وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 01:20
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
( الحلقة الخامسة )
وجد التحالف مع الإنجليز تعبيره الأخير في حلف بغداد سنة 1955 , وهو التزام جاء خارجاً تماماً عن المشاعر العامة في البلاد سبقته اجراءات قاسية جداً ضد المعارضة .
وكان الارتباط الوثيق مع المشايخ , الذي وجد له رمزاً في زواج الأمير عبد الاله من هيام , ابنة محمد الحبيبي أمير ربيعة , قد انعكس في العناية الفائقة التي أولتها الملكية خلال السبعة عشر عاماً الاخيرة لمصالح المشايخ . وبكلمات آخرى , فإن الملكية , بتحالفها مع المشايخ قد فقدت دورها عن لعب الدور الساعي إلى التوحيد الاجتماعي . و اكثر من ذلك فإنها بالتزامها بنية اجتماعية ريفية حكمت على أكثرية السكان في البلاد بالعيش في أوضاع هابطة , و شكلت بالتالي مانعاً لتطور الاقتصاد العراقي ككل , وبهذا أصبحت عامل للتخلف الاجتماعي .
وهنا لابد من طرح سؤال : كيف استطاع المشايخ و الأغوات المضعفون في العقود الأخيرة من العهد التركي أن يوسعوا ويدعموا في ظل الملكية سيطرتهم شبه الاقطاعية على الفلاحين , وأن يحولوا رجال عشائرهم الذين كانوا يعيشون يوماً حياة حرة إلى اشباه عبيد مشاركين في المحصول في ظل حياة مدينية تزداد نمواً وحكومة مركزية صاعدة ؟
الجواب يكمن في سعي الإنجليز الذين احتلوا العراق سنة 1914 في وقف , أو حتى عكس عملية التحلل العشائري عن طريق المحافظة على زعماء العشائر ودعمهم , ويمكن أن ينسب سبب هذا الدعم ولو بشكل ثانوي إلى الأحكام المسبقة لدى المسؤولين البريطانيين ضد أهل المدن , أو إلى ميل أكثر تميزاً باتجاه إضفاء رومانطيقية معينة على شريحة المشايخ . فقد لاحظ مسؤول سياسي بريطاني – سنة 1918 – أن (( الحفاظ على النظام القبلي لأطول ما يمكن هو الأفضل , وعندما يسقط هذا النظام في النهاية لأسباب طبيعية , يؤمل أن لا يسمح لأي بغدادي وضيع الولادة بالرقص على قبره قبل الأوان وبلا لياقة )) . أما السيدة جيرترود بيل , السكرتيرة الشرقية للمندوب السامي , فكتبت تقول عن المشايخ سنة 1922 : (( أنهم الناس الذين أحب , وإني أعرف كل رئيس عشيرة له قدر ما في طول العراق و عرضه , وأعتقد أنهم العمود الفقري للبلاد ))
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟