أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - رومي شنايدر ... رواية وطن في عيون ممثلة سينمائية....!















المزيد.....


رومي شنايدر ... رواية وطن في عيون ممثلة سينمائية....!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 21:27
المحور: الادب والفن
    


عندما شرعتُ في كتابة الفصل الأول من حكاية وطن من خلال عيون ممثلة سينمائية ,والموسوم ( عراق رومي شنايدر ) كنتُ اعيد نسيج رواية البلاد في واحدة من تفاصيل دهشتها ومحنتها وشهوتها في اختيار فصول حياتها وتواريخها عبر ذاكرة الاجيال ومذاهب الثقافة والتحضر ، وما يمنحه لنا بريق تيجان الملوك وعمائم السلاطين وسدارات الوزراء وبيريات وخوذ حروب الرؤساء حاملي لقب المهيب والزعيم والمشير. وكان علي أن أجعل الحكاية بمثابة الوثيقة والشاهد لعصر احلامنا واشواقنا وسعادتنا المتشحة بحزن الفقر والقراءة والرغبة بصناعة أساطيرنا الفطرية والبريئة في المكان الذي صنع الانبياء والشهداء وكتبة اللوح ومعلمي مدارس الحرف والموسيقى ونصوص الكتب السماوية .
وهكذا بدأ الكتاب معي في تحدٍ للسرد ومصداقيته والامانة في كتابة كل هواجس شخصيات المكان وتواريخه من خلال عيون الممثلة النمساوية ( رومي شنايدر ) التي سحرت طفولتنا وصبانا ومراهقتنا بأفلامها الملونة والمثيرة والمجنونة.
تكاد الطبعة الأولى تنفد في الاسواق ، وأكاد اعيش فصول الروي آلآخر الذي لم اكتبه في الطبعة الأولى لكتاب ( عراق رومي شنايدر ) وتكاد رسائل الاصدقاء على صفحتي على الفيس بوك تغرقني من كل العالم تتمنى اقتناء الكتاب بثمن أو بدونه . ولهذا فأن الخمسين نسخة التي ارسلها لي صديقي ناشر الكتاب مازن لطيف من بغداد قد نفدن عدى نسخة واحدة ظلت معي لتوثق لزائر بيتي ما اكتبه واصدره في مكتبة متواضعة تحوي بعض الكتب التي جلبتها من العراق وجابت معي مدن الارض كلها من دمشق الى طنجة الى برشلونة الى بومباي وحيدر اباد الى قرطاج وبيروت واخيراً نزلت بي طائرة اللوفت هونزا في مطار فرانكفورت أنا وعائلتي والعراق الحالم في دهشة حقيبة خبأت فيها كل كتبي التي كتبتها من مراهقة معهد المعلمين وحتى حصولي على جائزة دبي للرواية عن روايتي جينكيزخان لأسمع قاضي التحقيق يقول لي : من يحمل هكذا عناوين وأرث لايحتاج لنسأله كي نمنحه لجوءاً سياسياً وسنمنحكَ الظل والحديقة أنتَ واطفالكَ لتكتب هنا بجوار بيت غوته ما تحلم فيه من روايات وقصص وقصائد واحلام اصدقاءكَ المندائيين.
لقد ارسلت ما لدي من نسخ الكتاب الى قارات الارض كلها . من مدينة الديوانية الى شنغهاي ومن الشطرة حتى لاهاي ومن الكحلاء حتى مونتريال ....
ولد ( عراق رومي شنايدر ) في صدفة مساء جلست فيها بحانة صغيرة على نهر الراين لأنتبهَ الى صورة لرومي شنايدر بالأسود والابيض وهي تدخن سيجارة بمتعة غريبة على ذات الزاوية والكرسي وذات الحانة التي اجلس عليها ...شعرت بسعادة عجيبة وسكنتني الرغبة والحماس لأكتب عن هذه اللحظة فإذا بها تمتد لتصير كتابا يروي تفاصيل عشق نادر وغريب سكن طفولتي وذكورتي الى هذه الممثلة البارعة الاداء والجمال والتي ماتت منتحرة بسبب كآبة لازمتها أثر موت ولدها أثناء سقوطه من شرفة الغرفة على سياج الحديقة الحديدي في اللحظة التي كانت فيها شظايا المدفع الايراني تسقط على صورها التي علقتها على جدار ملجئي الصغير على جبل لاله حمران في قاطع بنجوين.
عراق رومي شنايدر رواية الوطن في تعدد هواجس التفكير فيه ، انه ذاكرة لأجيال التي عاشت المخاضات العسيرة في جبروتها وخذلانها وتلويناتها المجتمعية والروحية والعقائدية .
جزء منه حكاية اليهود وتأثيرهم الحضاري في البلاد منذ سبي بابل والى اليوم ، وفصل يتحدث عن الحروب وفصول اخرى تتناول اطياف مجتمعية ودينية صنعت من عيون هذه الممثلة ودهشتها تواريخا لأحلامها وذكرياتها وفصولها الغرامية والنضالية والمنفية ايضاً.
عراق رومي شنايدر حرصت ليكون عطر الوطن فينا قبل أن نكون نحن العطر الذي فيه .
وعلى حد قول الناقد السينمائي الدكتور فراس الشاروط أن قراءة كتاب عراق رومي شنايدر تقودنا الى الرعشة والتذكير بسحر اللحظات الفاتنة التي كنا نتسمر فيها امام شاشات السينما ونحن نعيش رعشة ولذة قبلة الفم المتبادلة بين الممثل الفرنسي آلن ديلون والممثلة النمساوية رومي شنايدر .
انه الكتاب الذي يعيش وقائع الحدث بتفاصيل المكان منذ سدارة الملك الهاشمي فيصل الأول وحتى جلوس بول بريمر على ذات الكرسي الذي كان يوقع عليه صدام حسين بيانات الحرب ومراسيم منح الانواط واعدام خصومه .
كتاب في رواية لأثارة الاسم والمسمى سعى فيه الكاتب ( أنا ) أن يعطي للتاريخ حقيقته الايروتيكية التي يعتقدها البعض انها تابوها لايمكن الكشف عنه . فلم اكن قريبا منكم لأفهمكم قدرة هذا الكتاب ( الرواية ) ليكون لسان حال البلاد في اجمل عصورها واغترابها وجنونها ومنجزها الثقافي ، وحتى عراق رومي شنايدر هو عراق الحلم في تفاصيل الغرام البعيد ــ القريب ....!
يختبر الكتاب ما تبقى من الوجود اليهودي في العراق . وحتماً في الاقتراب من هذه المنطقة الحمراء ينبغي أن يكون حذراً لأشكالية العلاقة بين العرب واليهود الذي أوجدته ولادة دولة اسرائيل والقائمة الآن على رؤى الصراع الدائم بين العرب وأسرائيل منذ مقاتل دير ياسين وحتى آخر قصف اسرائيلي على غزة.
لم تتطرق اجفان رومي شنايدر عن هذه الاشكالية المستديمة لأن قصائد درويش وقصص كنفاني وعمليات ليلى خالد الفدائية وخطابات عرفات اغنت عن ذلك ..
كتابي تحدث عن عراق له مع الوجود اليهودي وصلاً تاريخياً منذ بابل ــ نبوخذنصر وحتى شناشيل بيوت البصرة والبتاوين وتنصيب اليهودي ساسون حسقيل وزيرا للمالية في أول حكومة وطنية عراقية في زمن الملك فيصل الأول. وربما شخصية الملحن اليهودي ــ العراقي صالح الكويتي هو من سكنت وجدان فصل من فصول الكتاب عبر هاجس الجمال الكامن في روح الموسيقار المجدد والذي يمتلك الاثر الكبير في تطور الموسيقى العراقية الحديثة .
هذا الجمال الذي افتقده في ليالي بغداد الملاح عندما اضطر ليهاجر عنها وليعوضه بشوق غريب للغرق في عيون الممثلة النمساوية من خلال حضور افلامها التي كانت دور السينما في مدينة حيفا تواظب على عرضها لامتلاكها جاذبية خاصة وربما نكاية بالفوهرور أدلوف هتلر النمساوي الأصل والذي رمى مئات الاف من اليهود في محارق الموت والتصفيات العرقية .
الرجل واخيه واللحن الجميل وسليمة مراد باشا سعى هاجسي على أن يوحد اللحظة التاريخية لما قدمه الملحن وكأن هاجس الممثلة السينمائية يصنع قدرة توثيقية لفصلٍ حضاري من ثقافة الموسيقى العراقية منذ بدايات القرن العشرين وحتى رحيله عن العراق في منتصف الخمسينيات .
رؤى الدهشة والنغم والروح الوطنية التي تنتمي الى التراب والمكان قبل انتمائها الى تفكير مروجي الهجرة اليهودية .
الكتاب كما أشعر انا بعين الناقد وليس بعين المؤلف فيه رؤى لم أتعودها في نمطِ الكتابة العراقية ، فهو يجمع بين الف هاجس كتابي ويشتغل بحداثةِ ابتكار فكرة لغوية لموضوعةٍ جديدةٍ وكأنني أدون مقاربات المكان في كل تواريخه وخصائصه وعطوره مع عيون زرق للممثلة التي ربما لم تفكر في يوم ما أن احدهم من جنوب بابل حيث يعتقد الاستشراق الالماني أن اوروك وأور وأكد مثلت المعنى الاستشراقي الأول للعقل البشري حيث كتب حرف الكتابة لأول مرة في هذه البلاد التي شعارها وعاء يفيض منه نهرين( دجلة والفرات ) وهو ذاته الحلم اليهودي المفترض من اورشليم حتى ضفاف الأنهر البابلية. والبعض يقول أن حلمهم يريد الوصول الى الجنوب العميق حيث الاهوار ومرقد نبيهم الأثير ( عزرا الكاتب ــ العُزيرْ ) على ضفاف دجلة في ناحية من نواحي مدينة العمارة حملت أسم النبي ( العزير ).
لحظة العيش مع كتاب بأجواء غريبة وعناوين لم يألفها الكاتب في مؤلفاته السابقة يمنحك شيئا من سعادة المؤلف الجديد .
رواية تمضي في حبكة السينما والبحث عن الازمنة في تراب المكان البعيد ، هناك حيث يكون عليك أن تصنع كشوفاتكَ وأحلامكَ وشخوصكَ وأتمام رسالتكَ التي عاشت تفاصيل الكتاب عبر امتداد الجغرافية بهاجسي الانسان والروح والسلطان . وربما الفصل الذي افردته لعلاقة رومي شنايدر بالرئيس العراقي السابق صدام حسين يمثل مفاجأة لقارئ الكتاب في حصول ما لم يكن يتوقعهُ ، أن تكون هناك علاقة ما بين شنايدر وصدام ، وذات الغرابة ستسكن في دهشتها عندما تكون هناك في الكتاب فصولا عن علاقة رومي شنايدر بالحاكم المدني بول بريمر والسياسي العراقي أحمد الجلبي...ورؤى أخرى تخص علاقة الممثلة النمساوية بصابئة العراق أو بأبناء مدينتي النجف وكربلاء...
غرائبية تنوع مسميات الفصول وموضوعتها هي ما جعلت القارئ للكتاب يُثار بسبب نجاح المؤلف في الجمع بين كل هذه المتفرقات والمتناقضات ، وربما سماعي للآراء الطيبة من القراء هي من أوصلتني الى هذه القناعة أن كتابي يمتلك خصوصية أن يكون جديدا في المشهد الثقافي العراقي.
( عراق رومي شنايدر ) الكتاب الذي أنجزت فيه حلم تشظي المكان والبحث في تنوعاته الروحية والاسطورية عبر لحظة اعجاب تطلقها اجفان المُشاهدِ المولع بمتابعة افلام الممثلة النمساوية . ومن بريق عينيها وحتى اغفاءة عيون شهداء الحروب بقيت نصوص الكتاب تدفع بخطواتها البطيئة بين الازمنة والامكنة وقاعات السينما أو تلك النوتات الموسيقية التي كانت تضع لحنها على كلمات الاغاني التي يلحنها اليهودي ــ العراقي صالح الكويتي لسليمة مراد ومنيرة الهوزوز وعفيفة اسكندر وغيرهن.
روح الكتاب وجسده والرئة التي يتنفس منها هي الجسور الممتلئة بخطوات الحنين وعشق لحظات الغرام لكل أزمنة الذكريات التي عشقتها مع دورة عدسة الكاميرا وصوت المخرج والاداء الساحر للمثلة النمساوية.
الكتاب أنا .وأنا الكتاب .والقارئ هو مهمتي الأولى كي أجبره ليعشق بطلة الفصول ( رومي شنايدر ) مثلما عشقتها أنا ...!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرية التي أكتب الشعر فيها ..!
- حبيبان أفريقيان ......!
- محنتكم مع الله قادمة .........!
- نشوء فكرة الحرب....!
- سفرطاس الزعيم ...........!
- كافافيس يبكي على مصر الآن..!
- بورخيس والثقافة المسكينة...!
- شيء عن الأشباح في عالمنا
- رُوحكَ التي تَراكَ ولا تَراها..!
- بورخيس ودموع مدينة النجف الاشرف ..........!
- مريم ..طفولة العراق الدامي ........!
- العراق خارج التغطية ........!
- مرثية ودمعة الى عباس هليل
- المرأةُ ليستْ وردة ، بل العكس ..........!
- محنتي مع ( عُشاق الله )..!
- خارطة فيتنام وشفتي كليوباترا
- السماء ( أمي والشظية )
- وجهكَ في المرآة.........!
- دمشق ..الشوارع ياسمين ( ياسكينة )....!
- هَلْ الكُردْ مِنَ الأغْرِيقْ .......!


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - رومي شنايدر ... رواية وطن في عيون ممثلة سينمائية....!