|
الثورة السورية - المنعطف والمسار
علي مسلم
الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 18:40
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
وسط هذا الغموض المفرط والذي يكتنف الواقع السوري خصوصاً من جهة الثورة وتداعياتها والتي حققت مكاسب وانجازات هامة من جهة تحرير الجزء الأكبر من الأراضي السورية وتعدد الجهات الإقليمية المؤثرة في ترجمة نتائجها وما يدور من رحى حرب غامضة والذي أخذت شكل لحرب عالمية إستخبارية في السر والعلن في آن معاً، وسط ضبابية الطروحات وغياب واضح لأي مشروع وطني قادر على إستقطاب كل المكونات السورية والتي بقيت تنتظر كل هذه المدة الطويلة وفشل المشروع السياسي الذي قاده الإئتلاف الوطني نتيجة تشتت ولاءاته بين عدة جهات إقليمية ودولية والسيطرة شبه الكاملة للأطراف الإسلامية المتشددة على منابع الثروة الوطنية من بترول وواردات المعابر الحدودية والمخزون من الحبوب والأقماح والدقيق والمطاحن والتلميحات التي تصدر عنها بين الفينة والأخرى والتي توحي بشكل جدي للبدء ببناء إمارات إسلامية بدءاً من الشمال السوري المحرر والذي يعتبر كمقدمة لإجهاض أي مشروع وطني سيظهر لاحقاً عبر صمت لافت من جانب السلطة التي فقدت نفوذها في تلك المناطق حيث أربكت المعارضة المسلحة في اغلب الجبهات والمناطق المحررة والتي ما زالت تعيش أزمتها كونها فشلت في تكوين نواة جيش وطني حقيقي ، إلى جانب فشلها في بناء المؤسسات المدنية وإدارة المناطق المحررة وبالتالي ابتعدت عن مسألة الحسم العسكري في أغلب الجبهات وفقدانها للجزء الأكبر من حاضنتها الشعبية مما يبقي الوضع على حاله في المنظور القريب كونه يعرض الوضع الوطني العام إلى المزيد من الانقسام والتشرذم ويضاعف من تأثير الأزمة على المواطنين في جانبه الاجتماعي والمعيشي ، كل هذه العوامل مجتمعة خلقت شعوراً سلبياً خصوصاً لدى المكونات السورية المعنية بالثورة ومفاعيلها وباتت تبحث عن مخارج ذاتية للتخفيف من تأثير حالات القلق المتكونة لديهم خصوصاً في الوسط السياسي الكردي كونها عانت من تبعات وتركات مماثلة في عشرينيات القرن الماضي بعيد انهيار الامبراطورية العثمانية والتي غيبت أي شكل من الحضور الكردي في خارطة سايكس _ بيكو حينها والتي أقرت بذلك في سيفر 1920 وسرعان ما تخلت عنه في لوزان 1923 واعتقد أن ما يفكر به الأكراد يفوق في إسقاطاته مسألة الحلم القومي الكردي ويدركون في نفس الوقت مسألة التردد الأوربي في الحفاظ على الخارطة الشرق أوسطية الموجودة حفاظاً على الاستقرار العالمي (يقول الكاتب الامريكي غابرييل شينمان في دراسة له بهذا الخصوص أن الخريطة السياسية لمنطقة الشرق الأوسط عام 1930 تبدو متطابقة تقريباً للخريطة ذاتها عام 2013 في نظر الغرب إن لهذه الحدود حرمتها وقدسيتها إلى درجة أن الأمريكيين والأوربيين سفكوا الدماء كي لا تتغير والتدخل الغربي في سوريا قد يكون لهذا السبب وبالرغم من الثورات الجارية والتي تمزق النظام الجديد في الشرق الأوسط فإن واشنطن وباريس ولندن وموسكو متفقة وملتزمة بالدفاع عن الوضع الراهن) يعود ويقول الكاتب في نفس السياق على أوربا بالذات أن تنظر إلى تطورها الجيو- سياسي للاسترشاد إذ عُرف تاريخ أوربا الحديثة بظهور تدريجي لدول من قومية واحدة برزت من رماد الإمبراطوريات المتعددة الأعراق، هذه العملية التي اعتمدت حق تقرير المصير أدت في النهاية إلى أطول فترة سلام في تاريخ أوروبا (…) واضعة هذا في الاعتبار بأن على الدول الأوروبية أن لا تقف في طريق (بلقنة الشرق الأوسط)”، خصوصا أن أحد المراقبين المخضرمين قال: “إن أسطورة الدولة العربية القوية والمتماسكة، انتهى عمرها”. بناءً على ما تقدم أرى لزاماً على ممثلي الحركة السياسية الكردية البدء جدياً للسير نحو بناء مشروع سياسي قومي كردي يجمع كل طاقاته وإمكاناته في بوتقة واحدة بغض النظر عن التجاذبات السياسية وحالات التناحر الموجودة واعتقد أن بوادر هذا المشروع بدأ يلوح في الأفق الكردي خصوصاً لدى النخبة المتنورة والغيورة عبر الدعوة إلى مؤتمر وطني كردي يستوعب جميع التيارات السياسية والفكرية والمهنية يتم عبرها انتخاب ممثلية حقيقية ( برلمان كردي ) تقود المرحلة الإنتقالية وصولاً إلى بيئة إنتخابية حقيقية لإدارة المناطق الكردية وفق صيغة يتم الاتفاق على شكلها بحيث تكون وطنية الطابع ولا تتعارض مع التطلعات الحقيقية لباقي المكونات السورية الدينية منها والقومية وارى أن مسودة المشروع الذي طرحه موقع كورد ستريت للنقاش هو أفضل مشروع سياسي يمكن البناء عليه كونه يبدو أكثر مرونة ويستوعب في جانبه النظري كل المكونات الفكرية والسياسية إلى جانب دعوته لتشكيل قوة عسكرية غير حزبية يستقطب كل الحالات الموجودة ويضع حد لتطرف حزب الإتحاد الديموقراطي الذي تمادى في غيه المفرط خلال الأشهر الثمانية والعشرون الماضية من عمر الثورة
علي مسلم – عضو اللجنة السياسية لحزب ازادي الكردي في سوريا سوريا – المناطق المحررة في 18/7/2013
#علي_مسلم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإمبراطور عارياً
-
الحركة الكردية خلفاً سر- مساهمة في فهم الثورة
-
جنيف 2 - هل يمكن دفن الخلافات السورية - السورية ؟
-
بدلاً من البيانات عوضاً عن التصريح
-
نحو جمهورية سورية الاتحادية... وجهة نظر كردية
المزيد.....
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|