أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - الدولة الحرة. والمرأة الحرة














المزيد.....

الدولة الحرة. والمرأة الحرة


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4163 - 2013 / 7 / 24 - 07:18
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في السجن بالقناطر كانت الشاويشة تقول: ضحايا جريمة الكذب أكثر من القتل لأن القتل يحدث في لحظة غضب سريعة ثم يندم الإنسان ويتقبل العقاب، لكن جريمة الكذب تقتل آلاف المرات، بتكرار الكذب بدم بارد دون الوقوع تحت القانون.
نرضع الكذب مع لبن الأم المقهورة، يؤدي القهر إلي الخوف ثم إلي الكذب في ظل نظام يخفي دستوره الظلم والاستبداد تحت عبارات فضفاضة: المساواة أمام القانون وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين والمواطنات ومساواة النساء بالرجال دون إخلال بأحكام الشريعة الإسلامية، هذه العبارة الأخيرة تسري علي النساء فقط وتنتهك مبدأ المساواة السابق وتدوخ الامهات بأطفالهن في سراديب المحاكم السبع دوخات مع مئات التفسيرات المتضاربة للأحكام الشرعية والرجال يتعرضون للقهر حين تصطادهم الأحزاب الدينية أو السياسية يسارية ويمينية يتعلم الرجل منذ المراهقة السمع والطاعة لزعيم قائد (غير مرئي) يعيش في قصره بعيدا عن القواعد الشعبية أو مندوب الله علي الأرض (المرشد) يتعبد في برجه لا تراه العيون البشرية يتدرب الرجل الديني أو السياسي علي العمل السري يتعلم الخوف وبالتالي الكذب في حياته العامة والخاصة يتحول المقهور إلي قاهر لأقرب الناس إليه (أمه أو زوجته) كما تتحول الأم المقهورة إلي قاهرة لنفسها أو لابنتها وخادمتها.
المرحلة الانتقالية، بعد الثورة أهم المراحل حيث توضع الأسس للمستقبل أولها وضع دستور جديد وليس تعديل دستور قديم أسقطته الثورة مع النظام السابق يشارك الشعب الثائر في وضع هذا الدستور (العقد الاجتماعي) بتشكيل جمعية تأسيسية تضم كل الفئات نساء وشبابا ورجالا من مختلف المجالات: هذا الدستور الجديد يعيد صياغة حياتنا وعقولنا ونفوسنا وعلومنا وفنوننا وقيمنا ومفاهيمنا وأخلاقنا وسلوكنا داخل وخارج بيوتنا ثم يعرض هذا الدستور علي لجنة صغيرة من خبراء وخبيرات القانون للصياغة القانونية فحسب، فلماذا يتم تشكل لجنة الصياغة القانونية قبل وضع الدستور الجديد ذاته؟ في الدستور القديم، كانت هناك مادة تنص علي المساواة وعدم التمييز بين المواطنين بسبب الجنس أو الدين ومادة أخري تنص علي أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع مما يتناقض مع مبدأ المساواة وعدم التمييز.
لماذا التنازل عن المبادئ الأساسية للثورتين إرضاء لبعض الأحزاب الدينية التي تبغي القفز علي الحكم بعد سقوط الإخوان المسلمين وبدلا من تنفيذ القانون وحل هذه الأحزاب الدينية يتم الخضوع لها وتنفيذ طلباتها؟.
الشعب المصري قام بثورته ضد حكم الإخوان المسلمين والدولة الدينية هتفت الملايين بدولة مصر المستقلة المدنية القائمة علي قيم الحرية والعدالة والمساواة للجميع، تتناقص أسس الدولة المدنية مع الدولة الدينية المحكومة بمرجعية مسيحية أو إسلامية أو يهودية أو غيرها والتمييز علي أساس الدين والجنس وارد في جميع الدول الدينية حسب مرجعية شرائعها المختلفة.
واستطاعت دول متقدمة في العالم بسبب الثورات الشعبية المتتالية ضد الرق وقهر النساء والعبيد أن تقرر المساواة للجميع دون تمييز في دستور مدني له مرجعية قانونية عادلة واضحة بعيدا عن تضارب المرجعيات الدينية الغامضة. وكانت مصر أسبق من غيرها في تبني الاسلوب المدني للدولة حسب شعارها العالمي: "الدين لله والوطن للجميع".
فلماذا نرتد إلي الوراء بعد ثورتين عظيمتين أو ثورة عظيمة ممتدة لعامين ونطاطئ الرءوس لأفكار دينية سلفية تخطاها الزمن؟ المأزق الذي تواجهه حكومة المرحلة الانتقالية هو هذا الاستعداد السريع للتنازل عن مبادئ الثورة ليس فقط فيما يتعلق بتشكيل الحكومة (ووزرائها ووزيراتها)، ولكن أيضا تشكيل الهيئة المخصصة لوضع الدستور الجديد واضاعة الوقت في التأرجح بين الأولويات؟ لماذا التسرع بإعلان دستوري فردي لا يحقق شيئا من مبادئ الثورة بل ينقض علي هذه المبادئ؟ وتشكيل لجنة من عشرة من رجال القانون قي تشكيل الجمعية التأسيسية التي تضع الدستور الجديد.
تضغط الحكومة الأمريكية بعد كل ثورة للإسراع بالانتخابات تحت اسم الاستقرار أو الحفاظ علي الأمن لكن الانتخابات دون دستور جديد هي أسرع الطرق لإجهاض الثورة الشعبية وتحجيمها، فلا تمتد خارج حدودها ولا تتسع أهدافها لتشمل الاستقلال والتحرر الوطني من قبضة الاستعمار الاجنبي ومعونته التي لا تخدم سواه وتأخذ منا ولا تعطينا إلا الهوان والفقر الدولة الحرة تنتج مما تأكل ولا تطلب معونة من أحد مثل المرأة الحرة.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة النساء؟
- غياب العدل عن مؤتمر العدل
- الثورة وبناء عقل مصر المبدع
- ثورة شعبية وليست انقلاباً
- ميزان العدالة يا أمى هل يعتدل؟
- تمرد النساء المصريات والشباب
- البنات والأبناء يقودون آباءهم وأجدادهم للتمرد
- الشرخ العميق فى الشخصية
- الإبداع والتمرد والأسئلة البديهية
- النخب المصرية وإجهاض الثورة
- الثورة والإبداع وحرية العقيدة
- ورقة وقلم أخطر من الطبنجة
- الإبداع والتمرد
- أصبح زوجها مؤدباً؟
- أجيال جديدة متمردة فى الأفق
- إباحة التبنى وانتصار العدل على الشرع
- عبقرية المصريين
- رحلة الصعود فوق الجبل
- العدالة تنتصر!
- الكلمة من أعماقك شعاع شمس


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - الدولة الحرة. والمرأة الحرة