أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد عادل زكى - بصدد القمع فى إيران














المزيد.....

بصدد القمع فى إيران


محمد عادل زكى

الحوار المتمدن-العدد: 4166 - 2013 / 7 / 27 - 04:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إن الثورة التى إنتصرت سنة 1979، كانت ثورة "جماهيرية" بالمعنى الحقيقى، إذ شهدت مشاركة جميع فئات الشعب من عمال إلى فلاحين وشباب وجنود ونساء، وجميع الأتجاهات من أجل إيقاف نزيف نهب الثروة القومية، والذى قام بالدور المحورى فى هذه الثورة هم عمال النفط حيث قام ملايين العمال بتنظيم أنفسهم على هيئة لجان المصانع والمعامل وأعلنوا فرض سيطرتهم على تلك المصانع والمعامل، فى الوقت نفسه الذى قام فيه ملايين الفلاحين بالدخول إلى أراضى كبار ملاك الأراضى وإعلان سيطرتهم عليها كذلك، والطلاب أيضا قاموا بفرض سيطرتهم على مدارسهم وجامعاتهم وعملوا على تسييرها بشكل ديمقراطى وأنهوا نظام التعيين الذى كان سائداً فيها، والجنود بدورهم شيدوا (مجالسهم) وبدءوا فى تطهير الجيش من الضباط الموالين للنظام النهبوى السابق. وتمكن الشعب الإيرانى كُله من إسقاط الديكتاتورية.
بيد أن الملاحظة واجبة بأن تدعيم أسس النظام القائم حالياً فى إيران، لم يتحقق ما بين سنوات1979 و1983، إلا على قاعدة السحق الفعلى لهذه الثورة من جانب التيار الدينى الإسلامى الأصولى ورجالاته (على الرغم من التطور الذى لحق لغة ومضمون الخطاب الدينى الشيعى) وخلال سنوات معدودة باتت الثورة ومنجزاتها هباءً منثوراً. فقد تم إعادة الأرض إلى كبار الملاك، وتم طرد الفلاحين منها، والذين سبق وأن أعلنوا بسط سلطانهم عليها. وكذلك تم القضاء على مجالس المصانع والمعامل وحلت محلها المجالس الإسلامية، وتم قمع العمال وحرمت الطبقة بأكملها من جميع الحقوق، بما فيها طبعاً الحق فى التنظيم والاضراب. وتم فرض تفسير محدد للإسلام على جميع المواطنين، فوضعت أشد القيود على النساء، وخلق مناخ من القمع الأيديولوجى للأغلبية الساحقة من السكان.
ويمكننا القول بأن إستيلاء رجال الدين الإسلاميين الأصوليين على ثورة العمال وباقى فئات الشعب وقمعها، لم يكن ممكناً إلا بسبب السياسات الخاطئة التى نهجتها المنظمات اليسارية ذاتها، التى إعتقدت فى إمكانية تشكيل جبهة متحدة مع رجال الدين الإسلاميين(كقوة إجتماعية) الذين كان يترأسهم أية الله الخمينى. وقد دفعت التيارات اليسارية، على ما أظن، ثمن أخطائها.
وهكذا تمكنت الجمهورية الإسلامية خلال سنوات معدودة، من قمع اليسار، بل وباقى الفصائل الوطنية التنويرية من تدعيم أركانها والإستيلاء على ما كانت فى البداية ثورة عمالية شعبية معادية للدكتاتورية وهيمنة الإمبريالية والرأسمال على السلطة. ولكى يتمكن النظام المتأسلم من بسط نفوذه على الشعب قام رجال الدين برفع شعارات معاداة الإمبريالية، وإستخدام نفس لغة اليسار تقريباً، ويستعمل الرئيس أحمدى نجاد مثله مثل رجال الدين، لغة معادية للإمبريالية فى محاولة لكسب التأييد من جانب الجماهير، مع المزيد من السحق اليومى للعمال وباقى فئات الشعب.



#محمد_عادل_زكى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الصكوك، فى مصر، بين الشريعة والاقتصاد
- السودان: التخلف والتبعية
- نقد قانون القيمة
- نقد الرأسمال التجارى عند ماركس
- الإعدام اليومى للطلبة
- الرأسمال المتاجر: نقد الطبيعة والماهية
- ما هو الاقتصاد السياسى؟
- إلى روح تشافيز
- بصدد منهجية طرح إشكالية التخلف الاقتصادى العربى
- ماركس. أيقونة لا وثن
- الفكر الاقتصادى عند يحيى بن عمر الكنانى الأندلسى
- نقد نظرية التخلف
- موجز الفكر الاقتصادى من التجاريين إلى الطبيعيين
- التكون التاريخى للتخلف فى مصر
- الشركات دولية النشاط
- الثورية التشافيزية
- وعود الرأسمال التجارى
- الصراع على النفط؛ التاريخُ المُعَاش
- بيان إلى عمال مصر
- الماركسية تراث مشترك للإنسانية


المزيد.....




- حزب التيار الديمقراطي التونسي: الشهيد حسن نصرالله لم يكن أمي ...
- سانت كلارا.. أهلا بكم في مدينة تشي غيفارا
- اعتصام المربيين الموقوفين متواصل أمام المديرية الإقليمية بت ...
- بلاغ حول اغتيال الشهيد حسن نصر الله قائد حزب الله أحد أبرز ...
- المقاومون يموتون.. لكن المقاومة لا تموت
- مصطفى البرغوثي: الأحزاب الاشتراكية في أوروبا تدعم ما تقوم به ...
- الخزانة البريطانية تحذر: خطة حزب العمال للضرائب قد ترتد سلبا ...
- بيان رقم 7 لثلاثة أحزاب شيوعية-عمالية في المنطقة
- اليسار الأمريكي – رقابة علنية مرعبة وتقييد صارخ لحرية التعبي ...
- اعتقال متظاهرين بذريعة منع نتنياهو من التوجه إلى الجمعية الع ...


المزيد.....

- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد عادل زكى - بصدد القمع فى إيران