سالم الصادق
الحوار المتمدن-العدد: 4172 - 2013 / 8 / 2 - 06:39
المحور:
كتابات ساخرة
ولدت في منطقة كانت تُسمى قلب العالم القديم ، وأصرُّ على هذه التسمية لأن العالم الحديث ليس له قلب.
تقع على طريق الحرير الذي صار معبَّداً بجماجم أبناء آدم وحواء.
كتبوا على هويتي ( مسلم ) وحين جرَّت الداية ( كراعي ) لم أكن أعرف المذهب الذي أنتمي إليه ، أول ما علموني إياه ( احترام ) الشرطي ورجل المخابرات وألا أقول لهما أفٍ أبداً ، بعد والديَّ طبعاً.
تعلمت في المدارس التقدمية الوطنية والقومية ومعاهد اليسار والمقاومة والممانعة وتخرجت بمعدل عالٍ في الكذب الثوري والتزييف البطولي .
شاركت ( ببرتيات التركس الوحدوي والطرنيب الاشتراكي ) في مقاهي الثوريين ، ومنتديات ( أبو وليم ) الثقافية ومركز ( الفريدي) القومي(1) .
شربت من عرق (الريان وكبريتة وقساطلي ) ما يكفي لجلد جميع الوهابيين والجماعات السلفية.
أحمل من الأمم المتحدة شهادة لاجئ مع مرتبة الشرف تؤهلني للتسكع على أفخم أرصفة لندن وباريس.
حصلت على شهادة سوء سلوك موقعة من أعلى الإدارات الأمنية ، وبتزكية من أربع جهات تشبيحية تثبت عدم صلاحيتي الوطنية.
عببت من غبار الزعتري مايكفي لتصحير عشرات المواسم في سهل الروج و الزبداني، وخضت في طوفانات أطمة ما تكفي لتخضير بادية الشام كلها
.
أفنيت في جرود عرسال ووادي خالد من الأحذية ما يعادل إنتاج باتا لعشر سنوات قادمة .
انتشلني بحارة اليونان حين رقت أمواج بحر الروم الكافر لحالي.
أطلقوا علي الكثير من الألقاب التي تجاوزت كل التصنيفات الدولية ؛ مندس ، منشق ، هارب ، إرهابي ، سلفي ، تكفيري ، خائن ، فار ، لاجئ ، نازح ، مهجر ، معتقل ، ثم شهيد مجهول الهوية.... .
أتقدم بطلبي هذا إلى منطمة الأمم المتحدة وجميع الهيئات الدولية لتعييني بوظيفة ( إنسان ) إن كان قد بقي لديكم شواغر في الإنسانية.
--------------
(1) مطعم أبو وليم في دمشق مشهور بتقديم السمك والمشروبات . والفريدي بار شعبي في دمشق يؤمه بسطاء الوطن والشباب والمثقفون والطلاب من جميع الجنسيات العربية.
#سالم_الصادق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟