أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح حنا - المجنون















المزيد.....

المجنون


سامح حنا

الحوار المتمدن-العدد: 4172 - 2013 / 8 / 2 - 18:56
المحور: الادب والفن
    


الأوراق المبعثرة صارت كتبا

والنغمات الحائرة صارت لحنا

والجدار المحطم صار قصرا

جُمِعَت كل هذه الأشياء وصُنِعَ منها عالماً جديداً

في هذا العام اقتربنا من أنفسنا اكثر وأكثر

وفي هذا العام أحببتك اكثر

أبتعدنا وإكتشفنا أن البعد يزيدنا شوقا

وأن لحظات البعد علمتنا كيف نحافظ على المشاعر الجميلة التي جمعت بيننا و الأيام زادتنا تماسكا

وان البعد قربنا اكثر وأكثر

وحينما كنا نقترب كنا نشعر أن الزمن يحاول أن يكون كريما معنا، و الحياة مازالت تعلمنا

وأدركت لحظتها أن ما بيننا يستحق أن نضحي من أجله وأن نتحمل المشاق في سبيله

إن المشاعر أمام قسوة الظروف والألم والمعاناة يمكن أن تتراجع أو تتغير أو تصيبها موجات الياس

ولكنني اكتشفت أن الظروف زادتنا إصرارا

وأن البعد زادنا تعلقا وقدرة

وأن اللحظات التي توحدنا فيها كانت تغنينا عن كل سنوات العمر الذي تسرب من بين أيدينا وضاع

سوف أظل مديناً لهذا العام الذي حلمنا فيه أكثر وحقق بعض أحلامنا وتناثرنا فيه وتشطارنا من خلاله ثم تلاقينا وتوحدنا وتجاوزنا محنة الظروف

وأن الأيام التي منحتنا الحب والصدق والنقاء لايمكن لنا أن ننساها أو نتناساها في غمرة مشاغلنا.

والآن وبعد أن حانت الفرصة وإلتقينا وعشنا أروع واصدق لحظات العمر وجدت أنني زدت تعلقا وزاد الحب وجداً وأني لا أستطيع أن أتجاوز محنة الظروف وقسوتها خاصة وإنني أشعر أن ما بداخلي وما أشعر به تجاوز كل الحدود وتمكن منى بكل اقتدار ، في المقابل بدأت أشعر أنك تصنعين لك عالم خاص بك وكلما حاولت الاقتراب تباعد بيننا الظروف والمسافات تريد أن تفصلنا فأشعر بالألم يعتصر داخلي وأتسائل لماذا ؟



لست قوياً كفاية كي أرحل



ولا أملك القوة الكافية للإستمرار أجدني معلقاً



في سماء الصمت وسحاب الطريق ارسم عوالمي



التي أحب أن أعيشها وأقتات من دنياى اليوم أستمد طاقتي من وجودك



أشعر بالاختناق يملئني كل شيء ممل قاتم لاشيء يشدني أو يسعد نفسى



الأشياء حولي باهتة ترسم المعالم والدروب وتتشعب الأشياء بداخلي لتعلن تمردها



لكن لا أقوى حتى على لحظة رفض أو معانقة واقع أحبه وأعيشه وأحلم به



أشياء كثيرة تتزاحم في مخيلتي لكنني أحاول طردها فلاشيء يبهج هذه النفس



أو يسعدها ويعيد الآمان إليها سوى لحظة صفاء مع النفس بعيدا عن كل شيئ



مجنونٌ بداخلي !!



قامتُ من نومها ناظرةٌ إلى ساعتها ، كانت الساعة التاسعة والنصف صباحاً، تذكرت موعدها فأسرعتُ إلى الحمام ، اغتسلت ولبست ثيابها ثم خرجت .

كان الطريق المؤدي إلى بيته مزدحماً بالمارين ، كادتُ تتعثر بظلالهم ، وصلت ، ضغطت زر المصعد ، توقفت بجانب الباب ، نظرتُ إلى ساعتها ، كانتُ قد تأخرتُ عن الموعد ، تذكرت غضبه لتأخرها ، ربما لن يـــــفتح لها أو سيصفعها ، للتـــأخر بالنسبة له عواقب لا تُغتفر !! فــكرت في عذر ، لم تجد ، طرقتُ الباب عدة طرقات ، كـــــان النور المنبعث من أسفل الباب يؤكد وجوده في الداخل ، صرخت قائله : أعلم أنك بالـداخل .. أعتذر عن تأخري ...

بعد قليل فتح الباب ، دخلت ويديها على وجهها ،طبع قبلة على خدها و تركها وجلس على مكتبه المكدس بكل انتماءاته .

ألقيت عليه السلام وهى تتعجب من هدوئـــــه وصـــمته ، اعتـــــــذرت مــرة أخرى عن تأخـرها ، قالت : هل غاضبٌ أنت ؟ رمقها بنظرة دون أن يتكلم …

كان الغضب بادياً على وجهه ، فكررتُ اعتذارها …

قالت له : هل نمضي اليوم في حديث عن تأخري ؟

التفتَ قائلاً : أنا لستُ غاضباً من تأخرك بل من انتظاري !!

أحسَّ بقسوة كلماته فأردف قائلاً : دعك من هذا الآن ...

قالت له : أنت تأخذ الأمر بشكل جدي .

قال : انتهى كل شئ ، معي قصة سنقرأها .

قالت : ما اسمها ؟

قال : اسمها حقيقة الجنون !!

قالت : اقرأها إذن …

كانت مشدودهً لانفعالاته عند قراءته ، وبعد أن أتمها نظر إليهاَ يسألها عن رأيها .

قالت له : إذن البطل عاقلٌ تدثر بلباس مجنون ؟

قال بغضب : بل مجنون لبس ثيابه !

قالت : وكيف أيها الأديب المتحذلق ؟

قال : ألم ترى سرعة التحول ؟

قالت : القصة تقول أنَّ بطلها ذاق من القسوة ما جعله ينـزوي في جانب من الحياة متقمصاً شخصية المجنون .

قال : هو لم يتقمص ، بل أطلق المجنون الذي بداخله ، هل ترى من السهولة أن نؤدي شخصية مجنون ؟

قالت : هي نظرية جديدة إذن ؟ لنقُل اسمها نظرية الجنون !!

أنت تقول أنَّ بجسد كل إنسان عاقل يسكن مجنون يطلقه متى يشاء .

قال : باستطاعة كل إنسان أن يعطل العقلانية ويبدأ مرحلة الجنون ، هنا الجنون حقيقة بالإمكان تفعيلها.

كانت حينها جالسهً على السرير ، تحركت إلى جانب المكتب ، كان في مواجهتها ، حدقت في وجهه ، أحست بأنها ترى بطل القصة جالساً أمامها ، مرت من أمامه وعادت إلى السرير والصمتُ يملأ الحجرة .

تكلم ويداه على وجهه ، وكأنه يُحادثُ نفسه : ما هي الفائدة المرجوة من العقل أما نوقفُ بالأمر ؟ نمضي بالأمر ؟ فلنحيا كالمجانين ، فربما نعيش في محيـط أفـضـل .

أنهى كلماته ، وضحك ضحكات هستيرية افزعتها و احبتها ، كانت ترى فيها المجنون بعينه .

نظر إليها فجأة وتحول إلى مكتبه ثائراً على اشياؤه المكدسة فوقه ، انتثرت على أرضــية الحجرة ، بجانب قدمها توقفت قصة " حقيقة الجنون " أخذتها من على الأرض ، قــــــرأت كاتبها ، تفاجأتُ حين عرفت أنه كاتبها .

كان قد هدأ قليلاً بعد ثورته …

قالت له : إذن أنت من كتبها ؟!!

أومأ برأسه إيجاباً ، نظرت إلى ساعتها ، كان الوقتُ متأخراً وينبغي انصرافها ، فكرت في حالته ، قالت في نفسها كيف سأتركه على هذه الحال ؟ .

قامت واتجهت به إلى السرير ، تمدد عليه مغمضاً عينيه ، همت بالانصراف ، أطفأت المصباح وأغلقت الباب خلفها دون أن تكلمه .

خرجتً من المبنى وهى تتخبط في عشوائيتها ، سائله عن شخصية المجنون ، وهل أطلق العنان للمجنون الذي بداخله .

كانت العلاقة بينهما قوية جداً روح واحده فى جسدين ، أحببا الأدب والرسم والموسيقى سويا ً ، لكن حياتها تختلف عن حياته .

ربما تختلف لأنه لا يهتم بما يدور حوله ، يترك الأمور على سجيتها ، أما هى فتُعمل تفكيرها في كل شئ ، ميزان في جسد إمرأه ، لها مواقف لا تحيد عنها ، لذلك يجد الناس صعوبة في التعامل معها ، كان الوحيد الذي ترتبط بعلاقة معه ، ربما لو لم تكن تعرفه لـــــما تعـــرفتُ عليه ، وربما لو كانت مثله لوصلت إلى حدِّ الجنون .

تحدثت مع المجنون بداخلها شاكاً في إجابته ، كان الطريق مظلماً إلا في الأماكن التي سطع فيها ضوء السيارات ، والأشجار تنظر إلى الظل المرتسم على بقعة الأرض ، التفتت إلى صاحب الظل ، لم تجده ، حاولت تخطي ذلك الظل ، عبثاً فهو يتبع ظلها بل يتلبسـه ، تذكرت المجنون الذي يقبع داخل كل إنـــسان ، فأصبحتْ نظرية الــــــــجنون تنتابها ، والظل الآخر يتــــــــلبسها ..



هل …….حقيقى ما حدث ؟؟





أن قال لها:

حبكِ يدهشني حبيبتي .. رأيتُ عجائب الدنيا السبع

رأيتُ الغروب الذي يبكيكِ.. رأيتُ جمال الماس واللآلئ تنهال من عينيكِ....



و قالت له:

أنت نغم في قلبي تدهشنى رقته

فقد عشت معك في دنيا لم يألفها الناس .. دنيا صنعتها بنفسي.. وغزلت أركانها بياقوت من خلايا روحي



فقال لها:

حبكِ يدهشني

أقفُ وقلبي بين يديْ…..وفجأة يطير اليك

أي جاذبية...وأي سحر تملكين حبيبتي؟؟

في غموض شخصك...

و دفء حضنك…

ورقة وجهك…

وحروف خمس هي اسم لك …

أثرتي عاصفة الوجد بقلبي... منذ ذلك اليوم حين تعرفت إليك



قالت له

أتدري متى عرفتك؟؟

يوم رأيتك فارسي تقف لتمد لي يدك .. و التقت أطراف أصابعي بأصابعك ويومها سري شريان دافق من الحب بيننا .. ولن ينضب حتى تفيض أروحنا

أتدري أين يكمن السحر؟؟

في نظرة عينيك

في همسك ونبضة قلبك

في شفتيك .. وفي شهدك



يقول لها

حبكِ يدهشني…

و أتساءلْ!!!

كيف فعلتي هذا؟؟ فسري لي يا ملاكي

فقد آن الأوان أن تفسري سّر دهشتي

قالت له

ستظل الدهشة تأخذنا .. لندور في دوائر العشق اللانهائية ونتوه ونتمنى ألا نعود.. فالعودة معناها الموت .. فسر البقاء في حنيننا وشوقنا وحبنا الذي لا حدود له

يقول لها:

أيّ امرأةٍ أنتِ...

أهمس معها مترنماً في صمتِ

فتنتدي أوصالي ويطير قلبي من بين يديْ...في لذة وبهجة.....

يطير ويمضي ينشر عبيراً حولكِ وهو غارقا في حبه

فكم يدهشني حبكِ ملكتي....؟؟؟؟؟

تقول له

أنا امرأة صنعها حبك .. جمالها حنان قلبك .. تسكن داخل أضلعك ..

همساتها الهواء الذي تستنشقه .. لمساتها الدم الذي يجري بشراينك

اسمها أنغام ترددها شفتاك .. أنا حياة قلبك

وستظل الدهشة تأثرنا .. فالحب تُحَلِيه الدهشة

فما احلى ذاك المجنون الذى يعيش بداخلنا ....



سامح حنــا

11011011



#سامح_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجاة - قصة قصيرة جدا
- بين يهوديت و سالومى
- ظرف مكان - قصة قصيرة جداً
- دِّفْءُ
- حكاية حب
- أميرة
- المُراهِقة
- لقاء
- عودة
- لن تتركه
- ماندو
- سؤال إمرأة


المزيد.....




- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح حنا - المجنون