|
الدستور والتعديل
ضياء رحيم محسن
الحوار المتمدن-العدد: 4169 - 2013 / 7 / 30 - 23:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدستور و التعديل
نصت المادة ( 142) من الدستور على ما يلي: “يشكل مجلس النواب في بداية عمله لجنةً من أعضائه تكون ممثلةً للمكونات الرئيسة في المجتمع العراقي، مهمتها تقديم تقريرٍ الى مجلس النواب، خلال مدةٍ لا تتجاوز أربعة أشهر، يتضمن توصيةً بالتعديلات الضرورية التي يمكن اجراؤها على الدستور، وتُحل اللجنة بعد البت في مقترحاتها”. في قراءة متأنية لنص الفقرة أعلاه نلاحظ أن المشرع العراقي ألزم السلطة التشريعية، بوجوب تشكيل لجنة مهمتها محددة برفع توصياتها إليه خلال مدة أربع أشهر ، تتضمن أهم التعديلات المطلوب إجراءها على الدستور، بعدها يتم حل تلك اللجنة الذي حصل أنه بعد مرور أكثر من تسع سنوات على نفاذ الدستور، والحكم بمواده من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية، إلا أن اللجنة التي تم تشكليها في الدورة السابقة لم تقدم تقريرها لحد هذه اللحظة، ولا أحد يعلم متى تقوم اللجنة المحترمة بتقديم هذا التقرير، مع أن الدستور في نص مادة التعديلات كان قد حدد فترة أربعة أشهر لإنجاز هذه التعديلات، ويبدو ان فترة الأربعة أشهر لم يحن آجلها من وجهة نظر القائمين على هذه اللجنة الدستور كتبته أيدي بشر، وصَوْتَ عليه أيضا الناس، فمنهم من وافق عليه ومنهم من رفضه، ونستشف من هذا أنه ليس بكتاب مُنْزَلٌ من السماء حتى يعتبر البعض أن التعديل عليه كفر به، لأن العقل البشري مهما أوتي من رجاحة وبعد نظر، يبقى قاصراً عن الإلمام بكل جوانب الحياة، لذا فإن مسألة التعديل على فقرات الدستور أمر حيوي ويمنحه الحياة ويواكب تطورها المستمر هناك الكثير من المواد الخلافية في الدستور العراقي، بدءاً من المادة 140 والتي يدور الجدل حول بقائها من عدمه، وكيفية تطبيقها على الأرض، وليس إنتهاءاً بقانون النفط والغاز؛ فأغلب مواد الدستور العراقي عبارة عن مفخخات ومطبات ما أن تخرج من واحدة حتى تدخل في واحدة أشد من الأولى في الوقت الذي نصت فيه المادة 18/ رابعا من الدستور على " يجوز تعدد الجنسية للعراقي، وعلى من يتولى منصباً سيادياً أو أمنياً رفيعاً التخلي عن أية جنسية أخرى مكتسبة" والمقصود هنا أن من حق كل عراقي أن يحصل على جنسية أخرى مع الإحتفاظ بجنسيته الأم؛ لكن على من يتولى منصب سيادي أو أمني أن يختار بين أن يتنازل عن الجنسية الأخرى المكتسبة، أو التنازل عن حقه في شغل المنصب المكلف بتوليه، مع إشتراط القانون على تقديم الشخص المعني تعهد مكتوب يعلن فيه تخليه عن أي جنسية مكتسبة غير الجنسية العراقية، فيخرج علينا نواب يبدو أنهم يمتلكون جنسية ثانية غير الجنسية العراقية، بعدم إمكانية تطبيق ذلك بحجج واهية لا تصمد مع الواقع، لذا فإن هناك توجه لدى بعض الكتل النيابية التي من بين أعضائها من يحمل الجنسية الثانية لترحيل هذا القانون الى الدورة النيابية القادمة. من التعديلات التي من المفترض إجرائها، هو ما يتعلق بعدد أعضاء مجلس النواب، حيث نصت المادة 49/ أولا من الدستور على " اولا : - يتكون مجلس النواب من عدد من الاعضاء بنسبة مقعد واحد لكل مائة الف نسمة من نفوس العراق يمثلون الشعب العراقي باكمله، يتم انتخابهم بطريق الاقتراع العام السري المباشر، ويراعى تمثيل سائر مكونات الشعب فيه " وهنا نلاحظ أنه بعد مرور دورتين إنتخابيتين إزداد عدد النواب في المجس من 275 الى 325 نائب بنسبة 18% من مجموع عدد النواب في الدورة السابقة، فما الذي سيحصل بعد 10 سنوات أخرى، لذا فإن من الواجب تحديد عدد أعضاء مجلس النواب بحيث لن تكون هناك زيادة في عدد أعضاءه، ولدينا الكثير من الدول في العالم عدد أعضائها أقل من عدد أعضاء مجلسنا الموقر مع أن نفوس تلك الدول يبلغ أضعاف مضاعفة عدد نفوس العراق نصت المواد 63و 74و 82 من الدستور على " تنظيم رواتب ومخصصات رؤوساء السلطات الثلاث ورواتب أعضاء مجلسي النواب والوزراء ومن هم بدرجتهم بقانون " وبالتالي فإن نص المواد واضح وصريح بخصوص الراتب والمخصصات التي يتقاضاها المشمولين بنصوص هذه الفقرات ولم تتطرق المواد الى ما يمكن أن نقول عنه بحقوق تقاعدية لهؤلاء، ومن ثم فإن الراتب التقاعدي الذي يتقاضها من سبق والذي سيلحق بالآخرين هو تعدي على نص الدستور الذي يفترض بهم أن يكونوا حماة له من غير أن ننسى أن الدستور في المادة 9/ ثانيا منه شدد على تنظيم خدمة العلم بقانون ليشعر المواطن بأنه يدافع عن بلده وليس مرتزق يحارب من أجل المال، ومع هذا فما زالت هذه المادة لم تُفَعْل، وغيرها الكثير من المواد والتي بحاجة الى تعديل أو إضافة أو حذف على بعض نصوص الدستور
#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كلام في الديمقراطية
-
الحكومة و النعام!!
-
بناء المؤسسة الأمنية
-
الانتخابات
-
الإستثمار و الإقتراض
-
قوة الوطن
-
تعدد الأقطاب
-
سياسة بلا مبادئ
-
مستقبل العملة العراقية
-
الدينار.. صاعد. نازل
-
الديمقراطية الزائفة!!
-
Expired..!!
-
البكاء على زمن صدام
-
الغلو.. والدين
-
الموبقات السبع
-
الغاز المحترق.. ثروة تهدر
-
ما الذي يدفع الحرب الاهلية الوشيكة؟!!
-
لا. لقانون تجريم البعث
-
صناعة.. القائد الضرورة
-
أمنيات بعد الخروج!!
المزيد.....
-
ما حقيقة الصورة المتداولة لـ-قبر حميدتي- قائد الدعم السريع ف
...
-
الجيش الروسي يحرر بلدة جديدة في دونيتسك
-
وكأنه دم.. نهر ساراندي قرب بوينس آيرس يتحول إلى اللون الأحمر
...
-
نظام كييف: أغنية Sigma-boy أداة في حرب الكرملين الإعلامية
-
بعد تصريحات أورتاغوس.. بيان من الرئاسة اللبنانية
-
شولتس حول خطط ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين: غير مقبولة
-
استقبال بصافرات الاستهجان.. رئيسة المفوضية الأوروبية غير مرح
...
-
بيلاوسوف يشكر العسكريين الروس الذين حرروا بلدة دروجبا
-
بوغدانوف يختتم زيارته إلى العراق بجولة في النجف ويتلقى هدية
...
-
سفن حربية روسية تنفذ تدريبات دفاع جوي في بحر الصين الشرقي
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|