أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - عندما أَغْمَض كيري عَيْنَيْه حتى يرى السيسي!














المزيد.....


عندما أَغْمَض كيري عَيْنَيْه حتى يرى السيسي!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4172 - 2013 / 8 / 2 - 16:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الجيش المصري، بإطاحته الرئيس محمد مرسي (أوَّل رئيس مصري مدني مُنْتَخَب) إنَّما كان يستعيد الديمقراطية؛ الجيش بعزله مرسي إنَّما استجاب لمطلب الملايين والملايين من المصريين، الذين كانوا يخشون من انزلاق البلاد إلى الفوضى والعنف؛ وبحسب أفضل تقويم لنا، حتى الآن، لم يستولِ الجيش على السلطة؛ فهناك حكومة مدنية تدير شؤون البلاد؛ وهذا يعني فعلياً أنهم يستعيدون الديمقراطية".
بهذه التصريحات الصحافية الواضحة الجلية (والتي هي من نوع الكلام الجامع المانع) لوزير خارجيتها جون كيري، تكون الولايات المتحدة (أو إدارة الرئيس أوباما) قد غادرت "الرمادية" في مواقفها من الصراع المصري، وأعلنت تأييدها الصريح، ومباركتها الواضحة، لِمَا هو، في رأي الواقع الموضوعي لهذا الصراع، انقلاب عسكري قاده وزير الدفاع الجنرال السيسي، مُجْتَنِبَةً، من ثمَّ، قطع مساعداتها السنوية الحكومية والتي تُقدَّر بمليار و500 مليون دولار.
وينبغي، من ثمَّ، لمؤيِّدي انقلاب السيسي من المصريين، وفي الإعلام المصري على وجه الخصوص، أنْ يتوقَّفوا، من الآن وصاعداً، عن اتِّهام الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب جماعة "الإخوان المسلمين" ومرسي، وعن اتِّهام الرئيس أوباما نفسه بتأييد "الإرهاب" الذي تُمثِّله هذه الجماعة.
والآن، يتَّضِح أنَّ نزول "الملايين والملايين" من المصريين إلى الشارع، في الثلاثين من يونيو، كان "ضرورة دبلوماسية"؛ فلولا نزولهم لانعدمت "الحجة (والذريعة)"، ولاستعصى على كيري (وغيره) مِمَّن يُعامِلون كل انقلاب عسكري على حكومة مدنية على أنَّه "شَرٌّ" أنْ يقفوا هذا الموقف الذي لا ريب في إيجابيته من انقلاب الجنرال السيسي؛ فـ "الملايين والملايين طلبوا؛ والجيس لبَّى مطلبهم واستجاب له (وكفى الله كيري شّرَّ التحليل والتدقيق)"!
ما هو ثابت ومؤكَّد في لعبة وحيلة "الأرقام" هو أنَّ الرَّقم 30"" صحيح في عبارة "30 يونيو"؛ أمَّا في عبارة "30 مليون مصري نزلوا إلى الشارع" فيكتنفه كثيرٌ من الخطأ الحساب والسياسي.
وإنِّ لأسأل: هل منافِس مرسي في انتخابات الرئاسة أحمد شفيق يُمثِّل شيئاً من ثورة 25 يناير؟
إذا لم نلغِ عقولنا فإنَّ الجواب هو: كلاَّ؛ إنَّه لا يمت بصلة إلى هذه الثورة، وإنَّه لعدوٌّ مبين لها، وينتمي انتماءً صادقاً إلى الثورة المضادة.
هذا الرَّجُل صوَّت له في الانتخابات الرئاسية نحو 13 مليون ناخب؛ وهو يزعم الآن أنَّ لديه نحو 20 مليون ناخب؛ فهل لازم ناخبوه هؤلاء بيوتهم يوم الثلاثين من يونيو، ولم يحتشدوا في "التحرير" و"الاتحادية" حتى يَصْدُق، ونُصَدِّق، الزَّعم بأنَّ "الملايين والملايين" الذين احتشدوا في الثلاثين من يونيو كانوا من "شعب ثورة 25 يناير"؟!
إذا هُمْ ضربوا صفحاً عن هذه الحقيقة المُرَّة فإنِّي لن أضرب عنها صفحاً، وأقول، من ثمَّ، إنَّ للثورة المضادة في مصر شعبها!
الصورة في المرآة إنَّما تُريك ما تراه عَيْن المرآة من الواقع؛ فإذا نَظَرْتَ في مرآةٍ، ورأيتَ فيها صورة ثلاثة أشخاص، فهذا إنَّما يعني أنَّ الواقع لم يُرِ المرآة إلاَّ ثلاثة أشخاص؛ أمَّا صورة الحشود الشعبية الهائلة (في "التحرير" و"الاتحادية") التي أَرونا إيَّاها في الثلاثين من يونيو، فلا أصل لها في الواقع الموضوعي، ولا يَقْبلها عقل أو منطق؛ فلو جَمَعْنا كل المساحات التي احتشدوا فيها، وَوَضَعْنا 5 أشخاص في كلِّ متر مُربَّع من مجموع هذه المساحات، لَمَا تمكَّنا أبداً من بلوغ الرَّقم "30 مليون" شخص!
السيسي هو الآن، في رأي كيري، "بطل الديمقراطية المُسْتعادة (أو بطل استعادة الديمقراطية)"؛ أمَّا عهد حكم مرسي (الذي هو أوَّل رئيس مصري مدني منتخَب في طريقة لم تشكِّك الولايات المتحدة، من قبل، في ديمقراطيتها) فهو العهد الذي فيه، وبه، "فُقِدَت الديمقراطية"؛ فـ "الملايين والملايين" من المصريين الذين انتخبوا مرسي إنَّما انتخبوا "رئيساً مدنياً خصماً وعدوَّاً للديمقراطية"؛ و"الملايين الملايين" من المصريين الذين نزلوا إلى الشارع في الثلاثين من يونيو إنَّما دَعُوا العسكر إلى "استعادة الديمقراطية"!
وإذا ما تَرْجَمْنا أقوال كيري هذه بـ "لغة المنطق"، يَسْهُل، عندئذٍ، فهمها على النحو الآتي: عهد مرسي كان نَفْياً للديمقراطية؛ السيسي نَفَى هذا النفي، أيْ استعاد الديمقراطية؛ وعليه، كان عهد ما قبل مرسي هو عهد الديمقراطية، التي نفاها مرسي، حتى استعادها السيسي!
أمَّا إذا تَحَدَّيْتُم كيري على أنْ يأتي بالدليل (المُفْحِم) على "ديمقراطية" و"شرعية" عهد الجنرال السيسي، فسوف يقول لكم عندئذٍ إنَّ تنصيب السيسي لـ "حكومة مدنية مؤقتة (أيْ حكومة شخوصها من المدنيين لا العسكريين)" هو الدليل على "ديمقراطية" هذا العهد؛ وإنَّ نزول "الملايين والملايين" إلى الشارع (في الثلاثين من يونيو) هو الدليل على "شرعيته"!
وإذا ما ارتكب عهد السيسي مجازر وحشية في حقِّ "الملايين والملايين" من "المصريين الآخرين"، فلن نتفاجأ إذا ما أعلن كيري أنَّ هذا الدم الغزير الذي سُفِح وسال كان "شَرَّا لا بد منه لمنع انزلاق البلاد إلى الفوضى والعنف"!
بقي على كيري، إذا ما أراد أنْ ينسجم أكثر مع منطق أقواله تلك، أنْ يعيد تعريف "الديمقراطية"، وأنْ يقول في تعريفه الجديد لها إنَّها كل عملٍ تَسْتَصْلحه المصالح والأهداف الإمبريالية للولايات المتحدة ولو ارتكبه "عسكر"، أو "عسكر فاشيون ودمويون"؛ ولطالما زَنَت الولايات المتحدة بالديمقراطية!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين -رئيسَيْن سجينَيْن- يدور الصراع ويحتدم!
- كيري يسعى لحلِّ المشكلات من طريق الاحتيال عليها!
- أُعْلِن استقالتي من -الصحافة الأردنية- كلها!
- فجر اليوم لفظت ثورة 25 يناير أنفاسها الأخيرة!
- مقالة قديمة عن ثورة يناير
- هكذا يُفْهَم الصراع في مصر الآن!
- السيسي أشعل فتيلها!
- -العرب اليوم-.. معانٍ كبيرة في شأنٍ صغير!
- كيري الذي تَفرَّع من -الملف السوري- إلى -الملف الفلسطيني-!
- نقابة الصحافيين الأردنيين -بيت أبي سفيان-.. مَنْ يَدْخُله فه ...
- -العرب اليوم-.. أزمة صحيفة أم أزمة صحافة؟
- لو حدثت هذه -الثورة الطبية-!
- مصر الآن.. صراع بلا وسيط!
- ما معنى أنَّ -الحركة- تتسبَّب في -إبطاء الزمن-؟
- تأمُّلات مصرية!
- إنَّها الثورة المضادة يقودها بونابرت صغير.. فالحيطة والحذر!
- مِنْ -مرسي- إلى الأَمَرِّ منه.. -المُرْسيسي-!
- هذا ما أتوقَّعه في الساعات المقبلة
- ما يجب أنْ يُقال قبل فَوْت الأوان!
- -يناير- الذي تجدَّد في -يونيو-!


المزيد.....




- بعد أن فرضتها أمريكا على الصين وكندا والمكسيك.. ما هي الرسوم ...
- بسبب بطة.. رجل يتعرض لموقف مرعب بينما كان يحاول اللحاق بكلبه ...
- ظهور الشرع في -سدايا- للاطلاع على أهم الجهود ضمن -رؤية السعو ...
- الرئيس الألماني يزور الشرق الأوسط لبحث الوضع في سوريا
- قائد عربي جديد ينضم إلى قائمة مهنئي الشرع بتنصيبه رئيسا لسور ...
- ستارمر يضغط لإحلال السلام في فلسطين بصيغة السلام في إيرلندا ...
- أمريكا.. مظاهرات ضد خطط الترحيل الجماعي (فيديو)
- إصابة عشرات الأشخاص على الأرض في حادث طائرة فيلادلفيا
- قمة للاتحاد الأوروبي والناتو وبريطانيا حول الإنفاق الدفاعي ي ...
- قلق صالات الـ-جيم-.. لماذا يخشى البعض الذهاب إلى النادي الري ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - عندما أَغْمَض كيري عَيْنَيْه حتى يرى السيسي!