|
مقولات الإنقسام الإخوانية
محمد مجدي
الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 18:43
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الأبلسة بإختصار، هي تلبيس الباطل بالحق، أن تقول قول في ظاهره مساندة الحق و الدفاع عنه ، و لكن هو في حقيقته يؤدي إلي هدف مُنحرف..يُحقق مصلحتك..!
كل ساعة بحال، ما هو حلال اليوم حرام بكرة، ليس جنون، و لكنه تمشية امور، تحايل للوصول إلي الهدف.. الدين بقرآنه و أحاديثه و تاريخه لعبة، آلة ، وسيلة للوصول إلي الغاية! الغاية تٌبرر الوسيلة ..ميكافيللية.. الإخوان ميكيافيليون، و لو انكروا، سيبهم ينكروا، قالوا للحرامي احلف .. قال جالك الفرج !
و إذا كان إبليس قد فتن الناس إلي فريقين،أهل حق و أهل باطل، فقد أحتذوا حذوه، و مشوا علي طريقه، هم أيضاًَ فتنوا الناس، و قسموا البلاد ، منذ بناءهم الأول الفوهرر حسن البنا و إلي الآن.
المشكلة أن الإخوان من بداية تاريخهم، بيلعبوا لعبة ، يكسبوا في اولها لكنهم في النهاية بينهزموا فيها ، و هي لعبة فرق تسد.. عن طريق إختراع مقولات و الترويج لها، تجعل الأمر يختلط عند الناس.زي مقولتهم " الله مع الملك " رداً علي مقولة " الشعب مع النحاس" – الديني مقابل الدنيوي، كافر من ينكر ان الله مع الملك..و كافر من يخرج عليه... هذا هو حزب المؤمنين.. أما الشعب و النحاس فهم اهل الباطل!
و منهما إستخدامهم للآية القرآنية :" إن إسماعيل كان صديقا نبياً " في إشارة إلي جلاد الشعب رئيس الوزراء إسماعيل صدقي.. و امثلة تطويعهم الآيات القرآنية و الأحاديث لأهدافهم لا تكفيها مجلدات.
أما نجاحهم الكبير، كان عقب 11 فبراير 2011، حينما أطلقوا و روجوا بقوة لمصطلح " الفلول" ، عبر قناة الجزيرة و مجموعة من المثقفين و السياسيين التابعين أو المؤيدين او المتعاونين معهم، حتي تشكل رأي عام و صارت تهمة، كللتها محاولتهم بسن قانون العزل الشهير، و الذي جاء عاماً مطلقاً، و هو ما يتنافي مع كل عدل، لكن الهدف كان إبعاد مرشحين أقوياء ضدهم في كافة الإنتخابات رئاسية و برلمانية ضدهم، فكان قانون ع المقاس. و العدل طبعاً بيقول أن كل متهم بجريمة يعاقب امام القانون، إذا أدين بتهمة تمنعه من ممارسة حقوقه السياسية فكدة يبقي جاله عزل قانوني مًستحق، و لو بُرئ يبقي له الحق كاملاً إن شاء في ممارسته. و هي مقولة طالت حتي حلفاؤهم من اللي كانوا ضد الحزب الوطني ! لمجرد اختلافهم معهم بعد كدة !
ثم تبعتها مقولة " العسكر" للضغط علي المجلس العسكري بقيادة طنطاوي و عنان اللي كان بيدير البلد بعد تنحي مبارك، لتحقيق مطالبهم و عشان يوروا له العين الحمرا و إنهم لو موصلوش للحكم حيولعوا البلد زي ما قالوا في الفترة الانتقالية الأولي..و طبعاً زي ما بيعملوا دلوقتي بعد عزل مرسي. و بعض اصدقاء الإخوان، و حتي من خصومهم من يحور مصطلح العسكر ليطلقه علي الجيش. جيشنا الوطني ليس عسكر فالعسكر مرتزقة، اما جيشنا نظامي، لو قلع حد منهم بدلته الكاكي و لبس بدلة مدنية فهو مواطن مدني، و هنا لازم كل واحد يراجع نفسه في فهمه لمصطلح العسكر ، حتعرفوا انه لا اساس له عندنا و انه موجه لاغراض سياسية ، للتنافس السياسي ، ليس إلا. بس الجيش خط احمر.. لو وقع قل علي مصر السلام!
ثم كانت خطوتهم الثالثة ، و هي مقولة " الشريعة و الشرعية ضد العلمانية" و هي إعادة إحياء لمقولتهم القديمة " الله مع الملك " بشكل عصري، فحسن البنا هو المؤسس الحقيقي للحاكمية، قبل سيد قطب، و أبو الأعلي المودودي، بالمناسبة يعني عشان المثقفين الكيوت اللي بيفصلوا بين القطبيين و البناءين.. الجماعة كلها علي بعضها فاسدة.. من المنشأ.
عموماً نركز أكتر في موضوعنا. المقولة دي بصراحة اكلتهم عيش كويس جداً، كسبوا بها الانتخابات البرلمانية باغلبية هم و حلفائهم و بني جلدتهم المتأسلمين، و كذلك مجلس الشوري، و ووضعوا دستور رجعي زي الفٌل، A1 ،و أكسبتهم الرئاسة. ( ظهر بعدها مقولة " الرئيس المنتخب" ( و شوهوا فكرة الانتخاب و جعلوها ابدية ! حتي لو حنث بيمينه و خان الدستور ". و زاد ايقاع استخدام مقولتي " الشريعة و الشرعية " و " الرئيس المنتخب " مع تزايد الاحتجاجات ضد "أخونة الدولة " اللي ردوا عليها بمقولة " الدولة العميقة" اللي بتعاكسهم، بالتعاون مع " الفلول"، جرعة التكفير وصلت إلي درجة بجحة من إستغلال الدين و المشاعر الدينية، وصلت ذروتها في إدعاء القداسة زي ما حصل في رؤية الني محمد يطلب من مرسي ان يؤم به الصلاة!
و بعد ثورة الشعب العظيمة ضد نظام الإخوان في 30 يونيو 2013، ظهرت مقولة " الإنقلاب العسكري" ، اللي بيساعدهم فيها بقوة نفس الطقم القديم من قناة الجزيرة و المتلبرلين،و الأخوة اللي عاملين نفسهم محايدين و هما إخوان بيور!، و شوية قنوات و جرايد مملوكة تمولها الصهيونية العالمية زي سي ان ان و الجارديان و غيرها..و أصبحت مقولة الإنقلاب هي محاولتهم الجديدة لشق صف الشعب، و عليها شوية حركات فوتوشوب زي اللي عملوه في سوريا، من فبركة و تضليل إعلامي.. !
أما الجميل في الأمرإن مقولة الإنقلاب العسكري دي ، تقدر تقول عليها بقت هي مقولتهم الجامعة المانعة، ففي شرحهم لها بيقولوا : " الانقلاب العسكري" الذي تعاون فيه " العلمانيون" مع " العسكر" و " الدولة العميقة" و " الفلول" للإنقلاب علي " شرعية" " الرئيس المنتخب" لمحاربة " الشريعة "..!
و رغم كل ده فإن مقولات الإخوان ، تري صدي لها عند بعض ممن يسمون أنفسهم مثقفين او نُشطاء سياسيين، بعضهم يرددها لأن بينهم مصلحة مشتركة ، و نقطة الإلتقاء ماما امريكا، و البعض الآخر عن سذاجة و طفولية و مثالية ليست في وقتها و لا في محلها..
فأحذروا حبائل الشياطين !
#محمد_مجدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما بعد عزل مرسي؟
-
كرامات مرسي المُنتظر رضي الله عنه !
-
الأمن القومي و حقوق الإنسان بين رابعة و وول ستريت !
-
مصر بين الدب الروسي والعم سام
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|