محمد المراكشي
الحوار المتمدن-العدد: 4158 - 2013 / 7 / 19 - 20:58
المحور:
كتابات ساخرة
و انت تسمع بهذا المفهوم (النرجسية) ، او المصطلح ،يتسرب الى اعتقادك انه مرض! هي ليست بمرض ،و إنما صيغة من صيغ إلغاء الآخر.. هي القدرة الهائلة لديك بتحييد ذاك الآخر المزعج لمجرد وجوده أمامك أنت الكامل الشامل الوافر الطويل الباع في كل شيء!!
يعتبرها الكثيرون مرضا نفسيا منذ ايام الاغريق و السيد الفائق الجمال (من وجهة نظره طبعا) نارسيس المبجل! لكنها ليست كذلك ،ليست كذلك فحسب!
في البداية يجتاحك الألم النفسي من عدم الرضى عن ذاتك ،فتبحث لك عن مكان تحت شمس الآخرين المعتقد أنهم أحسن منك! وقد يأخذ منك الأمر مسارا طويلا ملتويا يبدأ في واد لتجد نفسك في واد آخر! أو قد تود ان تكون غيرك من نجوم السينما لتجد نفسك في الأخير لاعب كرة!!
مكانك تأخذه بناء على قدرتك الهائلة على تحييد الآخرين.. ذاك هو معيار نجاحك أو فشلك.. وبعد سنوات ،تكتشف أن ذاك الذي أعجب بوجهه الجميل حين رآه في بركة ماء لست أنت..أو في أحسن الأحوال ليس ذاك الذي تمنيت... فتلخبط الأوراق وتعيد نفس اللعبة إلى أن يأخذ صاحب الأمانة أمانته فتريح الناس و الدنيا من إقصائي صغير!!
لو كان بمقدورنا أن ننزع الأقنعة عن كثير من الناس اللاعبين دور البطولة في الثقافة و الفن و السياسة و الرياضة و البيع و الشراء ،لوجدنا أن مجتمعنا مليء بالنرجسيين الذين تقسم الأرض أن امثالهم من يأخذ العالم الآن الى الهاوية!! وقس على العالم عالمك الصغير من مدينتك و قريتك إلى ملاذك الأخير !!
فالنرجسية ،بمعناها عندنا ، لم تعد ذاك الاعجاب بالنفس الذي يفضح الغرام بجمال الذات لدى صاحبها ، بل هي تلك القدرة على إلغاء الآخر ،و الايمان المطلق أنك مركز الكون ،و القدرة التي نسميها "التقزدير" حين ترى أن الآخرين كلهم على خطإ و أنك أنت الصواب فقط!!!
فتنتهي النرجسية ليبدأ جنون العظمة!! مأساة تسلمك لأخرى دون أن تشعر بأن ذاك العظيم الذي تتخيله عن نفسك صار "شخشيخة" تؤثت نكات الناس و تمرر كؤوس الشاي وقت العصر!!
فلا تكن نرجسيا!!!
#محمد_المراكشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟