وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4164 - 2013 / 7 / 25 - 21:56
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
( الحلقة العاشرة )
أحد أهم المؤشرات على تغيّر اتجاه السياسة الملكية تجاه المشايخ و الأغوات هو الزيادة الكبيرة في عدد المقاعد البرلمانية التي خصصت لهم في ايام عبد الاله , ولتسليط الضوء على الطرق الفعلية التي كانت تتم لاختيار النواب في المناطق الريفية , نورد التقرير الذي كتبه مفتش اداري بريطاني في العاشر من أيلول ( سبتمبر ) 1930 إلى مستشار وزارة الداخلية يقول فيه :
(( يمكن تقسيم الانتخابات عموماً إلى ثلاث مراحل . أولاً , يضع القائمقام نفسه في موقع قوي ما أمكنه باختيار الرجال المناسبين للاقتراع عليهم كأعضاء لجنة التفتيش . ثانياً , يجب على القائمقام أن يرتب إرسال رجل ذكي من اللجنة إلى المراكز ( المحطات ) الخارجية لضمان ألا يصبح الشيخ فائق القوة بانتخاب كل أقربائه , إضافة إلى ( القهوجي ) و كل الطفيليين الآخرين المرتبطين بالمضيف كناخبين ثانويين . لقد عرفت حالات لمشايخ تلاعبوا بالانتخابات بحيث سيطروا على كل الأصوات الثانوية في العشيرة وكانوا بذلك في موقع بيع ثلاثين صوتاً أو أكثر بالمزاد لمن يدفع سعر أعلى . بعد ان يتم ترتيب المرحلة الثانية كما يجب , يصبح الوضع عندها جاهزاً للمرحلة الثالثة و الأخيرة , أي لانتخاب النواب , الذي يتم , كما يعرف كل إنسان , بشكل غير رسمي قبل الحدث من قبل المتصرف في خصوصية مكتبه ومكتب القائمقام صاحب العلاقة )) . ولم تتحسن طرق الحكومة في السنوات اللاحقة إلا قليلاً بالرغم من انهاء اجراءات الانتخابات غير المباشرة بموجب المرسوم رقم ( 6 ) لسنة 1952 . و باستثناء بعض المقاعد في بعض البلدات الأكبر , وفي بعض المناسبات , فإن البرلمانات الملكية استمرت في أن تكون مختارة بدل أن تكون منتخبة , ولم تكن في النهاية تملك لا قوة أخلاقية و لا ثقة شعبية .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟