أحمد دادالي
الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 21:51
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
في كوباني لن ينسى أهلها ذلك التاريخ 19 من تموز عام 2012 , فمنها بدأت الشرارة الأولى , منها بدأت انبعاثة كرد غربي كردستان من جديد , هذا الجزء من كردستان لطالما قدم كل غال ونفيس في سبيل تحرر الأمة الكردية في عموم كردستان , كوباني التي لها باع طويل في المقاومة وميراث كبير من التضحيات ضمن حركة التحرر الكردستانية , مجّد أبناؤها اسمها بالتضحية والدم لأجل التحرر , شيلان , صادق , دجلة و روكن اقترن أسم هؤلاء الأبطال والقياديين بكوباني .
19 من تموز عام 2012 كان يوم انبعاث الكرد من جديد في هذا الجزء , بعد أن كانت سلطة البعث قد حاولت بكل طاقاتها -وبالأخص عبر مؤسستها الأمنية- تجريد الشعب الكردي من ثقافته وكيانه , والعمل على صهره في بوتقة العروبة من خلال المشاريع والخطط , وإصدار القوانين التي تستهدف الشعب الكردي منذ أن استولت على الحكم في سوريا بعد العام 1963م , بدء من مشروع الحزام العربي الذي يهدف إلى إخلاء منطقة الجزيرة الكردية من سكانها الكرد وإعادة توطين عرب الغمر بدل منهم في إطار سياسة التعريب على الكرد التي انتهجتها الدولة بعد الوحدة مع مصر عام 1958م , وآخرها كان المرسوم التشريعي رقم 49 للعام 2008م وهو أحد نتائج سياسة التمييز العنصري بين المواطنين في دولة البعث , ذلك المرسوم كان يهدف إلى منع حق التملك والبيع والشراء والاستئجار والرهن في المناطق التي صنفت بالحدودية -يقصد بها منطقة الجزيرة في محافظ الحسكة شرقا وصولا إلى عفرين في شمالي حلب غربا- , هذا عدا الحرمان الكلي من الحقوق الذي طبق على الكرد في حرمانهم من أبسط حقوقهم التي تصونها كافة المواثيق الدولية مثل وثيقة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
نعم هنا ومن كوباني بدأت ثورة الكرد ومنها انتقلت إلى المناطق الأخرى من غربي كردستان , ضد سلطة البعث الحاكمة , تم فيها تجريد الفروع الأمنية المتعددة من سلطاتها والعمل على وضع حد لسطوتها , وتجريدها من نشاطها في المناطق الكردية , فأصبح رؤساء الفروع الأمنية مع عناصرهم ومدراء المناطق الأمنيين والمتنفذين من البعثيين في مؤسسات الدولة وكأنهم في المعتقل , لا يملكون حتى حرية التنقل والا اعتقال أحد ولا استجواب أو التحقيق مع أحد , فلا يقدمون ولا يؤخرون , ولا حول لهم ولا قوة إلى أن تم طردهم بشكل نهائي.
وانتقلت إدارة المناطق الكردية إلى الكرد أنفسهم , عن طريق مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي تقدمت به حركة المجتمع الديمقراطي في غربي كردستان TEV DEM والذي كان الفضل في تطبيقه بالدرجة الأولى إلى المؤسسات المنضوية تحت لواء TEV DEM , المشروع الذي كان قائم على تشكيل مجالس منتخبة في كافة المناطق من مدن وبلديات وقرى غربي كردستان , وتكون شؤون إدارة المناطق موكلة إلى تلك المجالس ولجانها المنبثقة عنها , وهذه الخطوة إن قيمناها وقمنا بقياسها حسب المفهوم الغربي للديمقراطية , فهي تكون من ارقى الخطوات الديمقراطية قياسا بالوضع الاستثنائي في المنطقة , مشروع يستند على حكم الشعب نفسَهُ وبنفسِهِ , وهكذا صار أفراد منتخبون من الشعب هم من يديرون أمور المجتمع , وليس كما عهدنا إدارة المناطق في ظل حكم البعث , عندما كانت الدولة هي من تفرض رجالها على المجتمع وتتسلط عليه , خطوة لم يكن فيها أي شيء من الفرض , بل شعب ينتخب بحرية وتنبثق عن تلك الانتخابات والناجحين فيها إدارات يديرون أمور مناطقهم , خطوة قد تكون اجتازت الديمقراطية الغربية في آلية تنفيذها والعمل بها , وإن بقاء غربي كردستان في وضع آمن قياسا بمناطق أخرى من سوريا , وبقاء القدرة على مزاولة الحياة اليومية والنشاط الصناعي والتجاري في غربي كردستان , لهو دليل على نجاح هذا المشروع في ظل الظروف الاستثنائية والصراع الدموي الذي ما زال قائما بين النظام الحاكم والمعارضة على السلطة في عموم سوريا.
هذه الانبعاثة القائمة على الإرادة الحرة للشعب , لم تكسر قيد سلطة الدولة فحسب , بل قد هزلت عنجهية الرأسمالية التي هي من رسمت حدود الدول القائمة في الشرق الأوسط وفق اتفاقية سايكس بيكو 1916م حيث كان التقسيم الثاني الذي جرى على كردستان من بعد التقسيم الأول بعد معركة جالديران 1514م , على أن لا يكون للشعوب الحق في تخطيها أو تجاوزها , وهي بذلك عدا أنها كسر لسلطة لدولة وإحلال إرادة المجتمع مكانها , فهي كسر لعنجهية الرأسمالية التي كانت ومنذ نشأتها تتغذى على استعباد الشعوب وفق ما تراه هي مناسبة لهم , وليس وفق ما تريده الشعوب , ومنها أنها رسمت جغرافية الدول وجعلتها سجنا للشعوب الأصلية , وفرقت بذلك بين الشعوب من خلال حدود مصطنعة لدول نشأت برغبة من الدول الاستعمارية التي كانت متسلطة بالقوة على أغلب أقاليم العالم الشرقي - كردستان والدول العربية , الكوريتان , الهند وبنغلاديش - وبذلك صارت الشعوب لا حول لهم ولا قوة تحت وصاية الدول التي رسمتها الدول الاستعمارية سابقا , التي صارت حاكما على رقاب الشعوب , وفرقت بين أبناء الشعب الواحد في دولتين أو أكثر , وأصبحت الدول الناشئة تحمي ثلة من المتنفذين والحاكمين , وتتسلط على رقاب الشعوب.
نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية قد كسر مفهوم سلطة الدولة , وأكد هذا المشروع أن الشعوب تستطيع أن تفرض إرادتها وتتخلص من سطوة الدولة على رقابها , والكرد في غربي كردستان قد برهنوا على ذلك ضمن ثورتهم.
وعن طريق مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية ,وقدرة الكرد على إدارة مناطقهم , فقد كانت انبعاثة من بعد ركود , بعد الاضطهاد القومي الممنهج الذي مرّ على الشعب كردي طيلة أكثر من 4 عقود , ثار الشعب الكردي ليعيد أصالة الثقافة الكردية , بعد أن كان التعريب قد فعل فعله , انبعاثة للغة والفن والثقافة الكردية بعد أن كانت كلها في خانة الممنوع من الاقتراب منه , والكل يعلم أن تعلم اللغة الكردية كان يعرض المتعلم والمعلم إلى الاعتقال والسجن في غياهب زنازين فروع النظام الأمنية , فبدأت الانبعاثة باللغة أولا والعمل على إحيائها , ولمؤسسة اللغة الكردية في غربي كردستان SZK ومؤسسة الثقافة والفن TEV Ç-;-AND الفضل الأكبر في تلك الانبعاثة الثقافية وإعادة إنعاشها , فبدأت مؤسسة اللغة بافتتاح مدارس اللغة الكردية وتعليمها في عموم مناطق غربي كردستان , بدء من الصباح وانتهاء بغروب الشمس دون كلل أو ملل
ولأول مرة فقد وصل أبناء غربي كردستان إلى إمكانية فرض نفسهم عسكريا لحماية أنفسهم , وليس كما كان يقال عن الكرد فيما مضى بأنهم جنود جيدون لمستعمريهم , وأثبت الكرد عسكريا أنهم قادرون على أن يحموا أنفسهم من أي جهة تحاول النيل مرة أخرى من الكرد في غربي كردستان عبر تنظيم أبناء غربي كردستان لأنفسهم في تنظيم عسكري هو وحدات الحماية الشعبية YPG وصار مبدأ الجوهري لتلك الوحدات هو حماية الكرد وكافة القوميات الواقعة في حدود غربي كردستان من أي خطر عسكري قد يتعرضون له ومن أي جهة كانت , وهذه القوة ليس فيها خطر على أي من المكونات الأخرى الموجودة في المنطقة , لأنها لا تستند إلى مبدأ الهجوم أو التعدي على أحد , بل تستند إلى مبدأ الدفاع المشروع عن الذات في حال تعرض أبناء الشعب الكردي في غربي كردستان أو أي من القوميات الأخرى لاعتداء مسلح , وهذه الوحدات رغم صغر عمرها وقلة إمكاناتها , فقد أثبتت قدرتها على أنها قادرة على إتمام المهمة التي أعلنت عن نفسها لأجلها , أثبتت ذلك لشعبها وأثبتت ذلك لأعدائها من خلال مقاومتها في مدينة سري كانيه ضد المجاميع المسلحة التي اعتدت على المدينة وأرهبت سكانها , واستطاعت أن تحافظ على سري كانيه من إرهاب أولئك المسلحين , وهزمتهم شر هزيمة , وقبل عدة أيام وقبل أن تدخل ثورة 19 من تموز عامها الأول , فقد طردت كل المسلحين المتواجدين في سري كانيه , لا بل وهي على إصرار أن تصفي منطقة الجزيرة الكردية من المجاميع المسلحة الغريبة عنها , والداخلة بقوة السلاح إلى أرضنا مخفين إرهابهم تحت عباءة الثورة ومقاتلة النظام السوري.
معارك سري كانيه كانت لها معانٍ كثيرة وأثبتت العديد من الأمور , فهي لم تكن عدة هجمات قام بها مسلحون على مدينة من المدن الكردية , بل كانت حربا تهدف غلى وضع شرخ بين المناطق الكردية و السيطرة عليها وضرب المكاسب الكردية شيئا فشيئا , لقد كانت بالنسبة للكرد معركة الوجود والبقاء أو عدمه وعودة الكرد للعبودية , فلو انتصرت المجاميع المسلحة المرتزقون لكانت كانت سري كانيه ستُحتلّ مرة أخرى ,ولن يقف الأممر عندها , بل ومن بعدها يأتي دور أخواتها من المدن الكردية في منطقة الجزيرة الكردية ولم يكن مجيئ الدور على كوباني وعفرين بعيدا منهم , وهذا ما اضطر بعض الأطراف السياسية الكردية التي لم تكن ما زالت قد اعترفت بشرعية وحدات الحماية الشعبية YPG إلى الوقوف بجانبها والمقاومة معها ضد المرتزقين , وبانتصار الكرد في سري كانيه والحفاظ عليها , فقد استعاد الكرد ثقتهم بأنفسهم وصاروا مقتنعين أنهم بإرادتهم الحرة والمنظّمة وبوحدة صفهم يستطيعون الدفاع عن أنفسهم وعن أرضهم , وبإمكاناتهم الضئيلة مقياسا بمقدرات من اعتدى على سري كانيه , ومن جهة أخرى فأعداء الشعب الكردي أيضا وصلوا إلى قناعة أن الشعب الكردي التّواق إلى التحرر والذي له ميراث كبير في التضحية والمقاومة في العصر الحديث , لن يستطيع أحد مرة أخرى استعباده , مهما بعثوا من المرتزقين إلى الكرد ومهما كان دعمهم المادي من عدة وعتاد للمرتزقين كبيرا.
والدور الأهم الذي لا يجب أن أغفل عنه , هو دور المرأة الكردية في هذه الثورة , فالمرأة الكردية كانت عنصرا فعالا ورئيسيا في ثورة 19 تموز , لا بل لقد وصلت إلى مستوى القيادي فيها أيضا , وهي في هذه الثورة قد كسرت القيد المفروض على المرأة الشرقية , وأكدت أنها إن كانت صاحبة إرادة حرة فهي قد تضاهي الرجل بأفعالها , وفي ثورة 19 تموز قد وصلت المرأة إلى مرحلة متطورة من النضال , أمكنها من أن يكون لها كيان خاص بها عبر رص صفوف النساء ضمن المجتمع ضمن تنظيماتهن النسائية الخاصة بهنّ والمستقلة عن الرجل –اتحاد ستار مثالا- , وهذا ليس ابتعاد عن الرجل أو تجريدا له او انزواء عنه , بقدر ما هو إرادة لأن يحمل كل منهما مهامه ويقوم بواجبه حسب خصائصه والدور الملقى على عاتقه في النهوض بالمجتمع ككل , وأيضا فقد استطاعت المرأة الكردية أن تقوم بقفزة نوعية في تاريخ نضالها تكللت بقرارها بحمل السلاح في صفوف وحدات حماية المرأة YPG , وما أبدته المقاتلات الكرديات من مقاومة عن الأحياء الكردية في حلب , لهو دليل على أن المرأة ليست أقل شأنا من الرجل في كافة الميادين , وإن المعنى الأكبر لهذه القفزة هو أنها ثارت لنفسها ولكيانها المطالب بالتحرر , فتمردت المرأة على العقلية والعادات البالية التي كانت باقية بين المجتمع الكردي , وتمردت أيضا على المجتمع الشرقي الذي كان لا يسمح لها حتى بالخروج لو أنها ليست مغطاة الرأس وهذا يعتبر قفزة جوهرية وسريعة في تاريخ تحرر المرأة ونضالها ضد كافة أشكال التمييز بحقها.
ثورة 19 تموز 2012 في غربي كردستان جاءت بعد الثورة السورية عام 2011 , وفيهما شيء من التشابه في البدايات , واختلافات جوهرية في النهايات.
فكلاهما بدأتا بشكل سلمي , ولكن فقدت الثورة السورية سلميتها لتتجه إلى التسلح وصراع على السلطة مع النظام بعد أن كان الصراع لأجل الحرية , ولو أن سطوة وقمع الجيش والفروع الأمنية هو كان السبب الرئيسي لتسلح الثورة , لكن ليس هناك ما يبرر الاتّباع العمياء بعد التسلح للأجندات الخارجية الداعمة للسلاح , أما ثورة 19 تموز فقد حافظت على سلميتها حتى بعد أن أصبح الكرد يملكون قوة عسكرية ( YPG ) لم يحاول الكرد أن يكونوا معتدين على أي طرف طالما بقيت الأطراف بعيدة ولا تتعدى على الكرد وحافظت المقاومة المسلحة في غربي كردستان على جوهرها –عدم التعدي على أي طرف والدفاع عن الشعب من أي تعدي- وابتعدت عن الصراع لأجل السلطة.
الثورة السورية انحرفت عن مسارها الوطني ومصلحة الوطن وصارت أداة تعمل لأجل مصالح اقليمية ودولية , وأصبح الكثير من ثوارها وممثليها السياسيين تابعين لأجندات الدول اقليمية أو الغربية , فجماعة الأخوان المسلمين تأخذ أوامرها من قطر , والمتشددون يعبرون من تركيا إلى الأراضي السورية وتقدم لهم كل الدعم اللازم وبذلك يصبحون مضطرون لإرضائها وهذا ما أكده السيد أحمد معاذ الخطيب بعد استقالته من الائتلاف وهو كان في أعلى القمة الهرمية للائتلاف , فقال في مقابلة مع قناة الجزيرة الانكليزية : "السعودية وقطر تتدخل في الثورة السورية وهذا الأمر مفضوح" , عكس الثورة 19 تموز التي بقيت وطنية ولم تنجر فيها إلى أية أجندات خارجية , وتشكل من بعد الثورة الهيئة الكردية العليا الممثلة الشرعية للكرد في غربي كردستان التي لم تربط مصيرها ومصير شعبنا بأي دولة كانت ممن تدخلوا بشكل سافر في الثورة السورية , موكدة أن ساحة الوطن هي التي يجب ان يناضل فيها المطالبون الحرية , وليس المطالبة بما يملا عليهم من الغير , وأن أبناء الوطن هم فقط من لهم الحق في تقرير مصير مصيرهم.
وبعد أكثر من عامين على الصراع في سوريا بين المعارضة والنظام فقد أخذ الصراع في سوريا منحىً آخر هو الأخطر من نوعه ألا وهو الطائفية والمذهبية , فقد تلا ظهور تنظيم جبهة النصرة السني الذين جاؤوا لينضموا للثورة , ظهور مقاتلي حزب الله الشيعي اللبناني وأقحموا الطائفية في الثورة لتصبح فوضىً عارمة , وصار القتل على أساس طائفي وهو هو أساس المعارك في سوريا , هنا بقي الكرد على مبادئهم المنادية بتآخي الشعوب والعيش المشترك مع مختلف القوميات والطوائف , وقدرة الكرد على حماية أرضهم فهم بذلك يحمون كل المتواجدين على أراضي غربي كردستان , فيحمون المسيحي والآشوري والعربي والكنيسة والجامع أيضا , وللكرد الفخر بأنه لم تسجل أي حادثة طائفية في مناطقهم , وهذا أيضا جزء من الوجه المشرق لمشروع الكرد الذي يمكن للكل أن يحتذي به.
وهكذا فقد ثار الكرد في 19 تموز 2012 بشكل سلمي ولم ينجروا إلى الصراع لأجل السلطة ولم يقتلوا بدوافع طائفية , وحصلوا على حريتهم بثورتهم , واستطاعوا أن يجعلوا من أنفسهم قوة عبر التنظيم , وصار لهم مكانة لدى أصدقاء الكرد وانتزعوا احترام الأعداء بهذه القوة , وهي حقيقة معروفة في تاريخ الثورات التي تقوم بها الشعوب أن الشعوب لا تترك حريتها ومكاسبها بعد وصولها إليها , وتدافع عنها بأغلى الأثمان والكثير من الأنفس املا في بقائها و ويبقى هذا مقالا ولن يفي بحق ثورة 19 , فهي ثورة تحتاج إلى الكثير من الدراسات , وكشف خصائصها , والبحث فيها , لكي تكون مثالا يحتذى به من قبل الشعوب الأخرى التواقة إلى التحرر.
#أحمد_دادالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟