أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريهام عودة - ما بين فتح و حماس ليس مجرد خصام بل اختلاف استراتيجي














المزيد.....

ما بين فتح و حماس ليس مجرد خصام بل اختلاف استراتيجي


ريهام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 4166 - 2013 / 7 / 27 - 19:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


إنهما أكبر حركتان سياسيتان في فلسطين و هما أشد المتنافسين على إدارة السلطة بعد الانتخابات الرئاسية و التشريعية الفلسطينية الثانية لعام 2006، حيث فازت آنذاك حركة حماس بطريقة ديمقراطية و بأغلبية كبيرة أثناء الانتخابات الفلسطينية التشريعية الثانية . لكن بعد تشكيل حركة حماس لحكومتها في عام 2006، تم مقاطعة تلك الحكومة من قبل أعضاء المجتمع الدولي بسبب رفض حركة حماس الاعتراف بدولة اسرائيل و رفضها التخلي عن مشروع المقاومة المسلحة.

و قد شهد عام 2007 عدة أحداث دامية بين حركتي فتح وحماس في قطاع غزة مما أنتج فيما بعد الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني الأمر الذي أدى الي نشأة حكومتين منشقتين في كل من شقي الوطن ؛ حكومة حماس في قطاع غزة و حكومة فتح في الضفة الغربية و و بالطبع لكل حكومة سياستها الخاصة و أيدولوجياتها التي تؤمن بها و تحاول أن تطبقها في كل من الضفة الغربية و قطاع غزة.

إن كل من يتناول بشكل سطحي قضية النزاع الداخلي بين فتح و حماس و الانقسام الفلسطيني ، يحاول أن يتجاهل الأسباب الحقيقية خلف هذا الانقسام العنيد الذي خلف أثار سلبية على حياة المواطن الفلسطيني العادي ، فما بين حركتي فتح وحماس ليس مجرد انقسام أو خصام سياسي بل هو اختلاف استراتيجي عميق له أكثر من بعد و اتجاه ؛ فالحركتان تختلفان من ناحية الأهداف و أدوات المقاومة و طرق إدارة ملف الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني.

إن حركة حماس تعلن بكل وضوح و أكثر من مرة أن هدفها العام هو القضاء على اسرائيل و استعادة أراضي فلسطين التاريخية منذ عام 1948 و تحرير القدس ، أما حركة فتح فهي تمتلك رؤية أكثر برغماتية نظرا للواقع السياسي الدولي المؤيد لإسرائيل لذلك فهي تطالب فقط بتأسيس دولة فلسطينية على حدود عام 1967 مع الاحتفاظ بالقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.

أما على صعيد المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي ، فحركة حماس ترى أن المقاومة المسلحة تعتبر أكثر الوسائل فعالية لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي و قد أعلنت عدة مرات أن المعركة القادمة ستعتبر معركة التحرير الكبرى ، حيث صرح فتحي حماد وزير داخلية حكومة حماس بغزة في أكثر من مناسبة وأثناء مشاركته لحفلات تخريج الشرطة الفلسطينية أن بحلول عام 2022 ستكون نهاية دولة اسرائيل ، فهل إذاً يمكننا التنبؤ بأن حماس ستبدأ حرب التحرير الكبرى خلال ذلك العام 2022؟

لكن بالنظر إلي سياسة حركة فتح فهي تتبنى بشكل ضمني المقاومة المسلحة وذلك يظهر من خلال تأسيس الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لكتائب شهداء الأقصى، لكنها حالياً و بناء على تعليمات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس تُفضل أن تستخدم وسائل المقاومة السلمية التي تتمثل في دعم التظاهرات السلمية التي تندد بسياسة الاستيطان الاسرائيلي كمسيرات التضامن مع المزارعين في قرية بلعين و محاولة دعمها للشباب المؤسسين لقرية باب الشمس في شرق القدس ، بالإضافة لتشجيع للدبلوماسيين الفلسطينيين على استخدام أدوات القانون الدولي التي كانت من نتائجها اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين كعضو مراقب و أيضا قرار الاتحاد الأوروبي بمقاطعة منتجات المستوطنات الاسرائيلية.

أما من ناحية الايدولوجيا و الفكر السياسي ، فحركة حماس تُعرف بتبنيها فكر الاسلام السياسي في إدارة الدولة و أنظمتها و هي تعلن بكل وضوح انها جزء لا يتجزأ من المشروع الاسلامي الكبير و بناء على ذلك تحرص حركة حماس على توطيد علاقتها الخارجية مع دول العالم الاسلامي محاولة ً الاستفادة من خبرات تلك الدول في مجال الحكم و السياسة و الخبرات العسكرية و الاقتصاد.

و لكن حركة فتح تفضل أن تبقى في إطار السياسة المدنية التي لا تتبنى أي فكر للإسلام السياسي بل ربما تتأثر قليلاً بالعلمانية السياسية التي تحبذ فصل الدين عن الدولة لكن مع تطبيق بعض قوانين الشريعة الاسلامية في مجال الأحوال الشخصية باعتبار أن الديانة الاسلامية هي الديانة الرسمية للدولة الفلسطينية و تحاول أيضاً حركة فتح أن تتناغم مع سياسة منظمة التحرير الفلسطينية التي تحتفظ بعلاقات جيدة مع معظم الدول العربية و الأوروبية.

مع تلك المقارنة بين أفكار وتوجهات و أهداف كل حركة ، نجد أن الاختلاف بين حركتي فتح وحماس كبير و يشمل الكثير من نقاط التضاد بينهما ، لكن نستطيع القول أن كلتا الحركتين يوحدهما فكرة مشروع التحرير الوطني و الدولة الفلسطينية المستقلة بغض النظر عن حدود تلك الدولة التي تأمل بها كل من الجهتين.

و يتفق معظم المفكرين السياسيين و المثقفين الفلسطينيين على الدور التاريخي و النضالي لحركتي فتح و حماس في مشروع التحرير الوطني ولكنه في ذات الوقت يطالب البعض منهم الحركتين بتعزيز مبادئ الديمقراطية و العدالة الانسانية و بتغليب مصلحة الوطن عن مصلحة الحزب الواحد بحيث يجب أن يتم الاعلان عن تشكيل حكومة وحدة وطنية و اجراء انتخابات فلسطينية جديدة في كل من الضفة الغربية و قطاع غزة وذلك لكي يتم ترك المجال للشعب الفلسطيني في اختيار أي مشروع وطني يريد أن يتم تطبيقه في الوطن ، فورقة الانتخابات يجب أن تكون الفيصل و المعيار الأساسي للحكم على البرامج السياسية و الوطنية لكل من حركتي فتح و حماس أو حتى الأحزاب السياسية الفلسطينية الأخرى.



#ريهام_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة و فن التفريغ النفسي لدى الشعوب
- أمراء الجهاد و حلم الخلافة الإسلامية
- هل تترقب أمريكا و اسرائيل سوريا قبل البدء بمحاسبة ايران ؟
- المطالبة بعودة المفاوضات : وسيلة لتحقيق السلام أم هدف لحفظ ا ...
- الكنفدراليه في الواقع الفلسطيني بين جدلية الطرح و امكانية ال ...
- الأخلاق و حرية التعبير عن الرأي
- التويتر من عصفور مغرد إلي صقر محارب
- خادمة جارتي السمراء
- أيها اللبنانيون ...... الأمن أولاً
- غزة بين طبول الحرب على إيران و الانقسام الفلسطيني
- اتفاقية أوسلو و التفكير في البديل الثالث
- المرأة الفلسطينية و المشاركة السياسية
- غزة عام 2020 ، ناقوس يدق في عالم النسيان ...
- أبعاد انضمام فلسطين كعضو مراقب بالأمم المتحدة
- العرب في عيون يابانية
- تناول العشاء مع أوباما مقابل 3 دولارات فقط
- حلمي أن أكون وزيرا


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريهام عودة - ما بين فتح و حماس ليس مجرد خصام بل اختلاف استراتيجي