عماد قنديل
الحوار المتمدن-العدد: 4160 - 2013 / 7 / 21 - 22:19
المحور:
كتابات ساخرة
الإله " أحه "
إنها فتنة الدين الجديد . أتباع الإله أحه فى كل مكان !
الإله أحه قديم من أيام آمون و رع و لكن أتباعه تظهر و تتكاثر حسب الظروف و من زمن لآخر , و الإيمان به مقتصر على فئة من الناس تعمل بصمت و هدوووء . لا يشترط الإيمان به ان تؤمن بالآلهه حاحه و ست و لكن لابد من أن تكون ممن لمستهم رعاية الإله " يتسخمط " من قبل .
أكثر ما يحير فى الإله أحه و أتباعه أنك لا تعرف ما الذى هو أحه و ما الذى يستدعى أحه أو يخاصمه. أهم عقائد دين أحه , أن تجعل الناس تسبح باسم الإله و تقول أحه . أركان هذا الدين تقتضى أن تبقى فى حالة ارتباك عقلى و فوضى افكار و صفاقة و عدوانية و تشليق و هلس و تشويه سمعة و تصدر فى الهايفه و عكاشة و قفز بين المواقف و أحه !
و القانون المصرى لا يعاقب على اتباع ديانة أحه و المجتمع لا يتخذ موقف عدائى تجاههم لأن الأغلبية تتعاطف مع " المتسخمتين " لذلك أسمح لنفسى بالتشبيه و التلميح دون أن أعرض أحد لغضبة الناس أو القانون, بل ربما أزيد من بركات إلههم عليهم بكثير من التسبيح له .
أتباع الدين الجديد لديهم حالة ازدراء ذاتى بعد ثورة يناير و شعور بالذنب و الضياع الكبير لذا توجب القفز للأمام براديكالية فى الرأى و عدوانية صريحة تغطى على حالة الإهانة لديهم , و كل مهان يهين , لذا و دعما للدعوة الى الإله أحه و اجبار للناس على التسبيح باسمه يجب أن يفعلوا ما تفعله لميس الحديدى فتحذر من الهكسوس الفلستينيين و أخطارهم على مصر ولا تقترب من الدول التى يوجد بها ملايين العمال المصريين و لديهم معاناة يومية سببها المحبة و التقدير الزائد عن الحد! بينما الفلسطينى بدون ظهر عليه تحمل الإسقاطات النفسية لجيل كامل مهان من شقيقته مصر.
الثورة قامت ضد هؤلاء و قام بها شجعان لم تتلوث عقولهم و شخوصهم ,و لكن رقبة مبارك هى التى طارت فقط و بقيت أشباحه و الثقافة التى تركها فيهم. مبارك ( رئيس مصر العربية ) قال فى أحد أعياد مايو أن العامل الفلسطينى بياخد 50 دولار فى اليوم ! و جعل ثقافة الخوف من الفلسطينى جزء من العقيدة الأمنية و أصبح رأى مجند جاهل على الحدود يشاكس مهربى السجائر و يشاكسوه هو الرأى المسموع فى مصر و أصبح الفلسطينى فى نظرهم ذلك المهرب أو الشاتم للضباط بدون حياء , و ما أدراكم ما هو زعل المصرى ابن أم الدنيا.
فى مصر نصف مليون صينى يقاسمون فقراء مصر حتى مهنة بيع المناديل و لا يراهم أحد و غزة التى ان ( انسكبت ) لن يفيض منها أكثر من 10 آلاف كزوار و مرضى و يراهم كل أحد و متهمون باستنزاف مقدرات الدولة المصرية!
يقولون أن غزة مسؤولة عن مص الثروات بالتهريب مع أن من يسحب البضائع و يحملها من كل محافظات مصر و يهربها الى القناة ثم العريش ثم رفح ليسوا فلسطينيين, ثم أن سوق غزة لا ينافس بأى حال سوق أى محافظة أو مدينة فى مصر و لكنهم يقولون أن القدرة الشرائية لأهل غزة عالية! كتاب يسمون كبار يقولوا أن غزة يصلها تحويلات بالملايين من المغتربين و التهريب و الدعم و لا تحتاج لمساعدة و لا تضامن , و هذا كلام يليق بجائع متسكع يغار من رغيف فى يد طفل و لا يليق بكاتب او كاتبة صحفية و لكنها المهانة المباركية , و بهذا يدفعوك للتسبيح بإسم الههم غصبا !
الجيش ذخر مصر ( لا يجرؤ أحد على ذكر غير ذلك ! ) و لكن لماذا انتقم الجيش بعد ثورة يناير لنفسه و من نفسه , ففتح ارجل الثائرات ( أبحاث ثورية ) ثم دفع طنطاوى و عنان للإنتحار . المعونة الأمريكية للجيش و ميزانية الجيش مجهولة و البرادعى ضد حكم العسكر و بأمرهم مستوزر , و السلفيين ضد الإخوان و الإخوان بتوع أمريكا و غزة ستحتل مصر و مرشحى الرئاسة بعد يناير مرسى و شفيق . حد فاهم حاجة , و إلا أحه و إلا ايه ؟!
هناك حالة إزدراء ذاتى للشخصية المصرية رسمها بوضوح أستاذنا جمال حمدان و متلبسة أتباع الدين الجديد و هى منعكسة تلقائيا و قسرا على كل من يحمل الدماء المصرية و متصل بهذه الشخصية, بمعنى, لا تذكرونى بحالى فأنا من مستوى الأتراك و حبيب لبنان ( بأمارة أن اللبنانيين بيحبوا اللهجة المصرية ! ) لهذا لا يريدوا سماع صوت السودانى و لا رؤية رفاهية لليبى و لا كبرياء للفلسطينى.
أنيس منصور – الفلاح – قال " أتعجب من فلاحين مصر كيف يعيشون بين هذه الأفواج من البعوض " و فى مناسبة أخرى استنكر فى صحيفة الشرق الأوسط تشبيه سائحة أجنبية لملامحه بأحد تماثيل الأقصر , و هذا شرف يتمناه حتى غير المصريين, و عندما سمعه الإله أحه نفسه و بذاته العليا قال... " أحه "
الحالة الفلسطينية المقاومة تسبب لأتباع الدين الجديد احراج كبير و ضغط نفسى يؤدى لعدوانية مستترة و مستمرة. أحد كهنة أحه يقول " حرروا أرضكم بعيدا عنا " حسنا سيدى الكاهن و حسنا يا عرب , و لكن لكي يحرر الفلسطينى أرضه " العربية " بنفسه عليه أن يبقى فى حالة استعداد و جدية و كبرياء و إن فعل استفز وخم عقولكم و أجسادكم و إن ابتعد قليلا للعمل و الدراسة و النجاح قلتم باعوا الأرض و نافسونا فى أرزاقنا و سرقونا .... يا أخى أحه !
ثم أن الفلسطينى , الأقل ذكاء منكم, يناشدكم تبسيط الأمر عليه فى الفهم , فقبل أن تطالبوه بتحرير أرضه أفهموه أن سيناء محررة تماما و أقنعوه أن الجولان مؤجرة وفق عقد سياحى طويل الأمد.
للعلم , الأنفاق حفرت فى عهد عمر سليمان و التنظيمات الإسلامية فى سيناء ظهرت و ترعرعت فى ظل سياسته الرامية لجعل حماس لمصر كما حزب الله لسوريا و لكنها سياسة خائبة و الأخيب منها محاولات مرسى الإستمرار فيها و تطويرها و على حساب مصلحة الأمن القومى و أهل سيناء و غزة معا. و للتذكير أيضا فإن غزة وقعت تحت الإحتلال الإسرائيلي و هى فى عهدة مصر, و للمعرفة فإن حجم التجارة و التهريب عبر الحدود الغربية لمصر مع ليبيا و تحت عيون الدولة و جماركها و بشهادتى الشخصية , يفوق أى تصور و لكن ما لا تستطيعه مصر مع قبائل أولاد على تستطيعه و بزيادة مع غزة!
ألم يقل الكاهن الأستاذ بأهمية " القوة الناعمة " ألا تعنى تلك القوة أن تحب جيرانك و تتعاون معهم حتى يحبوك و يساندوك أم القوة الناعمة للشقيق الأكبر تتمثل بالإنتقام الغبى من صانع أفلام حاقد فى أمريكا عن طريق سكان بنغازى.
كيف يمكن لمصر أن تؤثر فى المنطقة و هى لا تستطيع التعامل مع مشاكل غزة والسودان و تجد نفسها فى مشكلة عطش مع إثيوبيا . الكبير كبير و لا يتهم ليبيا باحتلال أرض مصرية أو يتوهم أن غزة ستحتل سيناء و لكن جماعة الدين الجديد يترعرعون فى حالة النص نص! لو أرادت مصر لما كان هذا حال غزة . لقد تركت غزة وحيدة بلا متنفس خلال عدة عقود و عندما قررت التنفس اختنقت مصر الشقيقة!
مصر ما بعد عبد الناصر و إرث سعد زغلول من قبله أبدلت المصرى كشقيق أكبر و مثال للكاريزما و الكبرياء بمصرى حسود , ينظر فى أرزاق غيره, متوجس خائف عدوانى تتلبسه حالة الضحية و يعتقد أنه مكروه و مستغل من الجميع .
بهذا الدين الجديد تبقى مصر أسيرة مرحلة عمر مكرم التى قالوا فيها " شوفوا حد عصمانللى يحكمنا " و لا تريد عرابى و لا عبد الناصر, و كل ما نراه امتداد لثقافة كره الذات التى بدأها السادات و تنابلته و تتكاثر فى شقوقها كائنات الإله أحه.
#عماد_قنديل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟