وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 00:25
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بعض المواقف الآخرى للمسؤولين
الإنجليز الميدانيين
( الحلقة السادسة من ثورة 14 تموز )
أما الإنجليز الذين كانوا موجودين في الموقع , و الأقل تحيّزاً , فكانت لديهم مشاعر أخرى يقولونها . فقد كتب المسؤول السياسي لقطاع العمارة في تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1920 يقول :
(( إنا نميل إلى الشيخ , كشيخ , على أنه ذو أهمية كبيرة في مقاطعته , في حين أن الحقيقة هي أنه يكاد يكون رئيساً صورياً فحسب , ليس له سوى قوة قليلة تضاف إلى ما يحصل عليه من دعم من الحكومة . وليس لشخصية الشيخ في هذا القطاع أكثر من حساب ضئيل جداً . لقد وقعنا في خطاً المبالغة في تقدير قيمته واستشارته أكثر من اللزوم , وإلى استبعاد رجال متعلمين وبعيدي النظر من طبقات أخرى .... لقد فقدنا القدرة على رؤية حقيقة أن الشيخ لا يمثل المصالح الزراعية , لا من وجهة نظر السركال ولا من وجهة نظر الفلاحين الآخرين )) .
أما المسؤول السياسي في الحلة , والذي كتب سنة 1917 بالروحية نفسها , فقد كشف مدى الصعوبة , في منطقته , في (( اجبار فروع العشائر على إيلاء بعض الأهمية لمشايخهم )) .
وإذا كانت سلطة المشيخة غير مرغوبة في كثير من الأقاليم , كما هو واضح , فلماذا تابع الإنجليز إعادة بناء السلطة وتقويتها ؟
ربما كانت فائدة الشيخ للإنجليز مجرد وسيلة نفعية في البداية . فقد كان الشيخ هو الوسيط الأكثر جاهزية في متناول اليد والذي يمكن أن تمارس من خلاله ادارة الريف . وكانت البدائل الأخرى – كموظفي الحكومة التركية السابقة غير الموثوقين , أو (( شباب المدن أشباه المتعلمين )) الذين كانوا بعبع المسؤولين البريطانيين – غير مستساغة . وسيكون هنالك دوماً سبب للتساؤل عما إذا كان الشيخ الذي بدا أنه – في بعض المناطق على الأقل – كان , كما وصفه ضابط بريطاني , (( جاهلاً , ضيّق الأفق , وغير تقدمي في العادة )) , ومن غير المحتمل أن يوصي بأي مشروع , مهما كانت فائدته بالنسبة لبقية المجتمع , إذا كان هذا المشروع يمس جيبه أو كرامته بأقل حد ممكن . وعلى كل حال , فإن ما بدأ كوسيلة نفعية في البداية انتهى إلى أن يصبح ضرورة سياسية )) .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟