محمد الحريبات
الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 18:43
المحور:
القضية الفلسطينية
الأسرى الأردنيين الطريق من الكيان إلى عمّان
الآن يدق الناقوس ليُباغِتنا بانتهاء الشهر الثالث على إضراب أسرانا "الأردنيين" عن الطعام في سجون العدو الصهيوني ,أيُّ لغةٍ قادرةٍ على تدوين ما يجول بخاطر كل أهالي الأسرى؟ أي أحرفٍ قادرة على مواساتنا قبل مواساتهم؟ ليصدَحَ الصمتُ صدىً مدوياً مُعلناً تخاذل النظام الأردني وركود الحالة الشعبية تجاه آخر من تبقى من كرامتنا .
الأسرى بين فكّي التجاهل والتضليل الحكومي :
منذ اليوم الأول لإضراب أسرانا بدأ التجاهل الرسمي الحكومي لنداءاتِ ذوي الأسرى والناشطين المنادين بالتدخل العاجل لإنقاذ أسرانا, حيثُ مارست الدولةُ تعتيماً إعلامياً ممنهجاً عبر إعلامها الرسمي عن آخر تطورات إضراب الأسرى وما وصلت إليه حالتهم الصحية وتعتيماً عن الرسائل التي يَبعَث بها الأسرى لجهاتٍ رسميةٍ وحقوقيةٍ ونقابيةٍ أيضاً , بل ومارست تضليلاً وتعتيماً واضحاً ببدايات إضرابهم بإدعائها جهودٍ رسميةٍ تُبذل لإيجادِ حلٍ لقضيتهم دون أدلةٍ وخطواتٍ ملموسةٍ تؤكد صدق رواياتِهم التي تَصدُر عن رئيس الحكومة تارةً وعن وزير خارجيتها أو عبر شخصياتٍ داخلَ مجلس النواب , وإذا كان ثمة من جهودٍ رسميةٍ تُبذل لحل قضية أسرانا فما الداعي لكِتمانها وإخفائِها عن الحالة الشعبية وعن ذوي الأسري , وهل من شيء يعيب بأن تفصح الدولة عن جهودها المبذولةِ لحل قضية أبنائها !؟ إلا إن كان إدعاء أي جهودٍ تُبذل محض زيفٍ وتضليلٍ لتخدير وتسكين ذوي الأسرى والحالة الشعبية المرافقة .
الأسرى في أرقام :
يخوض الأسرى الأردنيين إضرابَهم المفتوح عن الطعام منذ صبيحة يوم 2/5/2013 .
بلغ عدد الأسرى الأردنيين في سجون العدوّ الصّهيوني 26 أسيراً إذا ما تم إستثناء الأسير أحمد الدقامسة المأسور في بلده , تعترف الدولة عبرسفيرها بالكيان الصهيوني "وليد عبيدات" ب 16 منهم كأردنيين بينما يعترف بهم الإحتلال جميعاً كأسرى أردنيين !! , وهذا نتاجُ إسقاط الدولة جنسيتها عن عدد من الأسرى ضمن قرار فك الإرتباط الغير دستوري بالأصل .
آخر زيارة تم ترتيبها بجهود الدولة لذوي الأسرى لزيارة أبنائهم كانت بالعام 2007 أي قبل 6 سنوات, ولم تشمل الزيارة كافة الأسرى حيث أن هناك أسرى لم يتلقّوا أي زيارة منذ ما يزيد عن 10 أعوام .
بلغ مجموع أحكام أسرانا ما يزيد عن 8004 ( ثمانية آلاف وأربع ) سنوات , تراوحت بين أقلها 30 شهراً وأعلاها 67 مؤبد عسكري - كل مؤبد عسكري من 30 إلى 99 سنة مشروط إطلاق السراح بقرار المحكمة ويخفض بقرار المحكمة أيضاً - ويذكر أيضاً أن أي أسير سيتوفى لا قدّر الله دونَ إنقضاء محكوميته سيكمل محكوميّته في مقابر الأرقام الصهيونية .
أصغر أسرانا الأردنيين محمد مهدي صالح سليمان 17 عام من مواليد العام 1996 وأكبرهم عطا ساطي محمود عياش 61 عام من مواليد العام 1952.
الأسرى بين رجل الأمن والبلطجة :
كثيرا ما سمعنا عن إعتصامات أو مظاهرات مطلبية فُضّت بالقوة على أيدي الأمن العام أو الذراع "المدنوعسكري" للقبضة الأمنية المتمثل بما يطلق عليهم "البلطجية" ، لكن أياً كانت طبيعة رجل الأمن والبلطجي والأوامر الموعزة إليهم , فمن المستغرب والمستهجن أن يقوموا بإعتداءات متكررة وفضٍ بالقوة لفعاليات ذوي الأسرى المطالبين بايجاد حلٍ لقضية أبنائهم الذين يمثلون آخر ما تبقى من كرامة يَعتزُ بها المواطن الأردني بل ويسير على دربها. مخطئ ٌ من يظن أن الإيعازات والأوامر التي يتم توجيهها بالخفاء والمتمثلة بالإعتداء المتكرر لرجال الأمن العام وذراعه المدنوعسكري "البلطجية" قد تقوِّض قضية أسرانا وذويهم أو تهزها أو تُنقص من الحالة الشعبية المتبنية لخطابها، بل وبكل تأكيد ستزيدهم إصراراً وإيماناً بصدق وعدالة القضية التي يخرجون ويصرخون لأجلها وكما قال المهاتما غاندي : " في البداية يتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم يحاربونك ثم تنتصر".
أيضاً فيما يخص الركود الشعبي في قضية الأسرى أتسائل، هل أصبح عُرفاً وبروتوكولاً أن لا نلتفت لإضرابات أسرانا عن الطعام في سجون العدو الصهيوني إلا بعد أن يدخلوا حالة الخطر والموت السريري؟ ولماذا أضحى من المحّرم على الأسير أن يخرُجَ من معتقله بكامل عافيته ,لا وبل من المفروض عليه أن يخرج فاقداً لإحدى كليتيه أو كلتهما أو بتليُّفٍ برئتيه أو بمرض نفسيٍّ وعصبي لا يمكن الشفاء منه وبالكثير الكثير من الأمراض التي يكافَئونَ بها نتيجة إضرابهم ونتيجة إنتصارهم لقضية عادلة كالقضية الفلسطينية؟.
ذوي الأسرى بين بساطتهم و وعي الحراك المُتبني لقضيتهم :
أكاد أُجزم وكلنا كذلك أن ذوي الأسرى هم من البسطاء الأنقياء الغير مسيّسين وموجّهين الذين لا يعرفون سوى عدالة قضية أبنائهم ويرفعون رؤوسهم عاليا بأن أبنائهم قدموا ما قدموه لفلسطين الجميلة ، ببساطة هذه اللغة وربما بأقل هم ذوي أسرانا. لكن ما لفت إنتباهي في الآونة الأخيرة أن الحراك الشعبي المتبني قضية الأسرى يخدمون بوعي أو بدون ما تنشده إتفاقية الذل والعار "وادي عربة" التي هي السبب الرئيس لقضية الأسرى الأردنيين، بدايةً بدعمِهم ومباركتهم وربما ترتيبهم لقاءَ ذوي الأسرى بسفير الأردن لدى العدو الصهيوني "وليد عبيدات" الذي شرب نخب التنكيل بأبنائهم ومعاناتهم مع ساسة العدو الصهيوني، والسكوت عن تصريحاته النارية بإعترافه بستة عشر أسيراً كأردنيين وتجاهله العشرة الباقين وإسقاط الأردنية عنهم، وبقوله أيضا "إن الإفراج عن الأسرى ممكن, لكن علينا تقديم المزيد من التنازلات"، عن أي تنازلات تتحدث!؟ وهل بقي من تنازلات تُقدم للعدو أكثر من تأمين حدوده وتسليم المطلوبين من أبنائنا له والرعاية الإستخبارية التي يقودها النظام للحفاظ على أمن الكيان والرعاية الذهبية لمصالحه الإقتصادية وبجعل الأرض الأردنية المصدر الأول للتطبيع العربي والعالمي من خلال تصدير بضائعه؟ ختاماً ولا أُكيل الإتهاماتِ هنا ,لكن على الملوثّين بلوَثِ التطبيع ولوَثِ الذل المُسمّى وادي عربة من الحالة الشعبية المتبنية لقضية أسرانا أن يكفّوا أيديهم عن نقاء ذوي أسرانا وأن لا يعبّئوهم بأي توجه يضر بقضيتهم شعبيا أكثر مما ينفعها،ولو كان في وادي عربة من خير لما رأينا أسرانا الأردنيين بسجوننا الأردنية ينتظرون إيعازاً صهيونياً للإفراج عنهم، ولكم في أحمد الدقامسة عبرةً يا أولي الألباب.
#محمد_الحريبات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟