أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر فوزي الشكرجي - اغتيال مدينة...














المزيد.....


اغتيال مدينة...


حيدر فوزي الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4165 - 2013 / 7 / 26 - 14:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طوزخورماتو)بالكردية:خورماتوو) قضاء بشمال شرق العراق تتبع لمحافظة صلاح الدين وكانت عائدة لمحافظة كركوك لحين إجراء التعديلات الإدارية عام 1976 حيث ألحقت بمحافظة صلاح الدين، بموجب المرسوم الجمهوري المرقم 41 في 29/ 1/ 1976 والمنشور في جريدة الوقائع العراقية العدد 20532 في 7/ 6/ 1976، يتبع القضاء أربع نواحي وهي آمرلي وبسطاملي وسليمان بيك وقادر كرم.
أسم القضاء تركماني بحت كسكانها حيث سكنتها العشائر التركمانية منذ 800 سنة وتشتهر المدينة ببساتينها وطيبة أهلها ووداعتهم، ولكن هذا لم يمنع خفافيش الظلام من أستهدافها مرة تلو الأخرى، ولا نعلم أن كان السبب قومية سكانها، أو مذهبهم الشيعي، أو كونهم حمائم في عصر الذئاب.
مدينة لم يكن يسمع بوجودها الكثير، ولكن اشتهرت في الفترة الأخيرة بتصدرها نشرات الأخبار بين الحين والآخر بسلسلة من التفجيرات من الواضح أن الهدف منها هو إبادة سكانها وتهجيرهم من أرض أجدادهم .
ليس غريبا أن من يتبنى هذه العمليات هم الإرهابيون التكفيريون، وحتى أنها استمرت في مطلع شهر رمضان المبارك، فهم من بدؤوا حركتهم بذبح عدد من الحجاج العراقيين الشيعة و التوضؤ بدمائهم تبركا لله حسب معتقدهم المريض.
ولكن الغريب هو الموقف الحكومي من هذه التفجيرات فمن الصمت ،إلى الاستنكار وأخيرا تشكيل لجنة يرأسها شخص لا علاقة له بالأمن، ولا أعتقد أن أهل المدينة يأبهون باستنكار أو استعطاف أحد بل هم يطلبون بحقهم الذي ضمنه لهم الدستور بالحماية والعيش بكرامة.
هذا الحق الذي فشلت الحكومة في توفيره لهم حتى الآن بالرغم من أن القوات الأمنية تجاوزت المليونين، وهو عدد يعتبر الأكبر عالميا عند مقارنته بعدد السكان ولكن هذا العدد فشل في مواجهة الإرهاب ليس بسبب القوة الهائلة للإرهابيين بل بسبب ضعف الجهاز الأمني، حيث أن الجهاز الأمني في العراق تأسس على عجالة ولم يراعى به الشروط المعمول بها عالميا، من الدقة باختيار شخوصه ومعرفة تاريخهم فتعرض الجهاز للاختراق منذ البداية ورغم تحسن الأوضاع إلا أن هذا الجهاز بقى مخترقا لأسباب أقل ما يقال عنها أنها سياسية.
وكذلك بقاء مفاصل هذه الأجهزة بدون قيادة واضحة فوزارتي الدفاع والداخلية بدون وزير ولا يلوح في الأفق أن الحكومة تنوي شغل هذه المناصب في القريب العاجل، واختلاط المهام فالجيش المفروض أن يكون على الحدود لا داخل المدن فالجيش مدرب على أطلاق النار ولم يدرب على أعمال الشغب أو على مهام أمنية، وأن درب على تلك الهمام فسيربك ذلك وظيفته الرئيسية وهي حماية البلد من أي هجوم خارجي.
كما ان الخطط المتبعة أثبتت فشلها فهي تعتمد على مسك الأرض بنشر نقاط تفتيش عديدة ولكن مثل هذه الخطط عسكرية وليست أمنية فمن غير الممكن أن يمر إرهابي أو أي مجرم محترف من نقطة تفتيش ثابتة.
وهذا أن كانت هذه النقاط تؤدي واجبها بصورة صحيحة ولكن في الحقيقة أكثر هذه النقاط صورية، حيث أن منتسبيها في حالة ارهاق دائم كون واجباتهم تتعدى الاثنتا عشرة ساعة وأجهزتهم غير كفوءة فجهاز الآي دي المستخدم في أغلب نقاط التفتيش اثبت عدم كفائته، فقد أغلقت الشركة المنتجة في بريطانيا وأعتقل صاحبها بتهمة الغش التجاري، وقد يتصور البعض أن الموضوع يخص جهاز الآي دي فقط ولكن في الحقيقة فأن هنالك العديد من أجهزة كشف المتفجرات لدينا في العراق ومن مناشئ عالمية أغلبها عطل بفعل فاعل، والسبب ليس الإرهاب بل العامل الأول المساعد له وهو الفساد فالعراق ممر مهم لتهريب مختلف أنواع البضائع الممنوعة من مخدرات وأحجار كريمة ومواد مشعة، وعصابات التهريب مستعدة لدفع آلاف بل ملايين الدولارات لتعطيل هذه الأجهزة مما يضمن أستمرر عماليات التهريب، هذا العامل الغير مباشر جعل العراق ساحة مفتوحة لدخول المواد المتفجرة والأسلحة.
وكان التبرير الدائم لفشل الخطة الأمنية في بغداد هي حجمها وعدد سكانها الكبير واختلاف قومياتهم ومذاهبهم، ولكن ما التبرير بالنسبة لقضاء طوز خرماتو بحجمه الصغير وعدد سكانه المنخفض وقوميته الواحدة؟
الأمن لا يعتمد على كثرة العدد فقط ولا الأجهزة فقط، الأمن عبارة عن منظومة متكاملة من أفراد مختصين وأجهزة متنوعة من كمارات وأجهزة سونار وأجهزة كشف أيوني والأهم من ذلك كله جهد استخباري.
المشكلة ليس في جهل المسؤولين لمفهوم الأمن ولكن المشكلة الحقيقة في تجاهل هذا المفهوم لتشجيع الفساد تارة، أو لأغراض انتخابية تارة أخرى، أو الاثنين معا في أكثر الحالات أما دماء الأبرياء فهي تأتي بالمرتبة الثانية لدى هؤلاء.
مع هذا كله فلن تركع مدينة عريقة كطوز خورماتو رغم تآمر الجبناء المجرمين وضعف المسؤولين الفاسدين فستبقى هذه المدينة رمزا لصمود كل العراقيين.



#حيدر_فوزي_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد.. والشعراء.. والصور
- خربشات رمضانية..
- عرب، فرقهم الاسلام وجمعهم عرب ايدل!!!
- 35 مليون دشداشة مشكوكة!!!!
- متي ينفذ القانون يا دولة القانون؟؟؟
- صديقي الإخواني..
- إلى متى...
- دراجة لكل مواطن!!!
- راهب بني هاشم...
- العضد المفدى
- الحويجة ما لها وما عليها...
- المواطن العراقي وحبات الفاصوليا ...
- يومين من بغداد...
- الاوبل والبطة...
- الموطن العراقي بين شنشل والمحمود...
- هل ستنجح الامطار في غسل قلوبنا ام فقط ستغرق شوارعنا...
- لماذا كل هذا الحقد الدفين؟؟
- بلد العمالقة يحكم من قبل الأقزام!!!
- من يتكلم باسم الشيعة عليه ان يطيع مراجعهم اولا ...
- تيار شهيد المحراب والسباحة عكس التيار...


المزيد.....




- قرية زراعية عمرها 300 سنة.. لِمَ يعود إليها سكانها بعد هجرها ...
- فيديو حصري من زاوية جديدة يوثق لحظة تصادم الطائرتين في واشنط ...
- حزب -القوات اللبنانية- يطالب الحكومة بالتوضيح بعد مسيّرة -حز ...
- قنبلة داعش الموقوتة تهدد بالفوضى في الشرق الأوسط - التلغراف ...
- أبو عبيدة يعلن أسماء الرهائن الإسرائيليين المتوقع الإفراج عن ...
- اتفاق الهدنة: إسرائيل وحماس تتبادلان قوائم المقرر إطلاق سراح ...
- بعد تمرير خطة اللجوء.. هل انكسر -الجدار الناري- عن اليمين ال ...
- أيقونة معمارية شاهدة على التاريخ.. العزبة القيصرية -إيزمائيل ...
- بالفيديو والصور.. موجة ثلوج غير مسبوقة تشهدها بعض المدن الجز ...
- الرئيس الجورجي: دول غربية ضغطت علينا للوقوف ضد روسيا في نزاع ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر فوزي الشكرجي - اغتيال مدينة...