسيين و حقوقيين و مواطنين غيورين، الوقوف وقفة رجل واحد و توجيه رسالة للملك مفادها بأنه أخطأ في حق شعبه بإطلاق سراح مجرم استلذ بأعراض فلذات أكبادنا و أرشفها في شرائط فيديو قام بتسجيلها أثناء ممارسته لعمليات الاغتصاب. أولا ليطمئن الضحايا و أسرهم بأن قضيتهم قضية شعب بكامله، و ثانيا ليدرك جيراننا الإسبان "الأشرار" بأن الشعب المغربي لم يفقد نخوته و أن كرامة أبناءه و بناته هي الشيء الوحيد المتبقي الذي لن يتنازل عنه، و أن هذا الشعب لن يتساهل مطلقا مع من تسول له نفسه التلاعب بأعراضنا و اغتصاب أولادنا و بناتنا.
الحقيقة، أن الجميع لغاية الآن لم يستسغ هذا القرار، و دليلي في هذا لهجة السخط التي تتناقلها شبكات التواصل الاجتماعي و الوقفات التي تنظم بين الفينة و الأخرى في مدن المغرب كافة، و رغم تخلي الكثير ممن يدعون النضال في سبيل الحرية و الكرامة و تعامل أجهزة الأمن العنيف مع كل الأصوات الرافضة للعفو، نعتقد بان الشارع بتأكيد رفضه و ترسيخ موقفه بوسائل متعددة، سيتقدم خطوة إلى الأمام في طريق حريته و كفاحه من أجل الديمقراطية، و سيعيد حتما البوصلة إلى وجهتها الطبيعية و يعطي الانطلاقة الفعلية لمرحلة تفعيل مبدأ الملكية البرلمانية.
الملك قام بخطوات جبارة خلال سنوات حكمه، و لا يجب تحت أي حسابات كانت أن يخدش إنجازاته، خصوصا لأجل اسبانيا التي تتحين أدنى فرصة للانقضاض على المغرب وطنا و شعبا، و نتمنى من جلالته أن يتقبل موقف أهالي الضحايا و الشارع المغربي عموما من قرار العفو هذا، ضمن علاقة قائمة على التجاوب مع متطلبات المرحلة و نداءات القاعدة، علاقة تدفع الحاكم إلى الإقرار بأن سلطة الشارع تتعدى سلطته، و أن صلاحياته تستمد شرعيتها من تفويض الشعب. و لا شك أن جميع مغاربة الداخل و الخارج ينتظرون القادم من الأيام لمعرفة الموقف الذي سيتبناه الملك اتجاه كل هذه المعطيات، آملين أن يكون موقفه تقويما للاعوجاج.
#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)
Alaa_Kaid_Hassab#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟