وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4164 - 2013 / 7 / 25 - 20:08
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
أكثر ما أدى إلى استمرارية شريحة المشايخ كان اختلال التوازن في الحكومة الملكية , أولاً نتيجة لوفاة الملك فيصل الأول سنة 1933 و تبوء غازي غير المؤهل , وثانياً لارتقاء ضباط الجيش من الطبقتين المتوسطة و المتوسطة الدنيا , في الفترة 1936 – 1941 إلى موقع الاستقلالية السياسية . وهذا الاختلال في التوازن الملكي عاد لمصلحة الشيخ و الأغا بطريقتين : أولاً , بأنه أزعج – وبجدية كبيرة – توزع القوة الداخلي الذي كان في ذهن البريطانيين للعراق , وذلك في مرحلة شديدة الحرج في صراع القوى الدولي , مما عجل في عودة الحلفاء القدامى لرؤساء العشائر . وخلال الفترة القصيرة التالية من عودة الاحتلال البريطاني ( 1941 – 1946 ) كان من الطبيعي , وخصوصاً نظراً لحقيقة أن الوطنية العسكرية استمدت دعمها من عناصر حضرية , أن يعود البريطانيون إلى تقوية الريف العشائري .
واستفاد رؤساء العشائر من اختلال التوازن بطريقة أخرى , فالوصي عبد الاله – الذي تسلم ادارة الدفة منذ وفاة الملك غازي سنة 1939 وهرب ناجياً بحياته في ذروة أزمة 1941 ثم أعيدت اليه السلطة بواسطة البنادق البريطانية – فهم الآن , كما فعل أهم رجل في المملكة نوري السعيد , أن العائلة الهاشمية ورؤساء العشائر أصبحا في الحالة الجديدة بحاجة أحدهما إلى الآخر , وأن الجيش , الذي شكل الدعامة الأساسية للحكومة الملكية في الماضي , لم يعد اهلاً للثقة .
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟