محمد الكنودي
الحوار المتمدن-العدد: 4158 - 2013 / 7 / 19 - 03:27
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
أكيد أن لكل عصر،ولكل زمن سمته المميزة التي تكسوه زمانيا وجغرافيا،دون أن يعني ذلك عدم وجود خصائص أخرى.. أقل بروزا وأضعف تأثيرا.تظهر داخل نفس العصر،هنا أو هناك.وأكيد أيضا أن هذه السمة/الفكرة تلقي بظلالها وتأثيرها على كل الميادين،اقتصادية وسياسية وثقافية.. فعصر الاصلاح وعصر الانوار وعصر التقدم.
الزمن الذي نعيشه له هو أيضا سمته المميزة ،ولعمري إن التفكير في واحدة من السمات دون غيرها سيكون مجانبا للصواب،وذلك أن خصيصة " التنوع" هي التي ستجد مستقرا لها بالذهن.. عند نهاية المطاف.فهل هو زمن الديمقراطية أم زمن الارهاب؟ زمن المجموعات البشرية المتدافعة أم زمن القوميات الوطنية؟ زمن الصمت أم زمن السلطة الرابعة؟زمن الزيف أم زمن صناعة الرأي العام؟ زمن النسبية أم زمن الايقين؟.
الزمن الذي نعيشع زمن التنوع.فليست هناك حقيقة واحدة بل هناك أوجه متعددة للحقيقة،في وقت تعددت فيه الابحاث والدراسات واختلفت فيه الدوافع،واختلطت فيه المصالح وتداخلت فيه الغايات.زمن يختلف كليا عن الزمن الذي سبقه.زمن بدأ بسقوط افكار كثيرة،وحلت محلها أفكار أخرى.وتطور بسقوط مدن وسقوط رجالاتها.
حقا إنه زمن السقوط .. سقوط الديكتاتوريات والانظمة الطاغية.سقوط اقنعة الوجوه المنادية بالديمقراطية،سقوط الحقائق العلمية والاجتماعية.سقوط المدن الحضارية القديمة،سقوط الاحلام الكبيرة عن الوطن والمستقبل،سقوط الرجالات الكبيرة الني أضاءت دروب البشر في كل المعمورة قتلا او نفيا.
لكن من ينظر الى واقعنا المحلي،ضمن التاريخ المعاصر.. في مناخ عالمي بهكذا سمات.يجد أن كثيرا من الافكار التي عشعشت - منذ زمن - في أذهان بعض ساستنا (أي الذين يحترفون السياسة) وعديد الممارسات التي قاموا بها،يجد أن تلك الافكارقد اثبت الواقع والتاريخ - وهو العنصر الفاصل في الخلاف الفكري- عدم صدقتيتها.. وأن تلك الممارسات المشينة لم تعد تنسجم مع أطروحاتهم الجديدة التي يدعونها،كتكتيك جديد.ورغم ذلك فهم لا يضيعون فرصة سانحة إلا ويستعملون كل ثقلهم ويصرون على صحة تلك الافكار الايلة للسقوط ويزيدون في تلك الممارسات غير آبهين بالاصوات المتعالية التي تنكر عليهم ذلك.ولا معتبرين بالامثلة التي تطلع علينا صباح كل يوم.
ومع ذلك فلا يسعنا إلا أن نقول :إن غدا لناظره قريب.
#محمد_الكنودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟