أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام آدم - لماذا الله غير موجود 2















المزيد.....

لماذا الله غير موجود 2


هشام آدم

الحوار المتمدن-العدد: 4166 - 2013 / 7 / 27 - 10:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الثالث والعشرين من تشرين الأول لعام 2012 نشرتُ مقالًا على صفحات الحوار المُتمدن (العدد: 3889) يحمل ذات العنوان (لماذا الله غير موجود) وأُصيب بعض القراء بخيبة الأمل، حيث أنَّهم رأوا أنَّ متن المقال لا يُقدِّم إجاباتٍ دقيقة وعميقة تتناسب مع عنوان المقال الرئيس. في هذا المقال سأحاول تناول الأمر بشيءٍ من الجديَّة، مُحاولًا الإجابة على سؤال: لماذا الله غير موجود؟ من وجهة نظري الشخصية. السؤال الأساسي الذي يتصارع على إجابته كثير منَّا حول هذا الموضوع هو: (هل الله موجود؟) أو (Does God exist?) والإجابة اليقينة القاطعة والمُؤكدة هي: (لا) ويكمن سبب الجزم القاطع في الإجابة على نقطتين أساسيتين مُتعلقتين بالأصالة، هما:
1- من أو ما هو الله God أصلًا؟
2- ماذا يعني الوجود existence أصلًا؟

وبمحاولتنا الإجابة على السؤالين معًا سوف نصل إلى ذات الإجابة اليقينية والقاطعة حتمًا.

أولًا: من أو ما هو الله God أصلًا؟
في العهد القديم من الكتاب المُقدّس، وتحديدًا في الأعداد الأولى من سِفر التكوين (الإصحاح الأول) نقرأ: "فَخَلَقَ اللهُ التَّنَانِينَ الْعِظَامَ، وَكُلَّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحيَّةِ الدَّبَّابَةِ الْتِى فَاضَتْ بِهَا الْمِيَاهُ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلَّ طَائِرٍ ذِي جَنَاحٍ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ"(التكوين 12:1) فإذا طرحنا سؤالًا في غاية البساطة والموضوعية عن كلمة (التنانين) الوارد ذكرها في هذا العدد، وتساءلنا: "هل وُجد التنين فعلًا؟" فسوف نكتشف بسهولة ويُسر أنَّ التنين كائن خرافي لا وجود له أبدًا، فهو لم يعش من قبل، ولن يكون أبدًا، فمن البديهي أن نتساءل: "كيف يدعي الله أنَّه خلق كائنًا لم يكن؟"

التنين خرافة كانت موجودة في ثقافات وحضارات مُختلفة وقديمة، ولكنه كائن خرافي تمامًا كالبيجاسيوس (الحصان المُجنَّح) والعنقاء أو طائر الفينيق كما يُسمى أحيانًا وحتى شخصية السِّندباد أو علاء الدين أو حي بن يقظان وغيرهم، فهي ليست سوى أسماء لكائناتٍ لم تكن موجودةً يومًا، ولكنها عاشت في مُخيلات الناس ومخيال الشعوب والحضارات القديمة، فكيف يقول الله إنه خلق التنين؟ هل ذلك يعني أنَّ التنين كائنٌ حقيقي قد عاش ثم انقرض في أزمنةٍ غابرة؟ أم أنَّ كلمة (تنين) تعني شيئًا آخرًا؟

من يُؤمنون بالكتاب المُقدس بطريقةٍ عميانية، ولا يرغبون أن تساورهم الشكوك في إيمانهم سوف يُجيبون بأنَّ التنين كائنٌ حقيقيٌ فعلًا، ولن يكون لديه دليل ليُقدِّمه لنا غير هذه الآية (ورد ذكر التنين في مواطن كثيرة من الكتاب المُقدّس)، فطالما أنَّه مُؤمن بأنَّ الكتاب المُقدّس هو كلمة الرب، وأنَّ الرب لا يكذب ولا يُخطئ، فكلامه صحيحٌ حتمًا، حتى وإن لم نر تنينًا، ولم نعثر له على رُفات أُحفورية كبقية الكائنات الأخرى التي نعرفها. وأمَّا من يحترم عقله قليلًا فسوف يزعم بأنَّ التنين هو نفسه الديناصور مثلًا أو أي وحش ضخم ومُخيف آخر، وأنَّ اليهود كانوا يطلقون على أي وحشٍ ضخم ومُخيف اسم (تنين)، وبالتأكيد فإنَّ هذا لن يكون أفضل حالًا بكثيرٍ من أخيه، فالديناصورات كائناتٌ انقرضت قبل ملايين السنين، والحياة على كوكب الأرض، حسب الكتاب المُقدس، لا تتجاوز بضعة آلافٍ من السنين، هذا إضافةً إلى اختلافات الكلمة ذاتها في الترجمات المُختلفة، فمنها ما يُسميه الحوت، ومنها من يصفه بأنه وحش مائي ضخم.

وعلى أي حال، فإنَّ التفسير الأخير سوف يقودنا إلى حقيقةٍ غريبةٍ ومُدهشة، وهي أنَّ كلمة (تنين) ليست سوى تسميةٍ لغويةٍ خاطئةٍ لكائنٍ اسمه الديناصور مثلًا، فهل يكون (الله) تسميةً لغويةً خاطئةً لخالق هذا الكون إن كان له خالق؟ الحقيقة أنَّ التسميات في هذا المقام قد لا تكون ذات أهميةٍ كبيرةٍ إلى ذلك الحد، فسواءٌ كان اسمه الله أو يهوا أو كريشنا أو غير ذلك، فالمهم أنَّ هنالك خالقٌ (موجود) لهذا الكون، وسوف نُناقش فكرة وجوده هذه لاحقًا، ولكن كيف نعرف ونتأكد فعلًا من أنَّ لهذا الكون خالق؟

كثيرٌ من الناس لديهم قناعةٌ كاملةٌ وراسخةٌ بأنَّ المُلحد هو الذي يُنكر وجود خالقٍ لهذا الكون، وبالتالي فإنَّهم يُديرون صراعاتهم مع المُلحدين بناءً على هذا الاعتقاد، فالمُلحد، بالنسبة إليهم، هو شخصٌ مُؤمنٌ بعدم وجود خالقٍ للكون، وهو اعتقادٌ خاطئ، لأنَّ المُلحد هو الشخص الذي لا يُؤمن بوجود آلهات أو أرباب، وهنالك فارقٌ كبير بين قولك: "المُلحد يٍؤمن بعدم وجود إله" و: "المُلحد لا يُؤمن بوجود إله" فالجُملة الأولى إثباتٌ يحتاج إلى دليل تمامًا كما أنَّ الإيمان بوجوده يحتاج إلى دليلٍ أيضًا، ولكن هل يعتقد المُلحد فعلًا أنَّه لا وجود لخالقٍ لهذا الكون، كما يزعم المُؤمنون؟ فلنقرأ تعريف الإلحاد نقلًا عن موقع الويكيبيديا، وهو تعريفٌ لا أختلف معه كثيرًا:

Atheism is, in a broad sense, the rejection of belief in the existence of deities. In a narrower sense, atheism is specifically the position that there are no deities. Most inclusively, atheism is simply the absence of belief that any deities exist. Atheism is contrasted with theism, which in its most general form is the belief that at least one deity exists

أرجو أن يكون القارئ الكريم قد لاحظ معي إلى تكرار استخدام كلمة (deities) ومُفردها (deity) وهي تعني: إله، آلهة، معبود، وهي معانٍ لا علاقة لها بالخالق (Creator) فمن أين جاء المُؤمنون بفكرة أنَّ المُلحدين يُؤمنون بعدم وجود خالق للكن؟ من الواضح جدًا من خلال التعريف السَّابق أنَّ الإلحاد هو عدم الإيمان بفكرة الإله أو الآلهات، ومن هنا فالمُلحدون لا يعترفون بأسماءٍ مثل: الله أو يهوا أو ما كان على شاكلتهما مما يُمثِّل تصورات كل دينٍ عن خالق الكون، فهل المُلحدون يُؤمنون بوجود خالق إذن؟

بإمكاني، إذا أردتُ الاعتماد على فهمي الخاص، أن أقول: "نعم، نحن نُؤمن بوجود خالق" ولكن لأنَّ كلمة (خالق - Creator) ليست دقيقة، وليست علمية، فنحن نرفض هذه التسمية تحديدًا، غير أنَّنا نعرف أنَّ هنالك سببٌ أو عدة أسباب أدت إلى ظهور الكون ونشوئه، ولكن، وعلى الإطلاق، لا يُمكن إلا أن يكون سببًا (أو سلسلةً من الأسباب) غير الواعية وراء هذا الظهور، وبعبارةٍ أخرى فإنَّ هذا الكون ظهر لأسبابٍ، لأنَّه لا وجود لاحتمالية لقفز شيء، أي شيء، من العدم إلى الوجود دفعةً واحدة مع انقطاعٍ تام للأسباب أو المُسببات، هذا ما يقوم عليه مبدأ السَّببية، وهذه الفكرة، في حد ذاتها، تُظهر الفهم الخاطئ الذي يحمله المُتدينون عن فكرة الصدفة التي يُرددها المُلحدون قاصدين بها التلقائية وانتفاء الغائية والوعي المُسبق من وراء أي ظاهرة.

لماذا يرفض المُلحدون فكرة الذات الواعية الخالقة للكون إذن؟ يُمكنني شرح الفكرة ببساطة عندما نتصور شيئًا، أي شيء، خارج الزمان والمكان كيف له أن يبدو. لأنَّنا نعلم أنَّ الزمان وُجد (بعد) أو (مع) لحظة الانفجار الكبير، وليس (قبل) ذلك، ولو صدقنا بوجود ذات كائنة قبل وجود الزمن، فإنَّ ذلك يستتبع نفي أي صفةٍ عنها، لاسيما صفة الخلق، ببساطة لأنَّ هذه الذات خارج الزمان والمكان ستكون ذات غير فاعلة، ليس بإمكانها أن تقوم بأي فعل (ولو مُجرَّد الإرادة) لأنَّ الإرادة تتطلب زمنًا، كما لن يكون بإمكانها القيام بأي حركة (ولو ميليمترية) لأنَّ أي حركة تتطلب مكانًا، وطالما أنٌّ الزمان والمكان لم يُوجدا إلا بعد الانفجار الكبير، فهذا يعني ألا وجود لخالقٍ واعٍ ومُفكرٍ أو مُتصفٍ بأية صفة، إلا إذا كان هو نفسه وُجد بعد الانفجار الكبير، الأمر الذي يجعل الخالق مخلوقًا، ومحدودًا بحدود الكون نفسه، وهذا ضد التصورات الدينية للخالق.

سيقول البعض كلامًا إنشائيًا مثل: "الله لا يحدّه الزمان والمكان" أو "الله ليس كمثله شيء ليُقاس عليه" وهو ضربٌ من الكلام المجاني المبذول، فأنا شخصيًا أرى أنَّ حبيبتي ليس كمثلها شيء على الإطلاق، وأراها أجمل فتاة في كل الكون، ولكن كلامي هذا (رغم اعتقادي الجازم به وصدقي فيه) لا يجعلها كذلك. الأمر الآخر، إضافةً إلى قانون أو مبدأ السَّببية، الذي يدعم فكرة المُلحدين حول عدم وجود آلهات كما تُصورها لنا الأديان يكمن في القانونين: الأول والثاني للديناميكا الحرارية، حيث أنَّ القانون الأول يُخبرنا بأنَّ الطاقة (التي هي شكلٌ من أشكال المادة) لا تفنى ولا تُستحدث من عدم، ما يعني حرفيًا: لا وجود لخالق لأنَّه لا وجود لشيء مخلوق من العدم أصلًا، والقانون الثاني يُخبرنا أنَّ التغيرات والتطورات التي تحدث في الكون تتم بشكل تلقائي وليس بمُؤثر خارجي، ونحن نعلم أنَّ كوننا هذا، من حيث هو نظامٌ معزول، لا يُصدِّر طاقةً إلى الخارج، كما لا يستورد طاقةً إلى الداخل، وبعبارةٍ أخر فإنَّ أي شيء خارج الكون ليس له تأثيرٌ على الكون وما يجري داخله، فالكون مُكتفٍ بذاته بفضل حالة توازن طاقته، لأنَّ كم الطاقة الكونية ثابتٌ لا يتغير أبدًا، فحتى لو كان هنالك خالقٌ ما فهو بلا تأثيرٍ يُذكر على الكون وما يجري داخله، وهذه هي صفة الآلهات التي تتحدث عنها الأديان: إلهٌ مُدبر ومُتصرف في شؤون العباد.

ثانيًا: ماذا يعني الوجود existence أصلًا؟
ماذا نقصد تحديدًا عندما نصف شيئًا ما بأنَّه موجود؟ وهل الله مادي؟ إذا لم الله ماديًا فما عساه أن يكون؟ كثيرةٌ ومُربكة هي الأسئلة المُتعلقة بأصالة الوجود، لأنَّ أي وجود يُعتبر كينونة، وأي كينونة يجب أن تكون مادية أو مُتعلقة بالمادة. فإذا قلنا: "الله كائن" على اعتباره كينونة فحسب، فلابُد أن ترتبط هذه الكينونة بالمادة، أو أن يكون لها تأثيرًا ماديًا، أو كما يُقال: أن تترك انطباعًا. ولكي أشرح هذه الفكرة، دعونا نأخذ مثالًا على شيءٍ لا نعتبره ماديًا، كالحب مثلًا، فهل الحب موجود؟ هل الحب كينونة مُستقلة بذاتها؟ وبالمقدار ذاته يُمكننا أن نتساءل عن القيم والمُثل وكل المُجردات التي نعرفها، فهل الغيرة موجودة؟ هل هي كائنة؟

عندما نقول عن شيء بأنَّه موجود، فهذا قطعًا يعني أن يكون لهذا الشيء وجودٌ ماديٌ أو مُرتبطٌ به على أي حال، بحيث لا يُمكن الاعتقاد بوجوده مُستقلًا عن المادة. فأنا موجود، وأنا كائن وأنا كينونة، ووجودي ماديٌ صرف، بحيث يُمكن أن يُطبق عليَّ الفهم الكلاسيكي للفيزياء عن المادة (جسمٌ لي كُتلةٌ وأشغل حيزًا من الفراغ ويُمكن إدراكي بالحواس الخمس) ولكن هل يُمكن تطبيق هذا التعريف الفيزيائي الكلاسيكي على الحب مثلًا؟ بالطبع لا، ولكن وجود الحب يتطلب كائنًا مُحبًا، فبدون وجود الكائنات الحية ينعدم الحب، وكذلك كل المُجردات الأخرى لأنَّها مُرتبطة بالمادة تمامًا.

لا يُمكن أن نصف شيئا بأنَّه موجود إلا إذا كان ماديًا في ذاته وكينونته أو مُرتبطًا بالمادة، وطالما تُخبرنا الأديان بأنَّ الله غير مادي، وغير مُرتبط بالمادة فهو، بصورةٍ تلقائيةٍ، غير موجود، لأنَّه إن لم يكن ماديًا فسوف يكون شيئًا هلاميًا سابحًا في اللامكان كغيره من الأفكار والقيم المُجرَّدة، غير أنَّه بإمكاننا تمييز هذه الأفكار والقيم وإدراكها بربطها بمُنتِجاتها المادية، والتي ستكون هي الأساس في وجودها وليس العكس.

ثمة خلطٌ كبيرٌ نجده في أوساط بعض المُثقفين والمُتعلمين حول مفهوم المادة نفسها، إذ أنَّهم ما يزالون مُتعلقين بالتعريف الكلاسيكي للمادة، بحيث يُطلقون هذه الكلمة على كل ما يُمكن أن يُرى فقط، فيسألون: "هل ترى عقلك؟" والفكرة من طرح سؤالٍ كهذا هو محاولة التلميح إلى أن ليس كل ما لا نتمكن من رؤيته هو غير موجودٍ بالضرورة، وهم بذلك يُغفلون العلاقة بين العقل والمادة (الجسد)، ورغم أنَّي بصورةٍ شخصيةٍ جدًا مُقتنعٌ أنَّ العقل ليس سوى أحد وظائف الدماغ العليا، وبالتالي ارتباطه بمادة الدماغ، إلَّا أنَّه بإمكاني التعميم إلى حد القول بأنَّ العقل مُرتبط بالمادة الحية بصورةٍ عامة، وفي حال اختفت الحياة ومظاهرها من الكون فلن يكون للعقل وجود أيضًا، وهذا يقودنا مرةً أخرى إلى نقطة ارتباط الأشياء غير المادية بالمادة، فالكون في مُحصلته النهائية عبارة عن مادة صرفة، وبعض هذه المواد (المادة الحية أو الكائنات الحية) قادرة على إنتاج الوعي والعقل والإدراك والعواطف وكل المفاهيم غير المادية، وبالتالي بإمكاننا القول إنَّه لا وجود لشيء غير مادي على الإطلاق بشكلٍ مُستقلٍ تمامًا عن المادة، فلا وجود لوعي مثلًا بلا مادة، في حين قد تُوجد مادة بلا وعي. وعلى هذا فلكي يكون الله موجودًا فلابد أن يكون ماديًا أو على الأقل مُرتبطًا بالمادة وغير مُستقلٍ عنها.

قد يحلو للبعض ترديد عبارات مثل: "الله هو الطاقة المُحرِّكة لكل شيء" أو "أنتم تُسمون العلِّة بالقوانين الفيزيائية ونحن نُسميها الله" فمن يُرددون العبارة الأولى ينسون أنَّ الطاقة هي شكلٌ من أشكال المادة، وبالتالي فإنَّهم بذلك يقولون بمادية الله، لأنَّ المادة الآن هي كل ما يترك انطباعًا يُمكن ملاحظته وقياسه كالموجات الصوتية المُتطرفة (العالية أو المُنخفضة التي لا نتمكن من سماعها)، وكذلك الموجات الكهرومغناطيسية ونسيج الزمكان والموجات الضوئية المُتطرفة (تحت الحمراء وفوق البنفسجية)، فالمادة ليست فقط الأجسام المرئية كما يعتقد البعض. ومن يُرددون الجُملة الثانية ينسون أنَّ القوانين الفيزيائية هي صناعة بشرية صرفة، كما أنَّها في الأصل لم تُوجد إلا بعد الانفجار الكبير.

هذا نرى أنَّ العلوم الفيزيائية وبعضٍ من قوانيها، بالإضافة إلى الفلسفة تقودنا إلى أنَّ الأديان لا تُقدم لنا إلا تصوراتٍ طفوليةً لا يُمكن الاعتداد بها عن الخالق، وأنَّ الخالق كلمة سطحية وساذجة ولا تُعبِّر إلَّا عن وجهات النظر الدينية الطفولية ذاتها، ولكن لا أحد من المُلحدين يقول بأنَّ الكون قد نشأ من العدم وقفز منه دُفعةً واحدةً إلى الوجود. لاشيء ينتظر منَّا أن نعبده شكرًا وامتنانًا على خلقه لنا، أو خوفًا من عذابٍ مهولٍ ينتظرنا بعد الموت.



#هشام_آدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الغاية من حياتنا وما الهدف منها بلا دين؟
- هولي بايبل يحرق مراكب العودة - 2
- بين محمَّد ومُسيلمة الكذاب
- هولي بايبل يحرق مراكب العودة
- دردشة فقهية: حدّ الرِّدة في الإسلام
- عن العلمانية مرَّة أخرى
- الحواس التوأمية للإنسان
- انفجار .. فجأة .. صدفة .. تطوّر
- السَّببية مقبرةُ الإله
- فنتازيا التطوُّر
- دردشه فقهية: تعدد الزوجات
- خرافة التكليف الإلهي للإنسان
- كوانتم الشفاء
- شرح وتبسيط لنظرية التطوّر
- لا تناظروا المسلمين حتى ...
- العلم من وجهة النظر الدينية
- في الرد على د. عدنان إبراهيم - 3
- في الرد على د. عدنان إبراهيم - 2
- في الرد على د. عدنان إبراهيم - 1
- بين موت المسيح وقيامته


المزيد.....




- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام آدم - لماذا الله غير موجود 2