سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1193 - 2005 / 5 / 10 - 11:36
المحور:
الادب والفن
أتذكّــرُ تمثالَكَ في الساحةِ ضخماً وثقيلاً
مثل تماثيل الكولومبيّ الواخِـزِ : بوتيــرو …
لكَ أن تتعالى في الساحةِ
أن تُعلِـنَ وقفتَكَ …( النحّـاتُ ذكيٌّ )
لكَ أن ترفعَ عينيكَ
وأن تترفّــعَ …
ألاّ تبصرَ تلكَ الأعوامَ الخمسينَ :
الضبّـاطُ شــريفيّــونَ
الوزراءُ شــريفيّــونَ
الشعراءُ شـــريفيّــونَ
صحافيّــو كلِ سِــخامِ الورقِ المدفوعِ شــريفيّــونَ
النوّابُ الأوباشُ شــريفيّــونَ
وحرّاسُ ملاهي بغدادَ ، وحاراتِ دعارتِـها ، والتاجِ ، شــريفيّــونَ …
ولكنّك ، تسندُ ظَهرَكَ للحائطِ :
أنتَ تبيعُ سجائرَ لن يتنشّــقَها أحدٌ ، في الفلّــوجةِ …
أنتَ تؤلِّفُ عن شخصيّـةِ مَنْ أســمَـيناهُ نبيّــاً
أنتَ تُبَـلشِفُ
تكشِفُ
تكتشفُ العُــريَ صريحاً ،
وتقولُ …
…………………….
…………………….
…………………….
لنا أن نتباهى بكَ في الساحةِ
يا معروفُ !
لنا أن نستقبلكَ اليومَ رفيقاً …
أمّــا أنتَ فمن حقِّكَ أن تشتمَــنا
من حقِّكَ أن ترفعَ عينيكَ
وأن تترفّــعَ عنّــا ،
أن تتعالى في الساحة…
من حقِّكَ أن تحسبَ كلَّ الضباطِ
وكلَّ الوزراءِ
وكلَّ النوابِ
وكلَّ الشعراءِ
وكلَّ حُماةِ بيوتِ دعارةِ بغدادَ …
ومنطقةِ التاجِ الخضــراءِ
شَـــريفيّــين !
لندن 9/5/2005
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟