كيف تحولت مقومات المرأة الى مصطلحات للسب و الشتم..

هيناكو ساما

الحوار المتمدن-العدد: 4160 - 2013 / 7 / 21 - 21:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

في مجتمعاتنا المتصحرة حد الوجع.. حين يشتم الرجل احدهم نسمعه يشتم باشارات انثوية و الفاظ كلها تشير الى المناطق التناسلية للمرأة او لأم المشتوم المغلوب على امره او اخته و كل تلك المصطلحات التي تعلمونها جيدا هي وليدة مجتمع ذكوري يحتقر المرأة الى درجة جعلها مرادفة للعيب و مصطلحا لا يصلح الا للشتيمة استضعافا لللآخر و احتقارا له و استنقاصا من مقومات هرمونه الذكوري التستوستيرون المتعفن كاللحية و الخصيتان و الصوت الجهوري و عش القفص الصدري الى اخر.. و هذا شيء يعود بنا الى اسباب سيكولوجية و ثقافية و فيسيولوجية عديدة قادت المرأة الى ما هي عليه اليوم من ملامح مشوهة.. فالمرأة رهينة لتطور مجتمع ذكوري متقلب اختلفت فيه الاديان و الاخلاق و الرؤى تجاه الانثى.. البعض اخترع رسالات تتناسب مع اهوائه "ص" فحول المرأة الى تابعة له يستنكحها له خالصة له من دون الاوباش و مرة الى ناقصة و البعض حولها الى خادمة و البعض الى نجس و البعض الى شكلاطة مغلفة و مغطات بالاوشحة السوداء ليرضي غرور نفسه و هذا التطور المختصر جعل ملامح المرأة تتلاشى تدريجيا الى ان اصبحت على ما هي عليه.. لهذا حين يستحضر الرجل المرأة في ذهنه يستحضر معها مصطلحات العيب و النجاسة والنقص و الاعضاء التناسلية و الضعف و التبعية و الغباء و العدة و الجنس الى اخره.. متناسيا انها انسانة مثله لا تختلف عنه الا بمقومات فسيولوجية-سيكولوجية و التي اعطتها ملامح مستقلة مختلفة عن الرجل ..
المشكلة العويصة ان المرأة صدقت معزوفة الرجل لان العالم كان عالمه في معظم الازمان.. فهو من غطاها و عراها و منحها قيمتها و سخر منها و جعلها تستمع الى ايحاءاته مرددة.. نعم انا عورة انا ضعيفة انا تابعة انا لي زوج انا لا شيء بدون زواج انا عانس و العنوسة عيب فربطت بدون وعي منها بين الضعف الفسيولوجي و الانصياع.. و بين الانوثة و العيب.. و بين الجمال و الاثارة الجنسية.. و بين الغباء و الطاعة.. و بين الطلاق و الفشل الاجتماعي.. و اشياء كثيرة تحتاج الى تفكيك و هدم ارى ان المرأة ربطت بينها حتى صارت لصيقة لسيكولوجيتها بحكم التكرار .. كل هذا ساهم في جعل المرأة و مقوماتها مجرد مصطلحات لا تصلح الا للسب و الشتم.. شكرا لكم..

#هيناكو_ساما (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات