أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فضيل التهامي - الرؤى الغربية اتجاه الصراع العربي – الاسرائيلي ( القدس تحديدا )















المزيد.....

الرؤى الغربية اتجاه الصراع العربي – الاسرائيلي ( القدس تحديدا )


فضيل التهامي

الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 22:54
المحور: القضية الفلسطينية
    






يعود جذور الصراع العربي الإسرائيلي الى ظهور الحركة الصهيونية في اروبا خلال القرن التاسع عشر، من اجل انشاء دولة يهودية في ارض فلسطين التاريخية ، وقد تجسد ذلك اكثر خلال انعقاد مؤثمر " بال " بسويسرا التي عقدته هذه الحركة سنة 1897 ، بعد أن دعت "تيودور هرتزل " الى جمع شتات اليهود. فهذه الدعوة الى اقامة الكيان الصهيوني في الأراضي المقدسة ، بدعوة انها ارض الميعاد لم تكن مقصورة على دولة استعمارية بعينها ، بل كانت هدفا استراتيجيا لجميع القوى الاستعمارية ، و قادتها العسكريين و السياسيين الدين تطلعوا لبسط نفودهم و توسيع مشاريعهم الامبريالية في المشرق.

وفي خضم المصالح الاستراتيجية المشتركة بين القوى الاستعمارية و الحركة الصهيونية ، استطاعة هذه الاخيرة أقناع فرنسا في عام 1917 ، و أصدارها لوعد " كامبوا " ( نسبة الى وزير خارجيتها " جون كامبوا " ) ، بعد مفاوضات مع المدعو" سكولوف " وهو احد زعماء الحركة الصهيونية ، وقد تضمن هدا الوعد المساندة الشاملة للمشروع الصهيوني ، و أقامة وطن قومي لليهود في ارض فلسطين التاريخية.

اما بريطانيا ،فقد اعربت بدورها عن تأيديها للمشروع الصهيوني ، بعد ان أكد وزير خارجيتها " جيمس ارثر بيلفور "ان المملكة المتحدة اقامة عهدا علة نفسها بإقامة دولة لليهود في فلسطين ، وهدا ما اصطلح علية لاحقا ب " وعد بيلفور " الدي كان وراءه دوافع استعمارية لهذه الدولة الاروبية ، خصوصا بعد اكتشاف النفط في المنطقة ، و الموقع الجيواستراتيجي لفلسطين.

في حين ان الولايات المتحدة الامريكية ،فقد جاء تصورها بإقامة المشروع الصهيوني سنة 1918 ، بعد موافقة الرئيس الامريكي " توماس وبلسن "على مضمون وعد " بيلفور " ،و دعمه للحركة الصهيونية ،من اجل مصالح استراتيجية في المنطقة ، خصوصا وان الدعاما الاساسية للإقتصاد الامريكي ،هي دعامات صهيونية...
عموما فقد دعم الغرب ،و لو بدرجات متفاوتة المخطط الصهيوني ، و اقامة دولة يهودية في ارض فلسطين التاريخية، و زرع كيان غريب في المنطقة العربية: تقافيا ، دينيا ،وحضاريا وذلك لخدمة المصالح الاستراتيجية للدول الامبريالية ، بل وصل الامر لهده الدول نفسها بالتنافس حول دعم هدا المخطط للظفر بأكبر حصة في تحكمها في المنطقة و نهب ثراوثها.

فماهي اذن التصورات الغربية/ الاستعمارية اتجاه الصراع العربي الاسرائيلي ، والقدس تحديدا ؟

كإفتراض اولي يمكن القول ان اغلب الدول الاستعمارية ، و بدون استثناء ساهمت في انجاح المشروع الصهيوني في فلسطين ، و الدفع بخلق كيان غريب في قلب الجسم العربي و الاسلامي، وذلك لخدمة اجنداتها و مصالحها الاستراتيجية ، اضافة الى خلخلة اي وحدة عربية محتملة ، فتصور القوى الاستعمارية اتجاه الصراع ، و القدس تحديدا اتخد طابعا " هوياتيا " ، سواء الوطنية : الصراع على الارض ومن له الحق في ممارستة سلطانه على المدينة المقدسة ، ودينيا : علاقة الصهيونية و اليهودية ، و حضاريا: طمس الهوية العربية و الاسلامية ، و محاولتهم احلال حضارة بديلة.
ومن هنا سنسعى الى الاجابة عن الاشكال المركزي بالتطرق و لو بشكل موجز الى رؤى ، و تصورات للقوى الغربية/ الاستعمارية اتجاه الصراع العربي الاسرائيلي، و القدس تحديدا ، عبر الشكل التالي:

1- رؤى القوى الاروبية/ الاستعمارية اتجاه الصراع العربي- الإسرائيلي ، و القدس تحديدا

2- الرؤى الامريكية اتجاه الصراع العربي الاسرائيلي ، و القدس تحديدا ، معتمدا على المراجع التالية :


1- رؤية القوى الاروبية/ الغربية اتجاه الصراع العربي الاسرائيلي ( القدس ):

بداية يمكن القول ان الصراع حول قضية القدس ، و منذ الحروب الصليبية ، يدو ر حول محوريين أساسين : اولهما من له الحق في ممارسة حقوقه السيادية على المدينة المقدسة بين اطراف الصراع ، و ثانيهما : الطابع الديني للقضية. فأثناء الحروب الصليبية ، و حتى الحرب العالمية الاولى ،كان هذا البعد الاخير " البعد الديني" هو الغالب في اجندات الدبلوماسية الغربية الاستعمارية لمساندة المشروع الصهيوني ، و رغم ذلك بقي البعد السيادي " السلطاني " مدخلا رئيسيا في هذا الصراع.

ومع نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918 ، و ما ترتب عليها من زوال الدولة العثمانية ، قامت الدول الاستعمارية / الاروبية بخلق انسجام بين مصالحها ، بل وصل الامر بين هده القوى الى خلق صراعات في بينها لضفر بأكبر الحصص في المنطقة ،و دعمهم للحركة الصهيونية ، من اجل ضمان مصالحهم الاستراتيجية في المنطقة. لتستغل بريطانيا اكثر من غيرها من الدول الاروبية ، انتشار فكرة القومية و اللاسامية في القرن التاسع العشر لحمل اليهود الى الهجرة الى فلسطين ،و اقامة كيان سياسي ذو طابع ديني ، تحث شعار " العودة الى ارض الميعاد ". فهذه الفكرة لم تكن في بال اليهود الذين اصبحو مواطنين مندمجين في المجتمعات الغربية نتيجة لسيادة الفكر التحرري في اروبا.

وما يظهر ان الصهيونية ظهرت في سياق المصالح الامبريالية ، و لم يكن ظهورها مرتبطا باليهودية كديانة سماوية ،فهي لم تبرز الى حيز الوجود حينما كان اليهود عرضة للإضطهاد بين القرنين الثاني عشر و الخامس العشر في اروبا ، بل ظهرت بعد اربعة قرون على ظهور اخر حادثة اليهود في اروبا ، وفي اسبانيا على الخصوص ، التي كانت اخر بلد اروبي يطرد اليهود. وان دل هذا القول على شئ ، فأنما يدل على انه لا يوجد هنا اي صلة تربط بين اليهودية ، و بين الحركة الصهيونية التي ظهرت في اواخر القرن 19 ، في سياق تصاعد الاستعمار في اروبا. بل ساهم في انشاء و بلورة هدا المشروع مجموعة من الصهاينة البريطانيين كاللورد " شافتسبري " الذي كان اكثر تأكيدا بين المشروع الصهيوني و الخطط الاستعمارية البريطانية ، خاصة بعد استلاء بريطانيا على قناة السويس ، ليأكد (ان دولته بريطانيا كانت على الدوام تدرك حقيقة ان مصالحا الحيوية و الاستراتيجية ، كانت وراء الدعوة الى الفكرة الصهيونية من قبل المستعمرين الغير اليهود ).

كما ذخلت المانيا بدورها في ساحة الصراع الاستعماري ، من أجل الظفر بمكاسب في المشرق العربي ، لتزداد حدة هذا الصراع بعد تزايد الاهمية الاستراتيجية لفلسطين ، بعد فتح قناة السويس ،و بداية افول الدولة العثمانية ، ومن هنا قامت المانيا بتكتيف إتصالاتها مع السلطان العثماني لتنفيد مخططاتها ، كما عمدت بالقيام بمجموعة من المساعدات العسكرية الى سلطان محمود سلطان تركيا ، ضد محمد علي والي مصر التي كانت تدعمه فرنسا ، لتعمد الدولة الجرمانية ابتداءا من سنة 1870 ، بإنشاء مستعمرات زراعية ، في حيفا ، يافا ، و القدس ، لتتحكم فيه تدريجيا كباقي القوى الغربية الاستعمارية.

اما فرنسا فهي بدورها تطلعت الى احتلال المشرق العربي ، و توسيع نفودها الى العالمين العربي و الاسلامي ، لذلك فقد تبنت الدعوة الى المشروع الصهيوني مبكرا ، وترويج لفكرة أرض الميعاد ،عن طريق مجموعة من القادة المستعمرون ، من غير اليهود ، كان من اهمهم " نابليون بونابارت " ، حينما كان يعد حملته على مصرو فلسطين ،وجه رسالة الى يهود العالم في اروبا ، دعاهم من خلالها الى إنشاء مجلس يمثلهم ، كي يتفاوض بإسمهم مع الحكومة الفرنسية من اجل إعادة فلسطين الى الشعب اليهودي حسب إدعائه. وقد جاء في هذه الرسالة : " سوف تضم البلاد التي نقترح احتلالها ، مصر السفلى ، بالإضافة الى منطقة من البلاد تمتد حدودها على خط ، يسير من عكا الى البحر الميت ، ومن الطرف الجنوبي لهذا البحر، الى البحر الاحمر...ان هذا الموقع الممتازعلى كل ما عداه من المواقع في العالم ، سوف يجعل من الملاحة في البحر الاحمر اسياد تجارة الهند و الجزيرة ، و جنوب افريقيا و شرقها ، و الحبشة...إن قرب حلب و دمشق سوف يسهل تجارتنا مع بلاد فارس، وعن طريق البحر الابيض المتوسط ، نستطيع إقامات الاتصالات مع فرنسا و اسبانيا و ايطاليا ،وسائر انحاء القارة.ان بلادنا الواقعة في مركزالوسط من العالم سوف تصبح مركزا تجاريا لتوزيع كل المنتوجات الغنية و الثمينة. ومن هنا يتضح الاسباب التي دعت " نابليون " ، كما دعت غيرة من المستعمريين الاخريين للإسراع من الاستفادة من اليهود في تنفيد مخططاتهم الامبريالية في الشرق ، قالامر اذن لا يتعلق بوجود علاقة بين اليهودية كديانة سماوية و المشروع الصهيوني ، بل بوجود مصالح استعمارية احلالية لا اكثر.

وفي خضم العلاقة بين اليهودية و الصهيونية اكد الدكتور عبد الوهاب المسيري ان ( حلم اليهود بالعودة الى ارض الميعاد كان قديما...ولم يكن الفليسطنيون العرب يبدون اي مقاومة ضد اليهود الذين يحضرون لفلسطين من اجل ممارستة طقوسهم الدينية ، لكن هدا الحكم الديني في العودة يؤدي نقل اليهود الى الشرق،) وهدا يعود حسب عبد الوهاب المسيرى دائما الى العودة الجماعية لم تكن مطروحة اطلاقا على المستوى الديني ، فالدين اليهودي يؤمن بأن العودة يحددها الرب و لا احد غيره ، بل اكثر من ذلك ان التلمود يقر في بعض نصوصه ان اي يهودي يعود الى ارض فلسطين بغرض الاستيطان و ليس بغرض التعبد يخالف بذلك الوصايا الربانية.

إلا ان التوجه الاستعماري الاروبي ،ارتأى ان الحل الوحيد الممكن لضمان مصالحه الاستراتيجية ، هو العمل على تصديرهم الى ارض فلسطين تحت مبررات خرافية ، على اساس انها ارض المعياد. ومن هنا يمكن القول ان الاستعمار الصهيوني هو افرازللتشكيل الاستعماري الغربي ، و أن إفرازات هدا التشكيل متنوعة ، فهو استعمار احلالي ، وله ارتباطا بالعمالة الصهيونية ، ولعل شعار" شعار شعب بلا ارض لإرض بلا شعب " هو افصاح صريح على هذه النزعة الاحلالية.

وفي هذا السياق صرح احد الصهاينة سنة 1919 ( انه يجب ان يتم تدريجيا ، نقل العرب الفلسطينيين ، و توطينهم فيما اطلق اليه ب "المملكة العربية الجديدة الواسعة " ، حتى يتستى تحويل فلسطين الى " وطن قومي يهودي ") ليواصل في القول : ( ان نجاح تقسيم فلسطين يتوقف على ما اذا كانت الحكومة ترغب او تتحفظ عن نقل العرب الى خارج ارض فلسطين ، ليكون في مقدور الدولة الصهيونية استعاب اليهود.....) ، هدا على المستوى الاحلالي ، اما الخاصية الثانية لهدا الاستعمار فهو " العمالة " ، فالمشروع الصهيوني من الصعب بمكان تنفيده من الناحية المادية و اللوجستكية " العسكرية " الا بعد الدعم الامبريالي الدي ظهر بعد الثورة الرأسمالية التي كانت سبب في تحويل " الجماعات اليهودية- الصهيونية –" و سهلت لهم امر الهجرة الى ارض فلسطين ، تحت ضمانات اروبية غربية.

وفي سياق تحثنا عن " العمالة " الاروبية الغربية للمشروع الصهيوني قال الدكتور عبد الوهاب المسيري : ( لم تكن عمالة الاستعمار الصهيوني بأمر خاف على الزعماء الصهاينة البريطانيين خصوصا ،فقد كان " هرتزل " يرى ان الدولة الصهيونية ، ستدعم النفود البريطاني ، بل ستكون بمثابة مستعمرة جديدة تضاف الى الامبراطورية البريطانية....)

ويفهم من كلام الدكتور عبد الوهاب المسيري ان سبب الدعم السياسي و العسكري الذي تقدمه القوى الاروبية الاستعمارية للحركة الصهيونية ،و قيام دولة يهودية ، فهده الاخيرة ايضا ستقوم على خدمة الاروبيين في مخططاتهم الاستعمارية من اجل التحكم في المشرق العربي و اخصاعه لسيطرتهم ،ولا يكتفي هدا المخطط بتقديم هده الاهداف فحسب ، بل الى تحويل كل يهود ( المتبنين للمشروع الصهيوني ) العالم الى عملاء و تابعيين سريين لخدمة الاهداف الامبريالية العالمية.


-2 الرؤية الامريكية اتجاه الصراع العربي الاسرائيلي ، (القدس)

تبلورت اهتمامات الولايات المتحدة الامريكية و تصورتها اتجاه المشرق العربي، في نفس الوقت التي ظهرت فيه اهتمامات بريطانيا ، لتشارك الدول الاستعمارية الاخرى في التحكم في اقاليم الدولة العثمانية ، و في هذه الفترة يجب الاشارة الى ان الدعم الامريكي للمشروع الصهيوني ، جاء في وقت لم يكن فيه اليهود موجوديين في الولايات المتحدة، لتولي اهتماماتها المتزايدة بالمنطقة العربية من خلال الحركات التبشيرية المسيحية ، بعد تنظيمها لبعثثات علمية و ثقافية الى الاراضي المقدسة.
وما تأكد بالملموس ان الولايات المتحدة ، و الصهاينة الذين كانو في خدمة الامبريالية قد كانو السباقيين في خدمة المشروع الصهيوني على اليهود انفسهم ، كما كان الامر في اروبا.

فرؤية الولايات المتحدة من القدس الشريف ، لا تختلف عن تصورات الدول الاروبية الاستعمارية ، لما هو معروف من انحيازها الواضح الى المشروع الصهيوني ، فهده الرؤية تجسدت من خلال بعض البيانات التي القاها ممثيليها مع الامم المتحدة : و سنرصدها على الشكل التالي:
- بيان القاه ممثيلها ( ارثر جولد برج ) لدى الجمعية العامة بالامم المتحدة عام 1967 ، الدي تضمن اهمية المدينة ( القدس ) ، و قدسيتها ،و ملتقى و حوار الاديان السماوية الثلاث : المسيحية و اليهودية و الاسلامية ، و بتأثير هده القداسة على مركز القانوني على الصعيد الدولي . فهي ترى ان القدس" الشرقية" التي احتلتها اسرائيل عام 1967 هي منطقة محتلة لا يجب ادخال اي تغييرات عليها. الا ان السيادة على المدينة بالنسبة للولايات المتحدة ، لا يمكن البث فيها الا من خلال البحث عن الحل النهائي للصراع.
- خطة" ريكن" : التي جاءت بأمريين ،الامر الاول ، ان مدينة القدس يجب ان تظل بدون تقسيم ، و الاعتماد الى المفاوضات لحل الصراع ، و الثاني تتصل بمشكلة الشرق الاوسط بشكل عام ، مفاده ان حل المشكلة يجب ان يكون في اطار مفاوضات مباشرة تحت شعار " الارض مقابل السلام "

هذا على المستوى الرسمي الظاهر ، اما واقعيا ، فتصورها من الصراع العربي الاسرائيلي ، و القدس تحديدا واضحا ، وهو المساندة الغير المشروطة للمشروع الصهيوني من اجل ضمان مصالحها في المشرق العربي ، خصوصا بعد تضائل الوجود البريطاني في المنطقة . . و قد تمثلت هده المساندة في مجموعة من المحطات التأييدية للاسرائيل في المحافل الدولية ، فبعد صدور قرار مجلس الامن رقم 476 عام 1980 ، و الذي شجب اصرار الدولة العبرية على تغيير الاشكال العمرانية و الحضارية ، و التركيبة السكانية للقدس ، قامت الولايات المتحدة بالامتناع عن التصويت على القرار ، في حين ايدته اغلب الدول الاعضاء ، بموافقة 14 دولة ، كما استعملت ايضا الولايات المتحدة حق النقض " الفيتو " لإجهاض قرارات اخرى تديين اسرائيل بممارستها العداونية تجاه الارض و السكان الفلسطينيين ، كقرار 478.

وبسبب هده المساندة ، و الدعم الامريكي قامت اسرائييل باجراءات صهيونية لضرب مدينة القدس وفق مخطط استراتيجي عبر محطات يمكن اختصارها على الشكل التالي:
- عزل مدينة القدس عن محيطها الفليسطيني ، و احاطتها بنقاط تفتيش و مراقبة اسرائيلية صارمة ، و عزل سكانها عن المؤسسات الادارية و المدنية ، والدفع بهم على التعامل مع المؤسسات الاسرائيلية ، اضافة الى عزل القدس عن اي نشاط سياسي او ديبلوماسي.
- مواصلة عمليات الطرد بشتى انواعة للفلسطينيين المقدسيين : اقتصاديا ، هوياتيا، شخصيا.
- تطويق المدينة بالمستوطنات ، و انشاء مستوطنات جديدة داخلها ، و بالقرب من الاحياء العربية ، لصنع واقع مفاده ان المقدسيين هم اقلية....

عموما فالرؤية الغربية الاستعمارية لا تخرج عن إطار الرؤية الصهيونية بشكل عام ، التي تهدف الى التحكم بالمدينة المقدسة ، و الاراضي العربية بشكل عام ، وزرع كيان غريب ذاخل الجسم العربي ، لخدمة المصالح الاستعمارية الاروبية و الامريكية ، و طمس الهوية المقدسية ، الوطنية ( السيطرة على الارض بكافة الوسائل ) و الدينية ( طمس المعالم الدينية المسيحية و الاسلامية و الحضارية . وقد حملت هذه الرؤية مجموعة من الابعاد :
- ابعاد تاريخية : تجسدت في تزييف الحقائق التاريخية ، و ترويج الادعاءات الباطل ، كأن اليهود هم احفاد دواود و سليمان ، و غيرها....
- ابعاد سياسية : تمثلت في التواطئ الممنهج بين الحركة الصهيونية ، و الدولة الاستعمارية الغربية ، خاصة بريطانيا و الولايات المتحدة ، لخدمة اهدافها الامبريالية.
- ابعاد ديمغرافية : من خلال تشجيع الهجرة اليهودية للإخلال بالتوازن الديمغرافي في فلسطين لصالح اليهود .



- المراجع المعتمدة :

1- عبد الوهاب المسيري ،الاديولوجية الصهيونية ، القسم 1 ، المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الاداب ، الكويت ، 1972.

2- عبد الوهاب المسيري ،تاريخ الفكر الصهيوني ،جذوره و مساره و ازمته ،دار الشروق .1974.

3- خالد الحسن " ابو السعيد " ،اسرائيل و الولابات المتحدة الامريكية ، سلسلة دراسات " صامد الاقتصادي " ، اوراق سياسية ، عدد 6 ،الطبعة ، 1986.

4- صادق جلال العظم ، الصهيونية و الصراع الطبقي ، الطبعة 1 ، دار العودة ، بيروت 1975.

5- بديعة امين ، المشكلة اليهودية و الحركة الصهيونية ، دار الطليعة بيروت ، الطبعة الاولى
1974.

6- موسى شحادة ، علاقات اسرائيل مع دول العالم :1927-1970 ، سلسلة كتب فلسطينية ، ع 33 ، منظمة التحرير الفلسطينية مركز الابحاث ، ماي 1981.

7- رفيق شاكر النتشة ، الإستعمار و فلسطين – اسرائيل مشروع استعماري - ، دار الجليل للنشر عمان ،الطبعة الاولى ، 1974.

8- غازي اسماعيل ربابعة ، القدس في الصراع العربي الاسرائيلي ،دار الفرقان للنشر و التوزيع ، الطبعة الثانية 1993.

10- جعفر عبد السلام ، المركز القانوني لمدينة القدس ، رابطة العالم الاسلامي ،عدد 157 ، 1987.



فضيل التهامي
باحث في القانون الدولي العام والعلوم السياسية
المغرب



#فضيل_التهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول حركة تمرد المغربية
- إيران و الأمن القومي العربي.
- موقف الحسن الثاني من عدم تنفيذ اتفاقية تسوية الحدود المغربية ...
- حركات الإسلام السياسي : بين الصعود و السقوط


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فضيل التهامي - الرؤى الغربية اتجاه الصراع العربي – الاسرائيلي ( القدس تحديدا )