ضياء حميو
الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 12:51
المحور:
الادب والفن
رمضان رابع منذ ان غادرها مهاجر غير شرعي صوب أوربا العجوز،بحثاً عن فرصة اخرى، لم تسمع سوى خبر واحد من اخته التي انتقلت لأقصى الجنوب هي وزوجها قبل عامين،أخبرتها بسوء حظ أخيها لأنه دخل اوربا باوج انتكاستها الاقتصادية وصعود يمينها المتطرف .
احبته وهي الملتزمة بفروض الدين على النقيض منه،أطالت بصلاتها مذ غادرها ،تصلي له ايضا، الرمضان الثاني صامته واهدته بسريرتها له،وعوضته صياما بشهر آخر.
اليوم هو ليلة القدر ،تتذكر ذلك اليوم قبل أربع سنوات حين التقته للمرة الأخيرة قبل مغادرته بيوم واحد،لم يكن صائما،وحدها كانت ،اللقاء الأخير ببيت أخته،طيلة سنوات تعارفهما اكتفى بمسك يديها ،احتراما لرغبتها،ولكن ذلك اليوم وحين رأت دموعة اقتربت منه ،مسحتهما ،كان في نيتها ان تقبُل عينيه،وحين همّتْ تذكرت ان تقبيل العيون يعني وداعا أخير،لاتعرف كيف اهتدت شفتاها لفمه بديلا عن عينيه.
مازال طعم القبلة في فمها،طعم تحبه ،رغم انها صامت شهرين تكفيرا عن افطار قبلة في ليلة القدر،وقرأت مئات الأدعية خلالهما.
دعاء واحد له مكانة في قلبها ظلت تردده منذ تلك القبلة" الهي ،يامن استبدلت عينيه بشفتيه في ليلتك الكريمة،أعده إليَ سالما،ودُلَّ شفتيه لشفتي بليلة أخرى،بحق حبيبك المصطفى،مرةً واحدة ياحق،وأصوم لكَ الدهر كله".
#ضياء_حميو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟