شرعية الرئيس المنتخب

بيشوى ريمون

الحوار المتمدن-العدد: 4164 - 2013 / 7 / 25 - 15:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

احدى قريباتى ، طبيبة بشرية تعيش فى الولايات المتحدة الامريكية..ناقشتنى بالامس عبر الهاتف عن عدم شرعية ما يحدث فى مصر من مظاهرات ، لان مرسى فى النهاية منتخب من الشعب و يحق له الاستمرار فى مدته حتى النهاية ، فمهما بلغت شدة اعتراضهم على تصرفات أوباما فالشعب الامريكى لن يخرجوا يوماً عليه

أجبتها بالاتى:

هناك اربعة اسباب لخلع مرسى
اسباب منطقية و اسباب شرفية و اسباب قانونية و اسباب شعبية

الاسباب المنطقية و ديه مخصوص للناس بتوع ادوله فرصه:
بالبلدى كده..
أنت لو اشتريت علبة لنشون صلاحيتها اربع سنين و لقيتها معفنة هتاكلها ؟؟
لو انت ركبت تاكسى عشان يوديك الاسكندرية و فضل ساعة ماشى بيك فى طريق الصعيد هاتفضل راكب التاكسى؟؟
لو انت وكلت محامى يدافع عنك فى قضية و فضل سنة كاملة يشتغل على قضاياه الخاصة و بدا واضحاً انك هتخسر قضيتك، هتفضل برضه مكمل مع المحامى ولا هتسحب منه التوكيل؟

ده بالظبط اللى احنا عملناه مع مرسى

الاسباب الشرفية:
مرسى أخل بميثاقين شرف مع من انتخبوه
الاول هو اتفاقية فيرمونت التى عقدها مرسى و البلتاجى مع كافة رموز الحركة الوطنية و اتفق معهم على سبعة شروط يلزم مرسى بتنفيذها مقابل دعمه فى الانتخابات الرئاسية ضد غريمه أحمد شفيق، و بالفعل أقر مرسى بتنفيذ تلك الشروط ، لكنه لم ينفذ أيا من تلك الاتفاقية على الاطلاق

الثانى هى خطة المائة يوم فهذا المرسى وعد الشعب بخطة لاعادة بناء الدولة فى مائة يوم من خلال خطوات محددة فى الاقتصاد و البنية التحتية و ما الى اخره ، و مرت الايام المائة الاولى و الثانية و الثالثة بل و أقتربت المائة الرابعة على المرور بغير ان يوفى بوعوده

الجدير بالذكر ان تنحى الرئيس لسبب شرفى قد عرفه التاريخ الحديث فى قضية “وتر جيت” الشهيرة ، و التى تنحى فيها الرئيس الامريكى “نيكسون” لانه كان يتجسس على معارضيه فى الحزب المنافس ، و هو سبب أراه لا يساوى شيئاً بالمقارنة مع الاخلال باتفاقية فيرمونت و خطة المائة يوم

الاسباب القانونية:
أولاً: مرسى الان متهم بالضلوع فى قضية تخابر مع جهة أجنبية هى حركة حماس و الهروب من سجن وادى النطرون حسب حكم محكمة (و كونه كان سجيناً سياسياً لا يعنى اعفائه من تهمة الهرب من السجن) ، و مرسى الان مطلوب للتحقيق معه ، و بحسب القانون ، فهو الان المفروض ان يكون موقفاً عن اداء عمله

ثانياً: قضية تزوير الانتخابات الرئاسية و المقدم فيها طعن من المرشح الرئاسى السابق أحمد شفيق ، و التى كان من المفترض أن يحكم فيها يوم الثلاثاء الماضى ، و التى استشعر فيها القاضى الحرج بعد خطاب محمد مرسى ، و علق الحكم على القضية ، مما يعد اشارة قوية الى نية المحكمة الى الحكم ضد مرسى و لصالح شفيق

ثالثاً: وجود اكثر من 22 مليون توقيع ، فاقت عدد ناخبى مرسى ، و التى قامت بجمعهم “حركة تمرد” مطالبين بانتخابات رئاسية مبكرة ، مما يعد سنداً قانونياً يحق للموقعين عليه طلب انتخابات رئاسية مبكرة فى الحال

رابعاً: مرسى متهم ضمنياً بالامتناع عن وقف قتل المتظاهرين فى أحداث شهر فبراير الماضى امام قصر الاتحادية ، نفس التهمة التى حوكم بسببها مبارك و أدين بالسجن 25 عاماً

خامساً: مرسى حنث بالقسم الذى أقسمه عند توليه الرئاسة على أحترام الدستور و القانون ، و اصدر اعلاناً ، سمى زوراً ، بالاعلان الدستورى ، و حصن به قراراته و جعلها أعلى من أحكام القضاء ، و عين نائب عام بنفسه بالمخالفة مع الدستور

الاسباب الشعبية:
وجود أى رئيس للدولة معتمد بشكل أساسى على وجود قبول و شرعية شعبية له ، و اعداد المصريين الخرافية التى خرجت 30 يونيو 2013 ضده ، كافية للتأكد من وجود رفض شعبى و سحب شرعيته كرئيس للجمهورية ، فهؤلاء البسطاء هم أنفسهم من قاموا بانتخاب ممثلى التيار الدينى المتشدد منذ عامان ، و هم أنفسهم من قاموا بانتخاب مرسى رئيساً للجمهورية منذ عام بالظبط، فما الذى دفعهم الان ليخرجوا فى مظاهرات هادرة حاشدة ضده ؟ بالطبع ليس الاعلام ولا المعارضة ولا أى قوة موجودة على الساحة قادرة على حشد كل تلك الجماهير و اقناعها على تغيير قناعاتها السياسية المتعلقة خطئاً بالدين الاسلامى ، من النقيض للنقيض ، و انما أنهيار البنية التحتية تماماً ممثلة فى انعدام الخدمات الاساسية اللازمة للحياة مثل البنزين و الكهرباء و من ثم المياه ، بالاضافة الى تبعيات انعدام تلك الخدمات المتمثلة من ارتفاع اسعار المواصلات بشكل جنونى و ندرة رغيف العيش فى بعض المناطق
كل تلك اللاسباب جعلت المصريين ينتفضون ضد الرئيس المصرى المنتخب الملتحى المؤمن “محمد مرسى” و جماعته بشكل غير مسبق ، فى فترة زمنية قصيرة جداً بعد عام واحد من انتخابه

عاش كفاح الشعب المصرى العظيم

#بيشوى_ريمون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات