جمال البغدادي
الحوار المتمدن-العدد: 4173 - 2013 / 8 / 3 - 13:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فكرة الاعتقال
جمال البغدادي
المعتقل مؤسسة في المجتمعات الاستبدادية وبحسب مزاعم الحكومات بأن هذه الوظيفة تعقيم المجتمع من الفكر النقدي والمعتقل يقوم على التخويف فمتى خافت الأمة من المعتقل الصغير دخلت جميعا المعتقل الكبير إلى أجل غير مسمى. في العراق تستعمل الأنظمة المعتقل بذكاء فهي لا تتورط في اعتقال الكثير بل ترتهن القليل مقابل إغلاق فم الكل فتصطك الأفواه رعباًَ وهذه إستراتيجية دكتاتورية حكومية. ومن ينقل الخوف للآخرين يصاب بالعدوى . لا يشترط أن يكون الناس خلف القضبان بل يمكن إدخال القضبان إلى الرؤوس فيحبس الإنسان من الداخل ويبقى المواطن يرتعش طيلة حياته فرقاً من القضبان .
آثار المعتقل متعددة وهو رأي حكومي ايضا ، فهي تكسر العلاقة بين المناضل ومثله الأعلى طالما كان الفكر يحمل كل هذا الشقاء . والنظام لا تهمه التصفية الجسدية بل تصفية مخ المعارض من الأفكار التي تعتقدها ضارة لسلطتها . والتوبة النصوح عما بدر منه والتعهد الصارم على عدم العودة إلى هذا الذنب مستقبلا بأي لون من النقد . والتكفل بأن يتابع حياته على شكل نبات صحراوي أو زاحف بري. والاعتقالات تهدف إلى وضع اليد على العنق المغذي والرأس المفكر . كما تفعل اللبوة حينما تصطاد الغزال فهي تطبق على العنق فتخنق الضحية . وتقطع العلاقة بين المعارضة والأمة كما يقطع الرأس عن الجسد فتقتل الأمة قتلا وتصبح جاهزة لأي احتلال خارجي .
تعرف السلطة المعتقل هو للأشخاص المصدرّين للخطر أياً كانت الأداة , والمثقف في مقدمة هؤلاء الأشخاص .
#جمال_البغدادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟