أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وفاء داود - الحركات الاحتجاحية في مصر بعد الثورة














المزيد.....

الحركات الاحتجاحية في مصر بعد الثورة


وفاء داود

الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 04:05
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


إن دراسة الحركات الاجتماعية في العالم العربي لا تزال محدودة حيث لم تستوعب التغييرات التي حدثت في الفترة الأخيرة، كما لم تحظ الحركات الاحتجاجية باهتمام أكاديمي كافي لاسيما من جانب باحثي العلوم السياسية، وتُرك هذا المجال لباحثي العلوم الاجتماعية مما أدى إلى أن احتلت دراسة الحركات الاجتماعية مكانة هامشية في علم السياسة، ولم يقتصر ذلك على الحالة العربية فحسب ففي أمريكا نادراً ما تتضمن صحف العلوم السياسية الرئيسية عمل عن الحركات الاجتماعية وتُترك القضية لعلم الاجتماع رغم أنها من أهم الحقول الفرعية البارزة في علم السياسة.
وفي أوربا، على الرغم من أن دراسة الحركات الاجتماعية تسيطر على علم السياسة إلا أنها تُطرح في نقاط ثانوية كمحاور في تناول موضوعات فرعية مثل تناول موضوع التطرف السياسي، ويرجع ذلك إلى ظهور الحركات الاجتماعية كفواعل بدون تأثير تعمل في هامش علم السياسة في تلك الفترة، لكن مع تصاعد الدراسات التي تتناول الموجات الرئيسية للديمقراطية وصعود قيم سياسية جديدة تصاعدت أهمية الحركات الاجتماعية وأخذت مكانة بالغة الأهمية داخل علم السياسة.
ومع التغيرات السياسية الجسيمة التي تمس حياة المواطنين في مصر لاسيما بعد الزخم الثوري والحراك السياسية والاحتجاج الجمعي بعد ثورة الـ25 من يناير، انتشرت الحركات الاحتجاجية على نطاق واسع، وظهرت أنماط جديدة ومستجدة على المجتمع المصري لا سيما في الذكرة الثانية للثورة، مما دفع الباحثين للتساؤل حول هذه الحركات خاصة مع استخدمها الأساليب العنفية غير التقليدية.
وفي إطار تأطير مفهوم الحركات الاحتجاجية نجد أن المعني العام لكلمة حركة Movement يشير إلي سلسلة الأفعال التي يقوم بها عدد من الأفراد لتحقيق هدف معين. ولقد أوضح ريموند وليامز في مؤلفه الشهير الثقافة والمجتمع أن مفهوم الحركة هو أحد المفاهيم الاستراتيجية في العلوم الاجتماعية والذي يمثل وسيلة لاكتشاف طبيعة التغيرات المادية والثقافية التي تطرأ علي أي مجتمع من المجتمعات. وتوالت الإسهامات إلى أن تبلور مفهوم الحركة الاجتماعية Social Movement لكي يشير إلي دراسة التغيرات الراديكالية التي تشهدها الأبنية الاجتماعية والسياسية في المجتمع.
نظرة تاريخية تراثية تحتل أهمية خاصة بالنسبة لدراسة الحركات الاجتماعية. كما ظهرت اسهامات الباحثين في تأصيل مفهوم الحركات الاجتماعية ويُعد لورانز فون شتاين Lorenz Von Stien من المفكرين الرواد الذين قدموا تعريفاً علمياً لمفهوم الحركة الاجتماعية وذلك في مؤلفه ""تاريخ الحركة الاجتماعية في فرنسا من 1789 إلى 1850" والذي نشر لأول مرة عام 1850، حيث عرف الحركة الاجتماعية بأنها محاولات البروليتاريا اكتساب القوة الاقتصادية والسياسية، موضحاً أن "المصلحة هي جوهر كل تفاعل إنساني ومن ثم كل حركة اجتماعية هي أساس المجتمع". بينما أوضح رودولف هيبرل أن الحركة الاجتماعية تهدف على إحداث تغييرات راديكالية في النظام الاجتماعي العام وخاصة في مجالات توزيع الثورة وعلاقات العمل، وبالتالي فقد وسع المفهوم الذي قدمه شتاين ليشمل حركات الفلاحين والحركات الوطنية والفاشية.
وفي هذا السياق، أشار سومبارت W.Sombart إلى الحركة الاجتماعية على أنها تصور لكافة محاولات البروليتاريا من أجل تحرير نفسها . أما فريديناند تونيزF.Tonnies فقد استخدم تصوراً آخر هو التجمع الاجتماعيSocial Collective، وهناك من يعرفها بأنها ذلك الجهد الموحد والمتصل الذي يقوم به مجموعة من الأفراد لتحقيق هدف أو مجموعة من الأهداف المشتركة بين أعضائها وقد يكون معناها أكثر تحديدا ليدل على الجهد الذي يتجه نحو تعديل أو ابدال أو هدم نظام اجتماعي قائم. وهناك من عرف الحركات الاجتماعية بأنها "جماعة من البشر يجمعهم الاقتناع بمجموعة معينة من المعتقدات، حيث أنها بمثابة آلية تعكس مؤشرات الاحتقان ومقدمات السخط الشعبي نتيجة إحباط وخيبة أمل وتعبير محاولة للبحث عن بدائل للعملية السياسية برمتها، حيث تشير الحركة الإحتجاجية إلى توافق جماعة من الناس تعمل على إحداث التغيير الاجتماعى والسياسى كليا أو جزئيا فى نمط القيم السائدة والممارسات السياسية وذلك بين المواطنين الذين يجدون فى الحركة تجسيدا لمعتقداتهم ونظرتهم للوضع الاجتماعى المنشود، ويمكن تعريفها بأنها جزءاً أكبر من عملية التحديث بالإضافة إلى أنه تعبر عن الحس الاجتماعى أكثر من كونها تعبير عن أزمة اجتماعية لأنها فعل رشيد من الجماعات المستبعدة لتحقيق نتائج سياسية معينة. وتشير معظم الدراسات إلي أن الحركة الاجتماعية تسعي إلي إحداث التغيير الاجتماعي من خلال جماعات من الأفراد، وعادة ما تقوم ضد الحكومات.
ومن خلال التعريفات السابقة يمكن القول أن الحركات الإحتجاجية عبارة عن تنظيم اجتماعي له هياكله ومؤسساته التنظيمية ويهدف الى تحقيق أهداف محددة سواء بالطرق السلمية أو اللاسلمية وتمثل مجموعة منظمة تعبير عن حالة من الغضب العام التى تسود في المجتمع أو فئة معينة داخل المجتمع وغالبا ما تكون هذه الفئات المهمشة داخل المجتمع والتى لا أحد يسمعها مما يجعلها تعبر عن هذا الغضب بطرق سلمية من خلال تشكيل إضرابات وإعتصامات وتجمهر أو طرق لاسلمية عنفية مثل حرق أو قطع الطرق من أجل التعبير عن مطالبها ومطالبة الحكومة بتنفيذها.
وعن آليات تواصل الحركات الاحتجاجية، فقد اتفق جمهور من الباحثين على أن الحركات الاجتماعية تعتمد بشكل كبير علي أدوات الاتصال والتكنولوجيا الحديثة، وتوظيف الاعلام البديل مثل رسائل المحمول، والبريد الإلكتروني، والمدونات والفيس بوك كوسائل للتعبير كآليات رئيسية للتعبئة والحشد والتنظيم.
وعن مراحل وأنواع الحركات الإحتجاجية الجديدة وأنواعها وآلياتها سيكون موضوع المقال القادم بإذن الله.
يتبع



#وفاء_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركات الإحتجاجية الجديدة: المراحل والوظائف
- افتكاسات ديمقراطية على الطريقة المصرية
- هل تسير البرتغال على الطريقة المصرية
- هجين الإنقلاب العسكري: كيفية تدشينه وإسقاطه
- هجين الإنقلاب العسكري


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وفاء داود - الحركات الاحتجاحية في مصر بعد الثورة