أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مختبرالزمن والاستقراء














المزيد.....

مختبرالزمن والاستقراء


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 22:53
المحور: الادب والفن
    



يتمكن المثقف-عادة- ومن خلال مجمل الأدوات المعرفية التي يمتلكها- وهو هنا: الكاتب، الباحث، المفكر، المبدع، من استقراء اللحظة، بكل أبعادها، وتجلياتها، وذلك غير بعيد عن ضربي الماضي: بما هو منصرم من الزمان، وما هو معيش، برهيّ، حاضر، سرعان ما ينزلق هو الآخر، كي يدخل في إهاب الماضي نفسه، وهو الذي تفوح منه رائحة التجربة الذاتية، من قبل كل من يمتلك مقدرة سبرالزمن، وهو في الأصل:سبر الواقع، بما عليه من مكونات، هي: الإنسان، وماحوله من مفردات الطبيعة والبيئة والحياة. و بدهي، أن مثل هذا الاستقراء تتفاوت درجة عمقه من أحدهم إلى الآخر، وذلك تبعاً لعوامل عديدة، تتعلق بإطار التجربة الإنسانية، بما في ذلك رافدها الثقافي، و الإمكانات الذاتية للمستقرىء الذي يتنطع لأداء مثل هذه المهمة المضنية التي لا تكتفي ضمن دائرة التقويم العام، الذي قد يتأثربعوامل عديدة، تنال من إنجاح العملية مخبرياً.

أجل، إن أي تحليل من قبل المثقف للواقع المحيط به، لا بد أن يتأثر بعوامل عديدة، منها سلطة الرأي المحيط الاجتماعي، بالإضافة إلى سلطة ثقافة الإنتلجنسيا، وتقويمها لهذه الظاهرة، أو تلك، من دون أي إهمال لمعطيات اللحظة المرصودة، حيث لا يمكن لأي تقويم، واستنباط الرؤى، من دون الاعتماد على كل هاتيك المفردات- دفعة واحدة-و هو ما يتطلب جهوداً مضنية، ومسؤولية كبرى، لاسيما وأن الكثير من هذه الاستشرافات التي تستنبط، تتوقف عليها مصائر مجتمعات متراوحة الاتساع، بل قد يكون لها عمقها الكوني، تبعاً لطبيعة الموقف، وأهميته، وملامسة معاناة وتطلعات الناس، ضمن هذه الحدود، أو تلك.

ومن شأن أيِّ موقف متخذ، أو رأي مصاغ، في إطار تحويله إلى أطروحة موضوعة بين أيدي المعنيين، أن يكون قابلاً لإجراء تأثيرات ملموسة في ما حوله من المحيط، وفق درجة جدواه، و نجاعته، وإن كانت قابلية التفاعل مع كل ماهو جديد متراوحة بين فرد وآخر، بل وبين بيئة اجتماعية وأخرى، بيد أن تراكم المواقف، بعد توافر سطوة وتوافر العامل الزماني، قد تؤدي الغرض المناط بها، وإن كنا نجد في تتبع مسار المعرفة والفكر، أن الكثير مما هو مسلَّم به الآن، ضمن هذين العالمين، قد نشأ –تدريجياً-على نحو عفوي، وتم تناوله، و التنظير له، كي يغدو- الآن- جزءاً من الذاكرة الحضارية العامة.

وإذا كان لعامل الزمن دور مهم في خلق الفضاء الحاضن للتجربة، فإنه في الوقت نفسه يعد إكسيرأي عالم معرفي، بل الخميرة اللازمة لإنضاجه، والحفاظ عليه، و السيربه من مرحلة إلى أخرى، ضمن خطه التصاعدي، في دورته المعروفة. كما أن عدم توافر ما يكفي من الوقت، لأية بذرة معرفية، تضعنا أمام حالة غبش، وتشويش، وقد تتجلى الصورة- على نحو أشد- في المحن، والمفاجآت غير المتوقعة، حيث تنعكس ضآلة الزمن بين الحالة المراد استقراؤها، وعملية إطلاق حكم القيمة، أو كيفية التفاعل مع ما هو مستجد، ما يؤثر على نحو مباشر على كل ذلك، حيث لا يتم استيفاء أحد أهم شروط الاستقراء.


من هنا، فإن عقل لحظة-الأزمة- يكون في حالة عجز، وإعياء، واضحين، حيث لا يتمكن من ممارسة ما هو مطلوب منه، تشخيصاً، ومعالجة، واستنباط رأي، وتغدو الخطورة على نحو أوضح، عندما يكون القرار-هنا- متعلقاً بحيوات الناس، أو شأن بيئتهم، ومستقبلهم، وقد يتفاقم الأمر عندما يكون مختبركل ذلك، أو القائمون عليه، من ذلك الصنف الذي يتعامل على أسس منفعية، مع المحيط، وهو ما يجب الانتباه إليه، والتحذير من خطورته، ونتائجه، على الإطلاق، مادام أنه لا قيمة أعظم من الكائن البشري في الوجود كله...!.

من كتاب" قيم الثورة ثورة القيم: استشرافات على عتبة التحول"



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين السياسي والثقافي حديث في عمق الثورة السورية ومشاركة الكر ...
- المثقف بين مواكبة الزمن ونوسان الرؤية
- بيان شخصي: لتكن تل أبيض الملتقى..!
- قصة وحكمة:
- أدنسة الثورة
- عامودا2013
- حكمة الكاتب
- الثنائية القيمية وإعادة رسم الخريطة الثقافية..!
- استعادة قابيل
- قيم الثورة ثورة القيم
- رواية مابعد العنف
- الممانعة ومستنقع القصير..!
- الباحث وخيانة الأدوات المعرفية-عبدالإله بلقزيز أنموذجاً
- استقراء الالتباس
- ثلاثية المكان الكردي: 1-عفريننامة..
- على هامش اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد الكتاب والأدباء العرب ...
- دمشق الياسمين
- ملحمة القصير..!
- دويُّ الكلمة
- رسالة إلى مجلس حقوق الإنسان والهيئات الحقوقية الدولية في الع ...


المزيد.....




- 60 فنانا يقودون حملة ضد مهرجان موسيقي اوروبي لتعاونه مع الاح ...
- احتلال فلسطين بمنظور -الزمن الطويل-.. عدنان منصر: صمود المقا ...
- ما سبب إدمان البعض مشاهدة أفلام الرعب والإثارة؟.. ومن هم الم ...
- بعد 7 سنوات من عرض الجزء الأخير.. -فضائي- يعود بفيلم -رومولو ...
- -الملحد- يثير الجدل في مصر ومنتج الفيلم يؤكد عرضه بنهاية الش ...
- رسميًا إلغاء مواد بالثانوية العامة النظام الجديد 2024-2025 . ...
- مسرح -ماريينسكي- في بطرسبورغ يستضيف -أصداء بلاد فارس-
- “الجامعات العراقية” معدلات القبول 2024 في العراق العلمي والأ ...
- 175 مدرس لتدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية
- عبر استهداف 6 آلاف موقع أثري.. هكذا تخطط إسرائيل لسلب الفلسط ...


المزيد.....

- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد
- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس
- ترجمة مختارات من ديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي بودلير / ياسر يونس
- زهور من بساتين الشِّعر الفرنسي / ياسر يونس
- رسالةإ لى امرأة / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مختبرالزمن والاستقراء