حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1193 - 2005 / 5 / 10 - 11:11
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أين إمة العرب من كل ما حدث ويحدث في عراق التاريخ والحضارة والأمجاد؟؟، من أعمال إرهابية وإجرامية بحق أبنائه الذين يريدون الحياة الآمنة المستقرة والإستقلال الكامل لبلادهم وإعماره ، أين أنتم من كل هذا يا إمة العرب ؟؟ ، وهل أن سكوتكم ، هذا السكوت المزمن، يدل على علامة الرضا عن كل ما يحدث في العراق، من مآس ودمار وقتل ؟؟ ، ولماذا لم تخرجوا بمسيرة تضامنية واحدة على الأقل، تستنكر وتدين الإرهاب والقتلة ؟؟ ، وهل أنكم تنتظرون من هؤلاء الأشرار سوف يحررون أراضي العرب المحتلة، كما يدعون من خلال قتل أبناء العراق ؟؟ .
أين أنتم من العراق الذي ينزف دما، ويزداد الما دون توقف بسبب الإرهاب ؟؟، الذي يريد أن يجعل من العراق ساحة حرب للإرهابيين ومأوى للمجرمين ومنطلقا لغزواتهم القادمة ، والتي سوف تزحف بعصاباتها الهمجية الى كل منطقتنا بطولها وعرضها.
متى تعلنون موقفكم الواضح والصريح من الإرهاب في العراق وتسمونه بإسمه؟؟ ، ومتى تتضامنون مع أشقائكم أبناء العراق الذين وقفوا معكم في السراء والضراء ، ويشهد التاريخ المعاصر على ذلك .
ألا يستحق العراق وشعبه أن تنظموا من أجلهما المسيرات الشعبية التي تندد بالإرهاب والجريمة وتستنكرهما؟؟، وأن تقفوا مع العراقيين ومسيرتهم السياسية الوطنية التي يلتف حولها الأغلبية من أبناء الشعب وقواهم السياسية ومنظماتهم الديمقراطية والجماهيرية ، والتي تريد أن يكون عراقهم حرا مستقلا ديمقراطيا إتحاديا .
أن الملايين العراقية التي خرجت في الإنتخابات من أجل إنتخاب جمعيتها الوطنية وحكومتها وسن دستورها الدائم ، هي خير دليل على شرعية القرار السياسي العراقي المستقل في ظل الأوضاع الإستثنائية التي يمر بها الوطن ، والذي من حقها المشروع قبل غيرها ، أن تقرر مستقبلها وإختيار شكل نظامها السياسي، دون أن يفرض عليها فرضا من قبل الآخرين ، الذين لا يفهمون سوى لغة الخطف والقتل والخراب .
إنكم مطالبون اليوم أن تعلنوا الحرب بكل الوسائل ضد العصابات الإرهابية المقنعة بقناع الجهاد والتحرير، وأن تحاربوا كل من يقف معهم ويساندهم، من أنظمة إستبدادية وقوى ظلامية ودوائر إرهابية ، ولكي يسمع صوتكم في كل مكان، بأن كل ما يحدث في العراق هو من الأعمال الإجرامية والتي لا علاقة لها بالجهاد إطلاقا، وخلاف ذلك يا إمة العرب يعتبر سكوتكم جريمة بحق العراق والعراقيين .
لأن سكوتكم هذا تجاوزالحياد في المواقف ، فعليكم أن تعلنوها اليوم صراحة، بأن محاربة الإرهاب والإرهابيين في العراق مسؤولية شعوب المنطقة وقواها الوطنية والديمقراطية قبل أنظمتها، التي لا تود حتى نجاح الخطوات الأولى للتجربة العراقية الوليدة ، والتي سوف تؤثر حتما بشكل إيجابي في عموم المنطقة ولصالح شعوبها المتعبة من بعض دكتاتوريات الأنظمة الحاكمة منذ سنوات .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟