سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 21:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ــ(حول الفرق الشاسع بين سياسة النبي وسياسة الإخوان وحلفائهم !)ــ
*************************************************
من الأخطاء التي وقع فيها إخوان مصر وتبعهم فيها إخوان ليبيا هي مسألة توسيع دائرة من تقع عليهم صفة ومصطلح (الفلول/الأزلام) بشكل كبير بل واستخدامها كسلاح دعائي وإقصائي ضد كل من يعترض طريقهم للسلطة وهذا مخالف للنهج النبوي الشريف الذي يقوم على الاستيعاب والتسامح والإدماج حيث كانت سياسة النبي - صلى الله عليه وسلم – تقوم على إدماج بقايا النظام القرشي القديم في المشروع السياسي والحضاري الإسلامي الجديد ولذا وجدناه يرسل من يصيح وينادي ويردد في مكة يوم الفتح قائلا ً : (ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن !!)... وأبوسفيان - بالإسقاط على ثورات الشارع العربي وواقعنا المعاصر - يمكن إعتباره من (أواخر المنشقين) من (فلول) و(أزلام) قريش المحاربة للنبي ومع ذلك فقد أكرمه النبي ذاك التكريم الخاص المشرف مع أنه كان قد إنشق عن النظام القديم في وقت متأخر جدا ً!!.
كان من الواجب على هذه الثورات أن تستوعب حتى الموالين للنظام السابق ودمجهم في مشروع الثورة والتمتع بقوة تسامح الثوار المنتصرين لا تحويل ثورة 17 فبراير إلى مشروع حقد وانتقام وفرز اجتماعي عميق وخطير بين الليبيين!!... كان يجب أن تكون نظرة الثوار - وخصوصا ً الإسلاميين وبوجه أخص الإخوان المسلمين – نظرة متسامحة ذكية بعيدة المدى ولكن الذي حدث هو أن حتى الذين إنشقوا في وقت مبكر من عمر الثورة وإنحازوا للثوار بل وكان لهم دور في إنجاح هذه الثورة وجدنا الكثير من الثوار - وخصوصا ً من الإسلاميين - وبعد نجاح الثورة يشنون حملة إقصائية وتشكيكية ضدهم ومحاولة شيطنتهم وتصويرهم على أنهم متسلقون وأعداء للثورة بل وأعداء للدين!!!؟؟؟.
وفي النهاية ووسط تصرفات الإخوان وحلفائهم العدائية في مصر وبسبب تراكم أخطائهم المتكررة وإخلافهم لتعهدهم الأول بعدم الترشيح في إنتخابات الرئاسية ومخالفتهم لمنهج التمكين الرباني في المجتمعات وبسبب تصرفاتهم الإقصائية ضد المنشقين وضد من يطلقون عليهم صفة العلمانيين والليبراليين والفلول إستفحل نهجهم الإستعدائي وكثر عدد خصومهم في المجتمع المصري وأصابهم غرور القوة والنصر فأنتهى الأمر بأن سلط الله عليهم خصومهم المتكاثرين من الثوار والسياسيين بل وتحالف هؤلاء مع بعض المنشقين والفلول في جبهة واحدة من أجل الإطاحة بحكم الإخوان (الخصم المشترك الذي يريد الإستحواذ على كل شئ!) وهذا ما حصل بالفعل في (مصر) بل وهو ما يمكن أن يحدث في ليبيا أيضا ً!.. وإن كنا اليوم بدأنا نلمح معالم مراجعة وتراجع لدى إخوان ليبيا بعد أن صدمهم وأفزعهم مصير إخوانهم في (المحروسة) !!.. والتراجع والمراجعة هو ما كنا ندعو إليه مرارا ً وتكرارا ً حتى من قبل أن يقع الفأس في الرأس ولكن القوم كانوا في هلعهم على السلطة وتكالبهم على الكراسي والمناصب والمكاسب يعمهون!؟.
ــــــــــ
سليم الرقعي
يوليو 2013
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟