أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مأمون علي جعبري - آلام جثة














المزيد.....


آلام جثة


مأمون علي جعبري

الحوار المتمدن-العدد: 4173 - 2013 / 8 / 3 - 18:47
المحور: الادب والفن
    


تعربد طائرة الميغ متحدية كل صمم الالهة ناشرة فجورها يصل حقدها الأعمى وجه الارض تطال قذائفها ورشة الاغاثة التي تزهرفي مسامات حلب المحتقنة بالقيح والجوع.
تتبعثر اشلاء باقة الزهر المتشكلة من رياحين الوطن سهوله رياحينه وجباله بحره وصحرائه يستشهد ثلاثة ويصاب عدد منهم بجروح كان أشدها جرح صلاح بسمة الباقة كما يلقبونه
تلملم الباقة بقاياها وتبداً رحلة السباق مع الموت
يوضع صلاح في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة تتوسط هامته بضع اصدقائه وتنطلق الشاحنة الصغيرة تبحث عمن يعيد البسمة الى شفتي صلاح التي اخذت تلبس اللون الشاحب تتوقف الشاحنة امام احد المشافي الميدانية ولم يستطع الطبيب ان يفعل الكثير لصلاح
تكمل الشاحنة طريقها ومشروع الجثة تغير من وضعها مجبرة لوعورة الطريق
يبلل وجه صلاح دموع تنهمر غزيرة من عيني باسل صديقه
الذي امتلأت يديه دماً ودمعاً بعد ثلاث ساعات تقف الشاحنة منهكة من سباقهة مع عزرائيل على الحدود التركية تمنع من الدخول
أحلام صلاح تلاحق بقايا روحه ونجوم تبدو له تتلألأ من بعيد
تبداً سلسلة لا تنتهي من الاتصالات بقيادات المعارضة للسماح للروح المفارقة بدخول تركيا للوصل الى مسشفى نظامي
عزرائيل يصفق بيدية ويكتب برأس قلم على دفتر الفناء زائد واحد
يدخل صلاح الحدود لكن روحه الباحثة عن الحرية رفضت اللا ان تبحث عن حقيقة الاله في فضاء بلا حدود قبل الوصول الى المشفى
تغلق يد باسل المرتعشة عينا صلاح باصبعين لا يدري أهما له أم لشبح
وتبداً رحلة الألم لجثة صلاح وروحه التي ترافقه من بعيد مطلقة سيلاً من اشارات الاستفهام
يسلم باسل جثة صلاح الى صديقه كنان ليرافقها في ذات الشاحنة المتوقفة على الحدود في رحلة العودة الى وطن فقد روحه
في العودة أحست جثة صلاح بالغربة لأنها بقيت وحيدة في مؤخرة الشاحنة وجلس رفيقي عمره في المقدمة مع السائق وكانت روحه تعاتبهما ودموعها تقطر مطراً
يصلان الى مقبرة الشهداء في البلدة ويأتي شيخ البلدة يسأل من أين شهيدنا يأتيه الجواب فتسقط عن صلاح قدسية الشهادة
انه من الأقليات يردد الشيخ ولا يجوز دفته في مقبرة القرية يعتري الذهول الجميع حتى جثة صلاح ترتعش يتابع شيخ البلدة ولكن يوجد هناك ويحدد المكان جغرافياً قريتين من نفس المذهب اذهبوا وادفنوه
تئن الشاحنة بحملها غير الاعتيادي وتتابع طريقها صعوداً
يشعر صلاح بالبرد يعم جسده يحاول ان يسحب الغطاء ليغطي كامل جثته ولكن يده نسيت في مكان الانفجار تصل الشاحنة القرية المقصودة ويجتمع الاهالي حول الشاحنة فيزداد صلاح ارتباكاً خوفاً من أن تكون اجزاء جسده السفلي مكشوفة ولكنه يفشل من جديد في ضم فخذيه
كبير القرية نعم انه من مذهبنا ولكن لا نستطيع دفنه اللا بعد موافقة رئيس البلدية والقول ان عصابات ارهابية قتلته
يلمح كنان اصبع صلاح مؤشرة بالرفض وتعود الشاحنةالى المجهول
كنان يتصبب عرقاً وهو ينظر من نافذة الشاخنة الى بقايا صديقه
يصلان الى بقعة مهجورة ليتفاجا بمسلحين يتصدون لهم ويخبروهم أنها أملاك الامير الذي لن يسمح بتدنيس أرضه
ويدلهما أحد على مغارة في الجبل يتوجه الأربعة اليها ترفرف جثة صلاة فوقه لتحميه من شظايا وطن
يصلون الى المغارة وتجتاح كنان دفقة من القوى اعترته يحمل الجثة ليرميها في الجوف العميق ليتفاجأ بصوت صديقه المرافق الاخر لا يحوزد فنه دون الباسه ثياب عرسٍ هذه تقاليدنا
ينحني كنان على جثة صلاح راجياً من صلاح مساعدته في ارتداء الملابس لكن صلاح يرفض بكل اصرار مخشباً ذاته مستنكراً شعباً لفظه
يفلح كنان في الباسه نصف الملابس ما عدا جوربيه حيث لم يتجرأ على العبث بأصابع صلاح غير المكتلملة العدد واضعاً الجورب في جيبه راسماً خماسية على جبين صلاح كما اشار له صديقه رامياً بحمله في جوف المغارة واضعين اشارةً عليها ذات يوم تدل على قبر صلاح
تلحق روح صلاح بجسده ويذهبان بعيداً ينبشان الضمير الانساني لشاهدين حقيقيين على وطن ضائع


....قصة حقيقية تم التصرف بها.



#مأمون_علي_جعبري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفعل التراكمي للاغتصاب السياسي في المجتمع السوري


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مأمون علي جعبري - آلام جثة