|
في مصر المحروسة
عبدالعزيز الوكاع
الحوار المتمدن-العدد: 4160 - 2013 / 7 / 21 - 15:11
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
تبقى الجمهورية العربية المصرية قبلة عيون العرب لسببين مهمين الاول ريادتها للمشروع العروبي وانعكاسات اوضاعها على الدول العربية بشكل عام ولذالك فان تسليط الضؤ على ما يجري في مصر وفهمه قد يتيح لنا فهم الكثير من الاحداث الجارية في المنطقة ويفسر بعضا مما يحدث . ان الحديث عن مصر يجب ان يمر من خلال الابواب الخلفية للمجتمع المصري والتي سيجد المتابع فيها ذاك التنوع الثقافي والبيئي والايدلوجي والديني والذي فيه من جوانب الصراع ما لايمكن اغفاله او التغاضي عنه . مصر عبر تاريخ عمرها المديد لم تكن مؤهلة للعب دور الدولة الدينية بسبب ذاك التنوع الفكري ..والايدلوجي المتصارع بالخفاء تارة وبالعلن تارة اخرى ..ولذالك عندما مكن الله سبحانه لنبيه يوسف عليه السلام في الارض ..لم يجعله يهيمن على الوضع السياسي لمصر ولم يحولها الى دولة دينية ويستثمر امكانياتها في نشر دعوته وهو عكس ما حدث لسيدنا الرسول محمد علية الصلاة والسلام الذي ما ان مكن الله المسلمين في الجزيرة العربية حتى شكلو دولة الدعوة الى الاسلام والجهاد في سبيله. وحتى سيدنا موسى عندما انتصرت دعوته على عدوه فرعون وجنوده واغرقو في اليم لم يقم بالسيطرة على حكم مصر رغم انه كان مؤهلا لااعتلاء عرش مصر مرتين الاول لانه نبي الله الذي ثبت صدقه عند المصريين بشكل لايقبل الشك بعد اغراق الجنود والسبب الثاني انه كان الوريث الوحيد لفرعون مصر الهالك كونه تربه في بيته ..وهذا دليل على ان مصر غير مرتبة لتلعب دور الدولة الدينية لا شعبيا ولا جغرافيا ولا ايدولوجيا .. الحركات الاسلامية في مصر قديمة وترجع الى بدايات عهد دخولها الاسلام ..لكنها غالبا ما تاخذ طابعها الدعوي الارشادي ...وكانت الجهات الرسمية او مؤسسات الدولة المصرية وعلى طول خط الاحداث تحتاج الى الدور الديني المؤثر الذي يبرز الدور القيادي لمصر في محيطها العربي والاسلامي ..لكن بكل تاكيد فان مصر لا ترقى الى المستوى الديني للمملكة العربية السعودية بسبب وجود بيت الله الحرام . الواقع المصري كان دوما بحاجة الى تعزيز مكانه مصر الدينية ولذالك كانت قد اسست جامعة الازهر الشريف لتكون العاصمة الدينية السياسية للعالم الاسلامي من خلال تعاطي الازهر الشريف بكل شيوخه الذين تعاقبو على مع الاحداث السياسية التي كان الازهر يعبر عنها بشكل بيانات وخطب دينية سياسية ...حتى جمال عبد الناصر عندما جاء الى حكم مصر واحتاج ان تلتف حوله الامه لم يستطع توضيف مشيخة الازهر لشحن العالم الاسلامي باتجاه الالتفاف حوله ..مما حدا به ان ينتهج القومية العربية بديلا للاسلام السياسي لكسب العمق الستراتيجي الذي كان يحتاجه في خطته الطموحة . طبعا حركة الاخوان المسلمين لهاجذور عميقة وتحضة بالكثير من التأييد في العديد من الدول العربية والاسلامية وهي حركة معروف نظالها ودورها الديني والوطني في التعبئة للقضايا المصيرية المصرية والعربية والاسلامية ..وهي تمثل طيفا واسعا من الشعب المصري ..وبالرغم من كل هذا لم ينجح التيار الاسلامي المصري من ظم مؤسسة الازهر الشريف الى جهته ولا احزاب والحركات المصرية السائرة في خط الاسلام السياسي ولم ينشئ اي تقارب بينها وبين الخطوط الليبرالية التي تنشط داخل المجتمع المصري وعلى ما اتصور ان تجربة الحكم التي قادها الاخوان المسلمين في مصر من الممكن ان تكون فرصة مواتية لكل الحركات الاسلامية ان تقيم ادائها السياسي وان تفرق بين سياسة الحكم وسياسة المعارضة وضرورة تعميق منهج الوسطية في الادارة وخلق المنطقة الوسطى التي يمكن الوقوف عليها لمجتمع دين ليبرالي التجربة الديمقراطية اذا ما اسست على نقاط صحيحة فان دور الاخوان في مصر لن يكون مقتصرا على هذه السنة التي مضت وانما مع التحليل والاصلاح وتجاوز الاخفاقات والسلبيات قد نجد رئيس مصري اسلامي ليبرالي من داخل حركة الاخوان او من خارجها ولذالك ارى من المناسب والضروري ان لاتدير الحركات الاسلامية ظهرها لما يجري حاليا في مصر من مرحلة انتقالية وتنفيذ بنود خارطة الطريق المصرية وانما على العكس الامر يتطلب مشاركة قوية وفاعلة لاستعادة ثقة الجماهير المصرية ومن ثم المراجعة للمرحلة الماضية والانطلاق من جديد وهذا هو الصيح في العمل الديمقراطي الفشل لا يعني النهاية والاعتراف بالاخفاق لايعني الانتحار ولذالك فان مصر ليست دولة دينية لكنها مهمة للمسلمين ..كما ان القوى العلمانية المصرية عليها ان تمارس دورا اكثر حفاظا على وحدة المجتمع المصري وان تركز على نجاحها بدلا من ان تسلط الضؤ على اخفاق الاخرين ...ويجب ان يعرف عدلي منصور انه لن يكون بمنااه عن ماحصل لاسلافه من الرؤساء ان فشل في المهمة وعندها لن ينفع التبرير فاهل مصر المحروسة صارت الثورة هي الحل الوحيد لمعالجة اي واقع لايحقق طموحهم ..كماانه على الاعلاميين المصريين المواليين للتيارات الليبرالية التي تحكم مصضر الانتقالية ان لايرسمو احلام وردية للمواطن المصري البسيط حتى لاينصدم بالواقع لان الحكمة تقتضي الواقعية وليس الخيال
#عبدالعزيز_الوكاع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|