مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 4170 - 2013 / 7 / 31 - 01:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا أحد من المسلمين يجهل مكانة الامام علي بن ابي طالب الذي استشهد في شهر رمضان وكان صائما يؤم المسلمين في صلاة كانت الاخيرة في حياته الحافلة بالجهاد والنضال من اجل الانسانية ، حتى اصبح اسمه صنوا للمثل العليا التي اضحت منارا في الحياة والسياسة والامامة .
يعد سلوك الامام علي في التعامل مع بيت المال ، وحرصه على توزيع الثروات بعدالة على الناس من اكبر سمات الحاكم النزيه العادل .
اما سيرته في القضاء ففيها من الامثلة والحكم ما يدل على تطبيقه مبدأ المساواة بين الناس بامانة ، ولم يستثن نفسه من هذا المبدأ ، حتى انه رفض من القاضي في مسألة حكم ان يناديه بكنيته وينادي خصمه باسمه .
كانت عدالته وبساطته ونزاهته في الحكم خصالا جذبت اليه اشد الناس التزاما بالمبادئ والمثل ، وعلى رأس هؤلاء ابو ذر الغفاري ، الذي كان شديد النقد للمبذرين وصعب المراس مع المنتفعين من بيت مال المسلمين .
لم تنفع كل تلك الخصال والمثل في حفظ حياته كي يبقى خليفة للمسلمين حتى تنتهي خلافته باسلوب حكيم فانهاها عبد الرحمن بن الملجم بضربة سيف ليتحقق بذلك ما طلبه الامام في مقولته الشهيرة مايؤخر اشقاها .
هكذا اختتمت حياة بطل من ابطال الاسلام بضربة سيف احمق في شهر رمضان ، فلم يستطع الاسلام اعادة انتاج بطل مماثل طيلة القرون التالية .
تحقق ذلك بظهور الزعيم عبد الكريم قاسم ليقود العراق الى مسار جديد وولادة جديدة ، فاستعار من خصال الامام علي الكثير من الصفات والمثل العليا.
كان نزيها لا يشق لنزاهته غبار ، وكان عادلا متسامحا تفوق في تسامحه على الجميع حين عفى عن الذين اقدموا على اصابته في ذراعه اصابة بالغة .
وعفى عن العقيد عبد السلام الذي اراد اغتياله .
لكن ذلك لم يمنع الذين عفا عنهم من الغدر به وتوجيه نيران اسلحتهم الى صدره في شهر رمضان وهو صائم ، ليذهب الى عالم الخلود في مسيرة تستلهم سيرة الامام على بن ابي طالب عليه السلام .
كان الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم خير من تمثل زهد الامام علي وعدالته وعفوه عند المقدرة وعفته ، فهو مريد لا صنو له في اقتفاء اثار الامام على .
كلاهما استشهد في مثل هذا الشهر مع ان الفارق الزمني يتجاوز اربعة عشر قرنا فهل هي مصادفة ان يستشهد الابطال والعظماء معا !!
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟