أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد عطشان هاشم - السقوط السياسي للاسلام!














المزيد.....


السقوط السياسي للاسلام!


عبد عطشان هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 13:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نعم، لقد تداعت الايديولوجية الفاشية للاسلام السياسي وستغرب شمسها الشاحبة من سماء المنطقة خلال السنوات القادمة ، فملايين المصرين التي خرجت يوم 30 من حزيران ومابعده قلبت الرهان التاريخي عندما اسقطت الطوطم المعاصر للاسلام السياسي.
ومايحدث الان او غدا في مصر و تونس والعراق وسوريا والسودان بغض النظر عن ارهاصاته الميدانية يشير الى تحول هام وجذري في المنطقة ، فهناك تيار جديد في طور المخاض يتبلور ويشتد عوده بعيدا عن وصاية الكهنوت الاسلامي وعصاب الطائفية ولن تفلح رايات الاعتدال والوسطية( التي تتبرقع بها الجماعات الاسلامية لتخدع الاخرين ببريقها الزائف الذي تتخذه جسرا للوصول للسلطة) في احتواء هذا التيار وترويضه لمصلحتها الخاصة.
لقد ظل الاسلاميون يمارسون العنف تجاه ابناء مجتمعاتهم والمجتمعات الاخرى باعتباره فرضا جهاديا مقدسا ولم يتخلوا عن ذلك اثناء فترة حكمهم، فالاسلام لايمكن ان يكون ديمقراطيا الا بالخروج على نصوصه ووضعها على الرف والعمل بجدية على استلهام مبادىء وروح الديمقراطية وبالاخص حقوق الانسان ولكن النمر لايستطيع تغيير رقطه والاسلام والديمقراطية على طرفي نقيض فالحاكمية لله وليست للشعب كما يؤول الاسلاميون الاية القرانية ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) .
ولم يكن تاريخ خلفاء وسلاطين وحكام المسلمين سوى حقبة طويلة من صناعة الاستبداد وشرعنته من خلال النص المقدسه والكهنوت الديني . ان فشل المشروع الاسلامي لايعود لاسباب خارجية كما يروج لذلك مريديه بل ان المشروع البائس هذا يحمل بين جنباته بذور فشله فالاسلام ليس هو الحل بل هو المشكلة التاريخية الحضارية التي تعيش في كهوفها شعوب المنطقة منذ 14 قرنا ما دام اتباع ومريدي التيارالاسلامي السياسي يعتبرون انفسهم الوكلاء الحصرين لله ومن حقهم تسويق البضاعة الاسلامية المنتهية الصلاحية وفرضها على المجتمعات بقوة السيف ، دون اي اعتبار للواقع المعاصر وما يحفل به من متغيرات اجتماعية واقتصادية وحضارية بالغة التعقيد ، كيف وهي تحاول حراثة ارض الواقع بادوات القرن الهجري الاول وتدعي ان هذه الادوات صالحة لكل زمان ومكان؟!
لقد كان المشروع الاسلامي وسيبقى غير قادر على صياغة اية برامج اقتصادية واجتماعية حقيقية لحل مشكلات الناس وهو في جوهره ليس الا تطبيقا قسريا ( للنقاب والحجاب واللحية والثوب القصير) في احسن حالاته كما فعل ذلك في افغانستان والسودان ومصر والعراق فالجماعات الاسلامية لاتتقن غير هدم وتفتيت الدول والاوطان وشرذمة الشعوب الى فرق وجماعات وشيع متناحرة كما تشهد بذلك التجارب الراهنة للاحزاب والجماعات الاسلامية.
المشروع الاسلامي هو منهج لشرعنة التخلف وتأبيده من خلال تحويل المسلم الى شخص معطل العقل منفصل عن الزمان والمكان يعيش وهمه الخاص ولايرى تضاريس الواقع الذي يعيشه الا من خلال فتاوى المشايخ والسدنة والفقهاء ولذلك لايمكن تحقيق
تقدم حقيقي للسير بمجتمعاتنا الى الامام( وتفادي الغوص في رمال الوهم الاسلامي المتحركة) دون التخلي عن الفصام المرضي الجماعي في اقامة سلطة الشريعة الثيوقراطية وفرضها على المجتمعات كقدر الهي منزل من السماء وتحويل العلاقة الشخصية الطوعية بين الانسان وربه الى مظلة ايديولوجية شمولية تسعى الى استخدام الاسلام لاخضاع الناس بالقهر وتحويلهم الى قطيع متشابه لاحق لهم في الاختلاف والتميز الا بالقدر الذي تختلف فيه نعجة عن اخرى.
لقد اصبح السعي الى اقامة سلطة الشريعة نوع من المرض النفس اجتماعي الذي اصاب الذات العربية وواستوطن عقلها ومادام هذا المرض قائما فلن يكون باستطاعة الفرد المسلم من بناء مجتمع انساني متقدم يتساوى فيه الجميع دون وصاية دينية وحسبنا ان نتذكر ان الحضارة الاسلامية ولدت عند قيام سلطة العقل وليس سلطة النقل وعلى يد ناس غير متدينين ولم يكن للاسلام اي دور فيها كما يدعي الاسلاميون ذلك.
لايمكن فرض دولة الشريعة على المجتمعات بالقتل والارهاب وان اي نجاح تحققه الجماعات الاسلامية بهذا الصدد هو مكسب وقتي يتحقق من خلال دغدغة مشاعر الناس البسطاء وايهامهم ببناء يوتويبيا اسلامية توفر لهم ماعجزت الانظمة السابقة عنه ولكن بمرور الزمن يكتشف الناس ان هذا الحلم ليس سوى كابوس خانق من الاستبداد والقتل اليومي يرزحون تحت وطأته الثقيلة وأن الخلاص الحقيقي يكمن في دولة المواطنة والمساواة واستثمار العلم والتقنية لرفاه الانسان ورفع الظلم عنه وتحويل الدين الى علاقة شخصية اختيارية بين الانسان وربه.



#عبد_عطشان_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة الاسلام المعتدل
- الاسلام : صناعة الاستبداد
- هل كانت لدينا حضارة اسلامية حقا؟ ج2
- هل كانت لدينا حضارة اسلامية حقا؟ ج1
- متى يعود الاسلام للمسجد؟
- تساؤلات حول مستقبل الاسلام
- الدين و صناعة عقلية القطيع
- عنف الاديان : نصوص ام واقع؟
- الخروج من الطائفة : المستحيل والممكن
- عندما يتوقف التاريخ : حروب الطوائف العربية
- من الدولة الفاشلة الى المجتمع الفاشل !
- كيف يمكن انشاء قطيع من القطط؟
- كهنة الفتاوى الجدد
- الاسلام واصول الحكم بعد 88 عاما على صدوره
- تساؤلات حول مستقبل العلمانية في المنطقة العربية
- الديمقراطية عندما ترتدي الجلباب
- خرافة التسامح الديني


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد عطشان هاشم - السقوط السياسي للاسلام!