أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - المثقف و-الأنتي ثورة-














المزيد.....

المثقف و-الأنتي ثورة-


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4163 - 2013 / 7 / 24 - 07:23
المحور: الادب والفن
    


يحار المثقف- و هو هنا مُنتِج الثقافة والمؤثر في عالم الإعلام- عندما يتفاجأ بجملة التناقضات التي تظهرأمامه، على نحوغيرمسبوق، وهو في إطار التنظير لربيع المنطقة، وشرف أداء رسالة تسليط الضوء على ما يجري، متابعة، ورسم آفاق، في إطار يقاف دورة الخراب والدمار، وهي تلتهم أخضر المكان قبل يابسه، ما يؤثر على أكثر العناوين المتضررة منه طراً على الإطلاق، حيث يجد أن حالة شبه معقدة، برزت أمامها، لجملة أسباب واضحة، حيث باتت كل نظريات الاستبصار وقراءة لوحة الواقع تعلن عجزها أمام هول ما يتم، وهو أمر طبيعي، وذلك لأن السلطة التي تشكل جملة مفاهيمها، وقوانينها على أسس متناقضة، هجينة، كصدى لرؤاها المتناقضة التي تنصرف للتفكير بقيادة دفة الأمور، والتشبث بما احتلته-عنوة- من مواقع في حيلة كبرى على التاريخ، و المفاهيم المسلم بها، من ديمقراطية، أو بعض ما يتبعها من مفردات لا تجد ترجمتها التجسيدية، واقعاً،لا يمكن أن ينتج عنها إلا هذا الشريط من سلسلة نواتج سقوط القيم، من هدر للدماء، ودمار، وقتل، في سلوك ما بعد وحشي.

ومؤكد، أن هذه اللوحة في صعود خطها المأساوي إلى أعلى درجاته، من خلال دفع الفرد ثمن ذلك غالياً، وأيُّ نكبة أعظم مما يدفعه أحدهم في هذه اللجة، حين لا يتم الاكتفاء بدمار بيته فوق رؤوس أفراد أسرته، تحت وطأة براميل ال"تي إن تي" المتفجرة، ليكون هو ومن فيه أثراً بعد عين،بل لتنداح دائرة مثل هذا الفعل كي يشمل شارعه، وحيه، ومدينته، وبلده عامة،بما فيه من أشجار وزراعة وصناعة، وبيئة، و ثقافة وحياة، وتاريخ، وحضارة، إ ذلا يكتفي الفعل عينه بنسف الذاكرة،بل يتجاوز ذلك إلى نسف حياة صاحبها، في إطار صناعة ذاكرة على مقاس حلم مجرد طاغية، استثنائي من حيث الانقلاب على أمانة حياة من يفترض أنهم رعيته، وكأن حيوات هؤلاء، هي مقايضة بديمومة توفير مستلزمات شهوة السلطة، في نسختها الغابية.
وإذا كانت الثورة، هي الرد على منظومة تتراوح بين الركود المستنقعي، والفساد، والتخلف، والفقر، والاستبداد، كما استقرأنا ذلك في مسيرة ربيع المنطقة، في محطاته المعروفة، حيث مقومات الثورة، كما تبدو تحت الموشوري المعرفي الفكري جد واضحة، وهي امتداد لجذر قديم، يعود لأولى حالة رفض إنسانية للواقع، وإن كانت مواجهة الإنسان لعلاقته الناظمة بالمكان، ومحاولة التكيف معه، من خلال إعماره، والاستفادة منه، والتفاعل معه، ليعد-في الحقيقة- حالة صناعة مستمرة للثورة، كي تكون الثورة بذلك حالة وعي عالية، كترجمة علمية، عملية، مفتوحة، تحقق انعكاساً على الخط البياني الزمني، على اعتبار الزمن الفضاء المناسب للثورة في رؤيتها الشاملة والصائبة.
وما يؤلم هو ذلك التزوير الذي يتم في تشويه صورة الثورة، من خلال "الخلطة التكفيرية"الهمجية، الظلامية، المشينة التي تنتج عن حالة انحطاط، تدخل في إطار خدمة مصلحة وسلوك الطاغية، في إطار"خلط الأوراق" وإذعان كل من يرفض سلطته من خلال البديل الأكثرسوءاً، كأن يكون التجويع، أو السجن، أو قمع الرأي، والقبول بنشر ثقافة الزيف، حالة مقبولة أمام أنموذج الإبادة، والتطهير، والدمار، من خلال الاعتماد على نماذج"مغسولة الدماغ"، تتحرك على مبدأ"الروبوت" وهي قادرة على محو أثر شريك المكان، أو شريك الرحم، عبر إعلان هدر دمه، من منبر محتل، يرفض بطبيعته هذا السلوك المستوحش، وهو ما يدعو المثقف للحفر عميقاً لتبيان "أبيض" خيط الثورة" من أسوده، في تلك الحالة التي يتم فيها تشويه الثورة لتوجيه فوهات سبطانات الأسلحة، بعيدة المدى، كي يتم ضمان دمارالمستقبل، وبشره وشجره وحجره، بعد ارتكاب مثيله في اللحظة الحاضرة، في إطار تحولها إلى ماض، فيه كل مقومات إدانة ثقافة الدم والدمار.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مختبرالزمن والاستقراء
- بين السياسي والثقافي حديث في عمق الثورة السورية ومشاركة الكر ...
- المثقف بين مواكبة الزمن ونوسان الرؤية
- بيان شخصي: لتكن تل أبيض الملتقى..!
- قصة وحكمة:
- أدنسة الثورة
- عامودا2013
- حكمة الكاتب
- الثنائية القيمية وإعادة رسم الخريطة الثقافية..!
- استعادة قابيل
- قيم الثورة ثورة القيم
- رواية مابعد العنف
- الممانعة ومستنقع القصير..!
- الباحث وخيانة الأدوات المعرفية-عبدالإله بلقزيز أنموذجاً
- استقراء الالتباس
- ثلاثية المكان الكردي: 1-عفريننامة..
- على هامش اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد الكتاب والأدباء العرب ...
- دمشق الياسمين
- ملحمة القصير..!
- دويُّ الكلمة


المزيد.....




- متحف هيروشيما للفن يوثّق 35 عاماً من التعبير البصري الياباني ...
- -الذي لا يحب جمال عبد الناصر- وأبرز الإصدارات للقاهرة للكتاب ...
- 7 كتب عن تاريخ الصراع الفلسطيني ضد الاحتلال والإرهاب الصهيون ...
- لأول مرة في موريتانيا معرض دولي للكتاب مطلع 2025
- فتح باب التقدم لجوائز معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 56 ...
- وردة الطائف إلى قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي
- بعد الحادثة المروعة في مباراة غينيا ومقتل 135 شخصا.. جماعات ...
- -عاوزه.. خلوه يتواصل معي-.. آل الشيخ يعلن عزمه دعم موهبة مصر ...
- هل تعلمين كم مرة استعارَت أمي كتبي دون علمي؟!
- رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية تركي آل الشيخ يبحث عن ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - المثقف و-الأنتي ثورة-