حمادي بلخشين
الحوار المتمدن-العدد: 4164 - 2013 / 7 / 25 - 21:56
المحور:
كتابات ساخرة
بقلاوة!
ــ 1 ــ
كان يهمّ بإغلاق دكانه حين أحاط به ثلاثة رجال ببدل رماديّة و نظارات سوداء.. تولّى أحدهم إغلاق المحلّ، في حين حشره إثنان في سيارة فخمة كانت في الإنتظار..عصبوا عينيه و أمروه بإغلاق فمه!
ـــ 2ـــ
كان الرّعب قد أخذ منه كلّ مأخذ.. لم يذكر أنه تكلّم في السياسة و لا أهتم بالشأن العام، فالزيت و الدقيق و السّكر و اللوز و بقية مكونات البقلاوة، كانت كلّ عالمه الخاص، بالإضافة الى أسرته الصغيرة.
ـــ 3 ــــ
بعد ربع ساعة أو أقلّ، خفّفت السيارة من سرعتها، لبثت تتقدّم ببطء شديد لما يزيد عن خمس دقائق توقفت بعدها تماما.. ما إن أنزل من السيّارة، حتى أحسّ بهواء منعش يداعب جبهته.. إقتيد برفق لما يزيد عن دقيقتين، ثم أجلس على أريكة فاخرة.. بعد هنيهة وقع إيقافه برفق أكثر.. حين تولّى أحدهم إزالة العصابة عن عينيه لم يتبين شيئا، أحتاج طويلا الى فرك عينيه.. حين إتّضحت الرؤية، شاهد أمامه السيدة الأولى، حرم رئيس الجمهورية!
ـــ 4 ـــ
تقدمت المرأة منه.. صافحته بأدب.. أعربت له عن إعجابها الشديد ببقلاوته التي حدّثت عنها طويلا قبل أن تتذوقها البارحة..كان يسائل نفسه :"أفي حلم أنا أو في علم؟!"، حين دنت منه أكثر معبّرة عن رغبتها في أكل بقلاوة يتمّ صنعها على مرأى منها و في الحال.. بعد موافقته بالطبع!!!
ـــــ 5 ــــ
بعد يومين متوجسّين قضاهما في تهيئة مقدار هائل من البقلاوة، و قع تعصيب عينيه.. أقتيد برفق إلى سيّارة مكيّفة..بعد ربع ساعة أو اقل، توقفت السيّارة. أحسّ بحرارة لاهبة رافقت إنزاله..كان بصدد حكّ عينيه بعيد إزالة العصابة، حين أوصي ثلاثا بنسيان ما حدث له، ان كان يحرص على حياة ولديه الحبيبين.
ــــ 6 ــــ
أضطر الى المشي طويلا حتى أدرك الحيّ الذي يسكنه.. لم يداخله أي عجب و لم يدر بخلده أيّ تساؤل عن هويّة الميّت، حين عاين كراسيّ مصفوفة أمام باب بيته، وسمع آيات تتلى من مصدح قد ركّب بأعلى شبّاك غرفة نومه!!
ــ7 ــ
هذه القصة حقيقة قد حدثت في عراق الهدّام.. صدّام!
أوسلو 25 جويلية 2013
#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟