وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4171 - 2013 / 8 / 1 - 00:16
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
تأثير الهجرة الفلاحية على العاصمة
في المقام الأول , نقل (( الشروقيون )) إلى العاصمة بعضاً من مناظر موطنهم الأصلي , حيث كان هنالك في بغداد سنة 1956 16413 صريفة مجمعة في تسع مناطق . وكانت هذه الصرائف عبارة عن أكواخ يتألف كل واحد منها من غرفة واحدة بنيت بالقصب و الحصير , وكانت تغطى بالطين خلال فصل الشتاء , وكانت كل صريفة تؤوي ما متوسطه 5 أو 6 أشخاص . ولم يكن يعيش في هذه الصرائف إلا جزء من المهاجرين . وكان الآخرون يكدسون أنفسهم في مناطق المدينة المزدحمة , أو كانوا يجدون لهم سقفاً في أنواع أخرى من المساكن الطينية . وكقاعدة عامة , كان (( الشروقيون )) يقيمون صرائفهم في المناطق القاحلة غير الزراعية , و إلا كان عليهم أن يدفعوا ايجاراً لا يستطيعونه . وكانت مجموعة من أكواخهم قد مسحها الدكتور أ . كرتشلي من كلية طب بغداد , قد أقيمت في موقع كانت بلدية بغداد تستخدمه كمدفن للفضلات البشرية و الحيوانية و للنفايات , وكذلك كان يفعل الناس العاديون . وكانت بعض مياه مصارف سطح أرض المدينة تضخ أيضاً إلى المنطقة بحيث كان السائل الملوث يتدفق عبر تجمع الصرائف . وقد وجد الدكتور كريتشلي الأكواخ سيئة التهوية , مزدحمة ليس فيها ما هو خاص , وكثيراً ما كانت تؤوي الحيوانات المنزلية إلى جانب العائلة . ويضيف الدكتور كريتشلي : (( لم تكن هناك في الصرائف أو في المنطقة أية ترتيبات صحية ( بمعنى المجاري أو المراحيض ) . و كان السكان يتغوطون – ببساطة – أينما كان ..... ولم يكن هناك كذلك أي تزويد بمياه نقية للشرب وكان يتوجب لنقل هذه المياه من خارج المنطقة و تخزينها في ( حب ) .
ولم تتخذ في أيام العهد الملكي أية اجراءات ملموسة للتخفيف من معاناة سكان الصرائف وحتى وقت متأخر امتد إلى شباط 1958 لم يكن باستطاعة وزير الشؤون الاجتماعية أكثر من أن يعلن أن الحكومة توصلت إلى (( الحل الأفضل )) لمشاكلهم , وكان هذا الحل يتمثل في تقسيمهم إلى ثلاث فئات : عائلات الجنود , وعائلات رجال الشرطة , وآخرين . و الفئتان الأولى و الثانية تخدمان الحكومة وسيكون لأفرادها بيوتهم الخاصة بهم . أما الآخرون فسينقلون بعيداً عن المدينة حسب ما تتطلب قواعد الصحة العامة .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟