أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كلكامش نبيل - لبوة نينوى














المزيد.....

لبوة نينوى


كلكامش نبيل

الحوار المتمدن-العدد: 4170 - 2013 / 7 / 31 - 20:45
المحور: الادب والفن
    


لبوة نينوى



هبَّت عواصِفُ الصَحراء

فغابَ مجدُ الشرقِ التليد

وخالطَ بريقَ ذهبِه الهباء

مُبقيا لنا صفحاتُ تاريخٍ مجيد

هي الأخرى لوّثتها الدِماء

وأصبحَت جُزءا من ماضٍ بعيد

فارَقت الشمسُ قبّةَ السماء

ما أن جفَّ في قلوبنا نبع الحبّ والرجاء

وبقينا نتأمّل سَراب الصفاء

بنظراتٍ شاردةٍ بلهاء



********



أُسقِطَت تيجانُ الملكات

وسُمِّمَت كؤوس الخمر

فقد سادَت ثقافة الصحراء

ففي صراع الثقافات

الأقوى لا الأفضل يظفرُ دومَا بالبقاء

أطفأ رَعد الجهل

بريقَ الحكمة فغاب الضياء

وساد الظلامُ عنانَ السماء

وأضحت شعوبٌ أصيلة

عرضةً للفناء

بَعد إستبدادِ سنين

حوّل فيها الغرباء صناديدَهم إلى جبناء

وقرَّروا الصمت في سبيل البقاء

قيل جُبنَا منهم وقالوا حكمة ودهاء

ولربّما يكونُ السبب الرياء

منحوا تاج مليكهم لرهط من السفهاء

جفّفوا أرضَ المشرق

لتذكِّرَهم بماضيهم في البَيداء



*******



واصلنا صَمتنا وكَتمنا البُكاء

أملاً في البقاء

وخدعنا أنفسنا بأمن كاذب

وأستعذبنا وقع البلاء

وفي النهاية لم يعد في الإمكان حتَّى البقاء

فقرّرنا الرحيل وإستطيان أرض الفناء

لنتعايش مع فراغِ إعتَدناه منذُ ألفِ عام

فمنّا من مضى في طريقه قُدما

ملقيا بذكرياتِه وقِصَصِهِ في قوارير

في محيطات الإغتراب

تحملها صفحات الماء

معيدةَ إيّاها لأرضِ الجفاء

ومنّا من لفّ رأسه إلى الوراء

كبومة كئيبةٍ حكيمةٍ لكنّها حمقاء

فساروا بخطواتٍ متعثّرة

وسقطوا في حُفَرِ الكآبة

وقَضَوا في أعماقِها ليالٍ سوداء



*******



ألم يعد في أرض الوطن

على إتِّساعها شِبرٌ يحتوينا؟

أمّ تراها ضاقت بنا

وأصبحنا بالنسبة إليها عبئا لا يطاق؟

وهل يضيق رحمُ أمٍّ بجَنين؟

جاء الجوابُ سؤالا يطرحهُ العقلاء

لم تضِق الأرض يوما بأهلها

لكنّها ضيّقةٌ على الدوام في عُيون السفهاء

فليست في نظرِهم سوى خَزنة أموالٍ

ووسيلة سريعة للثراء

لكنّنا سَنَبقى ههنا

كلَبوة نينوى الجَريحة

تطلقُ آهات ألَمٍ مِلؤها الإباء

تنزِف أنهارا من دموع ودماء

وتقف شامخة بإصرار

رافضة الموت أو الرحيل

مصمّمةً بعنفوان على البقاء



#كلكامش_نبيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضائعٌ في الغابة - قصيدة مترجمة للشاعر بابلو نيرودا
- عندما ترتدي الخيانة زيّ الوطن
- إمكانيّات محاكاة التجربة المصريّة في العراق
- بعد أن ضُربنا في الحرب - قصيدة يابانيّة مترجمة
- فتوحات أم غزوات
- تهويدة طفل - قصيدة سومريّة مترجمة
- رجل قلبي - قصيدة سومريّة مترجمة
- وحدة العراق التاريخيّة والجغرافيّة والثقافيّة
- التحزّبات العابرة للحدود وخطرها على المواطنة
- رسالة الأرض
- الديمقراطيّة الحقّة بالضرورة علمانيّة
- الفيدراليّة، حل أم مشكلة جديدة؟


المزيد.....




- جمعة اللامي يرحل بعد مسيرة حافلة بالأدب ومشاكسة الحياة
- رجل نوبل المسكون بهوس -الآلة العالِمة-: هل نحن مستعدون لذكاء ...
- لماذا لا يُحتفل بعيد الفصح إلا يوم الأحد؟
- -ألكسو-تكرم رموز الثقافة العربية لسنة 2025على هامش معرض الرب ...
- مترجمة ميلوني تعتذر عن -موقف محرج- داخل البيت الأبيض
- مازال الفيلم في نجاح مستمر .. إيرادات صادمة لفيلم سامح حسين ...
- نورا.. فنانة توثق المحن وتلهم الأمل والصمود للفلسطينيين
- فيليبي فرانسيسكو.. برازيلي سحرته اللغة العربية فأصبح أستاذا ...
- بمَ تسمي الدول نفسها؟ قصص وحكايات وراء أسماء البلدان بلغاتها ...
- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كلكامش نبيل - لبوة نينوى