أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان شجاع - اللاعنف في السياسة














المزيد.....


اللاعنف في السياسة


غسان شجاع

الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 07:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حقيقة مؤلمة يجب تسجيلها بداية وهي ان أكثر الناس تشويها لمعنى اللاعنف ينتمون لصف المغلوب على امرهم (المقهورين) الذين يمارس العنف ضدهم , وذلك بسبب ثقافتهم الخاطئة عن اللاعنف , واعتقادهم بأنه يستبطن استسلاما , وخنوعا , لسيطرة وسلطة المستبد , سواء تمثل بحكم فردي دكتاتوري ام بنظام سياسي قمعي , ويضيفون بأن الاتجاه السلمي واللاعنفي في التغيير يغري السلطة المستبدة ويدعوها لتوجيه ضربات موجعة ومؤلمة ومهينة أكثر ,وبالمقابل نرى الحاكم المستبد , ومن يمارسون الاستبداد عنه بالوكالة , هم أكثر ادراكا لخطورة الاتجاه اللاعنفي على مصالحهم وامتيازاتهم , وفي ظل تنامي التجارب الديمقراطية بالعالم وارتباط مصالح النظام بدول العالم المتمدن يصبح من الصعب عليه الكشف عن رغبته بسحق معارضيه, وخاصة الذين يتمسكون بسلمية المعارضة , لانه اذا مافعل ذلك فانه يقويهم ولا يضعفهم . ولذلك لايوجد غرابة اذا ماتفتق ذهن النظام عن ابتكار وسائل وادوات غير نظيفة لارغام الاتجاه السلمي على الخروج عن مسار اللاعنف واختيار العنف المضاد (بذريعة تقول ان النظام هوالمسؤول عن ذلك),وهو للاسف فخ يقع فيه الكثير مم يدعون سلمية التغيير (دون ان يدروا) ويتلقفه النظام لتبرير ضربه وسحقه لمعارضي سياسته , الذين يجدون انفسهم- نتيجة تداعيات دراماتيكية -محكومين بميزان قوى جديد يسمح فقط بتداول نظام الاستبداد القمعي (بينهم وبين النظام) لذلك يجب وضع استراتيجيات للعمل اللاعنفي واليات تتناسب معه , ويمكن التطرق لبعض هذه الاستراتيجيات على النحو الاتي :1-مناداة ضمير الحاكم والحوار معه ( لاخوفا منه ) وانماء لاعطاءه فرصة لمراجعة سياساته , فهو انسان قبل ان يكون حاكما , وفي ظروف معينة قد يستجيب لمطالب الناس نظرا لاختلال ميزان القوى ضده , وهذا يجنب البلاد العنف والعنف المضاد وماينجم عنه من ازهاق ارواح وتخريب للبنى التحتيه للبلاد. 2-يجب عدم وضع كل النظام واجهزة الدولة والوزارات والمراكز الامنية التابعة له بالاضافة لمؤيديه في سلة واحدة ,لان ذلك يقوي النظام ويقدم له غذاء اضافيا يعيش عليه وقت الازمات , بينما مصلحة الحراك السلمي هو تفكيك بنية النظام الفاسدة فقط والبقاء على الدولة واجهزتها .3-ان طاقم النظام وبطانته ,واجهزته والموالين له هم انفسهم اجهزة الدولة , التي يتخفى خلفها المفسدون في النظام ,وبالتالي فان المحافظة على سلمية التغيير والاحتجاج يقوي من الاتجاه الوطني النظيف ضمن اجهزة الدولة لصالح الحراك السلمي .4-قد يلجأ النظام ولاسباب براغماتية للتفاوض مع الحراك السلمي بسبب نجاح التيار اللاعنفي , بينما الاتجاه العنفي يقوي استبداد النظام اكثر.بالاضافة الى ان ان خيار العنف المضاد هو خيار خاسر لقوى التغيير الديمقراطي السلمي لان النظام يملك من ادوات العنف ما لايملكه الاخرون . 5-ان وجود قوى اخرى ودولا( لاتقل استبدادا عن النظام )ودخولها(ولحسابها الخاص)على خط المواجهة معه , بالاضافة لاستقواء قوى التغيير السلمي بهذه الدول من شأنه ان يلوث نقاء الحراك السلمي ويقوض الاتجاه اللاعنفي .



#غسان_شجاع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرور الفضيلة
- قوة الحب
- ,وعي قبول الاخر
- جلسة تأمل
- تحرر العقل من منظور جديد
- سيادة النفس بالتجربة الروحية
- التعلق
- السيطرة الخفية
- رؤية لاعنفية
- الروح العارفة
- البروكريستية
- ذنب بالتداعي
- جسدك اداة فاحترمها
- مغالطة المنشأ
- ابناء الغضب
- المحب والرفيق


المزيد.....




- حرب ترامب التجارية: لاغارد تحذر من الانزلاق إلى صراع تجاري ش ...
- -ارتكبوا جرائم من شأنها المساس بأمن الدولة-.. قرار قضائي جدي ...
- مدفيديف يرفض دعوة وزير الخارجية البريطاني لـ-هدنة غير مشروطة ...
- ترامب: تلقينا ردودا جيدة جدا من روسيا وأوكرانيا بشأن وقف إطل ...
- ظاهرة نقص العمالة الماهرة في أوروبا.. كيف يمكن الاستجابة لهذ ...
- الشيباني في العراق.. دعوة لفتح الحدود وتشكيل مجلس مشترك
- -الحياة لا الحرب-.. رسالة نشطاء المناخ من على مدخنة لشركة تص ...
- الإعلان الدستوري.. دستور مصغر للمراحل الانتقالية
- مرشح للرئاسة في الغابون يطالب بمحاكمة -عادلة- لعائلة بونغو
- مصطفى طلاس.. قصة وزير دفاع الأسد الذي أرعب السوريين


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان شجاع - اللاعنف في السياسة