صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 00:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا شك و نحن اليوم أمام هذه الثورة المجيدة ضد حكم الأخوان سواء في مصر ، أو كما يرتقب في تونس وتركيا... لا شك أن هناك كثيرين من الناس يسألون "ما أفضل الطرق لمجابهة هذا الخصم ، وما أفضل الأساليب للإطاحة به ؟ " عموما و بالنسبة لهذا السؤال فيمكن الإجابة بجملة واحدة ، جملة كان يستخدمها الإسلاميون سابقا لكن بمعنى معاكس "اهدموا دولة الإسلام في قلوبكم تهدم على أرضكم" .
سابقا وحين كان الإسلاميون يسعون لإنشاء دولتهم المشئومة التي نراها الآن قائمة ، اعتمد الإسلاميون على هذه المقولة بحيث شيدوا هذه الدولة التي يحلمون بها في قلوبهم وعملوا على نشرها في قلوب الناس ، لهذا وعند الفرصة السانحة فقد ظهرت هذه الدولة بكل سهولة ، فالمجاميع المؤمنة بوعي أو بدون وعي بهذه الفكرة راحت تسير نحو بناء الدولة الإسلامية بدون حتى أن يطلب منها هذا ، وعليه و في النهاية لم يكن الأمر إلا أن وجد الإسلاميين دولتهم قائمة .
لهذا بالمقابل فيمكن القول أنه و لمن يريد هدم هذه الدولة أن الطريق في هدمها على الأرض يجب أولا أن يمر بهدمها داخل القلوب ، داخل قلوب الناس .
إن المؤكد من تجارب التاريخ أنه لا يمكن للإنسان هزم خصمه إذا كانت أفكاره سارية فيه ، لهذا فإنه يمكن التأكيد أن الأخوان لن يهزموا إذا إستمر الحال كما نرى اليوم حيث يعارض البعض الإخوان فيما هم يمجدون المشروع الإسلامي ، إن الأصل ومن أجل القطيعة مع الإخوان و حواشيهم أن يكون هناك قطيعة مع كل الفكر الإسلامي الداعي لتطبيق الشريعة أو لإقامة الدولة الدينية ، أو لنشر الفضيلة الإسلامية .
إن أي حمل لمثل هذه الأفكار داخل الإنسان ستجعله في النهاية يعيد إنتاج دولة الإخوان حتى لو كان ضد الإخوان ، لان التضاد هنا تضاد أشخاص وليس أهداف ، وعليه فحتى لو سقط الإخوان فإن أشباههم سيعودون لان الفكرة بالأساس باقية ، وعليه فستضل الفكرة تكرر نفسها .
من أجل إسقاط الإخوان يجب إسقاط المشروع الإسلامي و أفكاره ، بل و إسقاط كل الدعاوى لتطبيق الشريعة وفرض الدين ، و بناء المجتمع الأحادي وفق التصورات الدينية ، إن هذا اقل ما يمكن تسخيره لمن يريد حقا هزيمة المشروع الإخواني ، أما ما عدى ذلك فسيبقى الإخوان يتوالدون بأشكال مختلفة ، وستضل دولتهم تلقي بضلالها على المشهد ولن يهنئ لأي إنسان بال .
بالمختصر " إن ما يجب هو علاج أصل المشكلة أي إنهاء أحلام الإسلام بالسيطرة على العالم .. فهذا هو الخلل ، أما الإخوان و ما شابههم فما هم سوى أعراض لهذا الخلل " .
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟