أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي لهروشي - الظاهر والخفي في أحداث مصر.















المزيد.....


الظاهر والخفي في أحداث مصر.


علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)


الحوار المتمدن-العدد: 4168 - 2013 / 7 / 29 - 15:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد كانت مقالاتي واضحة في تناولها للشأن المصري ، و هي التي نشرت بمواقع مختلفة وببلدان عديدة ، ويمكن لكل من يهمه التعرف على موقفي مما يجري بمصر العودة إلى شبكة كوكل أو ياهو للبحث وقراءة مقالين تحت عنوان: الانقلاب العسكري على الانقلاب الإيديولوجي بمصر ثم مقال أخر تحت عنوان : الإسلاميون بين الانقلاب العسكري بمصر و الطرد العسكري بالمغرب. فموقفي مما يجري بمصر واضح وضوح الشمس في النهار ،إذ أنني لست لا مع الحكم الإسلامي ، و لا مع الإخوان كتيار أو توجه ، بل مع الديمقراطية ، و مع الانتخابات الشفافة و النزيهة التي على كل ديمقراطي حقيقي حر أن يقبل بنتائجها ، ولو كانت مؤلمة ، فإذا كان الإنسان الحر الديمقراطي ، الحقوقي يدافع عن الإنسان حقا قولا و فعلا ، نظريا و ممارسة ، فإن نفس هذا الإنسان هو بذاته من صوت على الإخوان ، و على مرسي، ولما كان الإخوان مثلا حسب ما يروج البعض لذلك سيؤون إلى هذه الغاية ، فلماذا ذهبوا معهم إلى صناديق الاقتراع من أصله يا ترى ؟ إن الحقيقة كل الحقيقة هي أن الشعب المصري هو من اختارهم ، بتصويته عليهم أما الجيش فلم يختره أحد، بل قام بانقلاب عسكري بكل المعاني و المقاييس ، ليس على الديكتاتورية كما هو مطلوب و منتظر بالمغرب ، وبالمحميات الأمريكية بالخليج ، كما يفرض المنطق ذلك ، بل حدث بمصر كانقلاب عسكري واضح على نتائج صناديق الاقتراع ، أعد له سلفا، وما خروج الشارع المصري بتجييشه مما سمي بحركة التمرد إلا النقطة التي يريد بها العسكر منح الشرعية الشعبية لانقلابه العسكري على الديمقراطية ، خوفا منه من الضغط الدولي ، و حرمان مصر من المساعدات المالية التي تعيش من أجلها . فالجميع يعرف أن مصر قد سبق و أن حكمها كل من عبد الناصر ، و السادات ، و مبارك و كلهم عسكريون ، و الجيش لا يريد ، و لن يستسلم ، بل لم يتقبل بسهولة أن تحكم مصر من قبل أي مدني بعد ، وكواليس الجيش يعد العدة لتولي طنطاوي الذي استقل لهذا الغرض ، بعدما أخذ لنفسه وقتا كي يظهر و كأنه قد غاب عن المشهد السياسي و عن القرار بمصر، كي يعود من جديد في صفة ، و في ثوب مدني ، أو هي نفس الحيلة ، ونفس العملية التي سيقوم بها الانقلابي السيسي عن المدى القريب ، أتعرفون لماذا ؟ لأن العرب من الفاسدين و المفسدين تحركهم عقد الخوف من الحساب ، و القوة و العنف و رغبة التحكم في السلطة ، و النفوذ و المال ، وهم لا يقبلون بالهزيمة رغم أنهم امهزومين من أصله على جميع الأصعدة ، لأن ما يحدث الأن في مصر قد سبق له و أن حدث بالجزائر لما ألغيت الإنتخابات من قبل الجيش النتائج بالرغم من الضمانات و العروض السخية ، و التنازلات القوية التي قدمتها جبهة الإنقاذ للجيش الجزائري لاقناعه بقبوله ، و تقبله لنتائج الصناديق الإنتخابية أنداك ، ومع ذلك فضل الجيش إراقة وديان من الدماء ، على أن يقبل بالعملية الإنتخابية ، و بنتائج صناديق الإقتراع ، لأن الجيوش بالمجتمعات المتخلفة العربية و الإسلامية و الشمال إفريقيا لا تؤمن ، ولا تؤمن استمرارية الحاكم الطاغي إلا عبر الدم ، و العنف ، و القوة ، و الأوامر ، لأنها جيوش فاسدة تعيش و تستمر و تنمو بين أحضان، وظل الحاكم الطاغي ، الذي يستمر على عرشه ، و ينمو بدوره في ظل و تحت حماية القوى الصهيونية و الإمبرالية و الرجعية ، التي تحافظ على مصالحها الاستراتيجية من خلال دعمها لحكم الطغاة بهذه المجتمعات.
إن الديمقراطية و الحرية وحقوق الإنسان ليست مجرد كلمات يرددها من أراد وقت ما أراد ، بل هي سلوك ، و فعل ، و ممارسة ، و قناعة ، و تعامل ، و تصرفات.... وستريكم الأيام من سيحكم مصر ، اللهم إذا استيقظ شعبها من سباته العميق الذي وضعه العسكر فيه ، ولن يتحقق الحكم المدني بمصر إلا إذا تلونت مياه نهر النيل بدماء أحرار مصر ، و صارت مياهه حمراء ، حينها قد يفوز الشعب بالحكم المدني ، و عندها سينتحر السيسي و من ركب معه مركبة الانقلاب العسكري ، كما انتحر هتلر من قبله. و إذا كان البعض لازال يؤمن بالخرافة التي يراد من خلالها تجيش عاطفة البسطاء من المصريين و غيرهم على أن مصر أمو الدنيا ، فإن المحميات الأمريكية بالخليج قد حولوها إلى عاهرة الدنيا بأموال البترودولار. التي تأتي من هنا وهناك بهدف إجهاضهم للديمقراطية بها ، لأنهم يخشون عاصفة هذه الديمقراطية التي قد تعصف بعروشهم ، وبحكمهم القبلي ، والعشائري البدائي ، الميزاجي المطلق. فلا حرية ، ولا ديمقراطية ، و لا حقوق الإنسان في مجتمع يتلقى دعما من طغاة المحميات الصهيونية بالخليج.
و عندما يرى الإنسان الحر الطغاة كمحمد السادس و خنازير الخليج يهرولون لتقديم الدعم المالي ، و المساندة ، و بعث التهاني ، و برقيات الترحيب للانقلابين العسكريين على الديمقراطية بمصر ، فاليعلم هذا الإنسان الحر على أنه على صواب في اعتباره لما حدث بمصر إنقلاب عسكريا ليس إلا . لأنه إنسان حر، واقف إلى صف الشرعية الانتخابية بحق لا يملي عليه أحد رأيه ، ولا يحركه أحد لا من بعيد ، و لا من قريب كما تحرك الكراكيز من قبل الأيادي الخافية . إن ما يقع في مصر هو ليس بمجرد حدث عابر ، أو رغبة في تحقيق و ضع سياسي ديمقراطي مستقر ، وكأن مرسي هو العائق من عدم تحقيق ذلك ، إن الأمر في بعده الاستراتيجي أكبر بكثير من مرسي و من جماعة الإخوان ،إنه تكريس لحكم العسكر ممن ساهموا في نهب مصر وافقار شعبها طيلة عقود من الزمن بدون حسيب ولا رقيب ، تحت غطاء مؤسسات صورية منتفعة من الوضع ، بتحامل المحميات الأمريكية بالخليج ، وكل الحكام الطغاة من المغرب إلى المشرق، بدعم صهيوني ، وهؤلاء الطغاة هم من مول وخطط لوئد الثورة ، و الديمقراطية ، و الحرية ، وحقوق الإنسان في مهدها ، لإعتبارات أهمها : ضمان الإستقرار و أمن إسرائيل بضمان استمرار التعامل مع الاتفاقيات التي تربط بين مصر و اسرائيل ، القضاء على أي حلم في تغيير المخططات الصهيوأمريكية في المنطقة ، وذلك بمحاربة أي تقارب سياسي ، و اقتصادي ، أو تعاوني بين مصر ، و حماس ، و إيران كأعداء لأمريكا ، ثم الخوف من إمتداد المد الديمقراطي من مصر و توسعه ليشمل كل الطغاة الحاكمين و المتحكمين في القرار السياسي من المغرب إلى المشرق، و بذلك يتم مواجهة كل القوى التحررية الهادفة إلى تحرير الإنسان من التبعية ، و الإستغلال ، و الإستعباد و العبودية... و لإنجاح هذه المخططات الصهيونية تم استعمال قوة العسكر لاحداث الإنقلاب العسكري بخدعة التفويض الشعبي . ومن أجل تحقيق هذه المصالح الاستراتيجية الصهيونية الإسرائيلية الأمريكية الخليجية العسكرية المصرية ، فإن المأساة و دم الشعب المصري لا يساوي أي شيء أمام هذه المصالح الاستراتيجية. بالرغم من أن القتلة يتفوهون في خرجاتهم الإعلامية بخدعة أن الدم المصري غالي.
التاريخ لا يرحم المتخاذلين و المتأمرين ،و المذابح و القتل العمد رميا بالرصاص الحي لا يدع أي شك للمخطط الجهنمي ، الذي تم و يتم نسجه في الفنادق الفاخرة ، و في اللقاءات الحميمية التي تسرف فيها أموال الشعب الطائلة ، و لكل شيء لذا الطغاة ثمنه ، ولكي يكون الإنسان ديمقراطيا ، حداثيا ، علمانيا ، اشتراكيا ، شيوعيا ، بوديا أو سميه ما شئت ، عليه أن يدرك أنه لابد عليه قبل أن يدافع عن هذه الإديولوجية و القناعة و التوجه أن يدافع عن حقوق لإنسان وحقوق الطبيعة و الحيوان ، و إلا فإنه إنسان بدون مباديء و لا قيم .

علي لهروشي
مواطن مغربي مع وقف التنفيذ
هولندا



#علي_لهروشي (هاشتاغ)       Ali_Lahrouchi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب و وضعية ما قبل القرون الوسطى .
- نداء إلى مختطفي الصحفية الهولندية وزوجها باليمين
- الإسلاميون بين الانقلاب العسكري بمصر، و الطرد العسكري بالمغر ...
- الإنقلاب العسكري على الإنقلاب الإيديولوجي بمصر .
- نداء من أجل الوحدة وتوحيد المعارضين المغاربة ضد الديكتاتور م ...
- القنصلية المغربية بأمستردام تستنطق و تهين المغاربة.
- كاتب أجنبي صادق يظهر المغرب كمزرعة للملك المفترس.
- رسالة استنكارية لما يتعرض له الشعب المغربي من قمع و مؤامرات ...
- حوار على الهواء مباشرة مع - أحمد عصيد - الباحث الأمازيغي بال ...
- المهاجرون المغاربة بهولندا : مصائب قوم عند قوم فوائد .
- أغنية أمازيغية تفضح عنصرية الملك المفترس أتجاه الأمازيغ بالم ...
- إذاعة هولندا العالمية : و المنافقون المغاربة بالمهجر
- بيان إدانة لإعتقال اللاجئين السياسيين و المعارضين المغاربة ب ...
- الواقع المغربي بمملكة القحط .
- نداء إلى كل الأحرار المغاربة
- اعتماد نظرية المسيحي الأمازيغي - أريوس -كأساس لبروزعقيدة ثال ...
- الملكية سرطان قاتل للمغرب.
- الأمازيغ أقدم شعب محتل ، فمتى سيتحررون ؟
- موت القديس -عبد السلام ياسين- وبداية نهاية جماعة العدل و الإ ...
- على هامش الدعوة لمساعدة بعض المنكوبين المغاربة : الحقيقة تؤل ...


المزيد.....




- سيارة تصطدم بجدار وزارة حكومية وتخترقه.. وكاميرا مراقبة تُظه ...
- بعد حرق طالب.. اتصالات من الأمير الحسين والملكة رانيا مع أسر ...
- مشاهد من تحرير بلدة بورلاتسكويه في جمهورية دونيتسك الشعبية
- الجزائر.. قرار قضائي بحبس -مؤثرة- متهمة بعرض فيديوهات مخلة ب ...
- إعلام: الولايات المتحدة أوقفت تبادل جميع المعلومات الاستخبار ...
- بريطانيا وفرنسا وألمانيا تطالبن إسرائيل بضمان وصول عاجل للمس ...
- الجيش المصري يحبط محاولة تهريب مخدرات وأسلحة عبر الحدود (صور ...
- الخارجية الروسية: موسكو سترد على طرد رومانيا لدبلوماسييها
- واشنطن تفرض عقوبات على سبعة من كبار قادة -الحوثيين-
- -محاولة لجعلنا كبش فداء-.. قطر تستنكر اتهام -الشاباك- لها بد ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي لهروشي - الظاهر والخفي في أحداث مصر.