|
لقاء صحافي مع الباحث وخبير المياه في الشرق الأوسط السيد صاحب الربيعي
صاحب الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 1190 - 2005 / 5 / 7 - 11:05
المحور:
مقابلات و حوارات
أجرت الجمعية الدولية للمترجمين العرب لقاء صحافي مع الباحث والخبير بشؤون المياه في الشرق الأوسط السيد صاحب الربيعي، ونشر اللقاء على بوابة الجمعية تحت عنوان ضيف الجمعية لشهر أيار 2005. ووجهت الجمعية 14 سؤالاً للباحث تناولت من خلالها حياته ومسيرته العلمية وطموحاته المستقبلية وآراءه في الترجمة وإشكالية التداول للمصطلح وسُبل الحل في الوطن العربي.....وغيرها. س1: هل لك أن تحدثنا عن حياتك ودراستك؟. غادرت العراق في العام 1977 بعد اشتداد الاستبداد والاضطهاد إلى بيروت عاصمة الحرية والأحرار. سحر المدينة وجمالها وبحرها الدافئ، خفف عني وحشة الغربة. هناك التقيت مجموعة من الشباب الحالمين مثلي في تغيير العالم، وإحلال قيم العدالة والمساواة بدلاً من قيم الشر الكاسحة أرجاء العالم. وكان كل منا يتأبط كتاباً يستدل من خلاله طريق النضال، وبعد حين تأبطنا السلاح رغماً عنا كوسيلة تبرر الغاية لتغيير العالم!. كانت الطائرات الإسرائيلية تسقط حًّممها على بيروت، وشظايا تلك الحمم تشعل في دواخلنا حريق الأسئلة! منًّ المسؤول عن هذا التردي العربي؟ منًّ نحن وماذا نريد؟ كيف سنوقف هذا النزيف للدماء العربية؟ تزاحمت في رؤوسنا الكثير من الأسئلة الصعبة التي فاقت أعمارنا وتجاربنا، وكانت تداولاتنا واقتراحاتنا تهزم أمام أول تصريح أو قرار تتخذه القيادات والفعاليات السياسية العربية. وأتخذ كل منا طريقاً، فطارت إحدى ملكات النضال كالنورس عبر الحدود لتدك بجسدها الملغم تجمعات العدو. واصطادت كواسر العدو البعض الأخر، وبدأت أحلامنا تتبخر، وهزمنا (شباب وشابات) نبحث عن مأوى يستر انكساراتنا وضياعنا وينقذنا من جور وعُسف قيادات انتهازية تاجرت بأحلامنا ومشاعرنا. وضاقت صدورها بمطالبنا وهواجسنا وعنفوان الشباب المغامر الباحث عن الحلول السريعة والمحتكم للسلاح كوسيلة للوصول للغاية. حملت أشلائي المتناثرة على شواطئ بيروت، وكبست على جراحي النادية ورحلت مرغماً ومكسوراً ومهزوماً إلى دمشق. لا أعرف كم سنة ضوئية مرت حتى تمكنت من إعادة تجميع أوصالي المتناثرة وعالجت جراح النفس العميقة وعملت على مصالحة نفسي على نفسي؟. في العالم 1980 حصلت على قبول للدراسة في جامعة تشرين-كلية الزراعة، ورحلت إلى عروس الساحل السوري ظهيرة بيروت لمباشرة الدوام في كلية الزراعة. في السنة الأولى حدثت مشادة كلامية وتطورت إلى اشتباك بالأيدي بيني وبين الحرس الجامعي، كادت تؤدي إلى فصلي من الجامعة لولا تدخل أحد أساتذتي. وفي السنة الثانية انقطعت عني الموارد المالية وما كنت أحصل عليه من الأهل في العراق بسبب استمرار الحرب العراقية-الإيرانية وتأزم العلاقات بين سوريا والعراق، وقررت أن أترك الدراسة في الجامعة لولا مساعد أحد أساتذتي في الحصول على عمل في أحدى المؤسسات (عامل كهرباء) وكان الدوام فيها يبدأ من الساعة السابعة صباحاً وحتى الخامسة عصراً. وبعدها كنت أباشر الدوام للدروس العملية في الجامعة من الساعة السادسة وحتى التاسعة مساءاً.......وهكذا أنهيت دراستي حتى السنة الثالثة. وفي السنة الرابعة تعرضت لحادث عمل، أرقدني في المستشفى لمدة عام كامل، وفيما بعد تابعت دراستي للسنة الرابعة فتخرجت من الجامعة في العام 1985. عملت بعد تخرجي في مديرية زراعة اللاذقية-قسم الغابات والتحريج بين أعوام 1985-1990، وبعد أن اشتدت عليًّ الضغوط من أصحاب النفوذ والمرتشين في العمل. غادرت سوريا إلى السويد، لأبدأ من نقطة الصفر في هذا العالم الجديد. واستمرت رحلة إعادة التأهيل والاكتساب واللغة من خلال دورات دراسية متعددة ولعدة سنوات، ومن ثم رحلة ثانية من دورات تطبيقية في مؤسسات ومنظمات بيئية. ورحلة ثالثة للعمل بعقود مؤقتة...والرحلة الأخيرة أستقر بنا الأمر في العمل كباحث متفرغ في الشؤون المائية في الشرق الأوسط. وما زلنا نواصل عملنا البحثي في الجانب المائي، وانجزنا كتابين في الأدب العام المنصرم. ونأمل أن ننتهي خلال هذا العام من إنجاز ثلاثة كتب تبحث بالشأن الفلسفي والاجتماعي والثقافي. وللمزيد عن السيرة العلمية راجع الـ CV. س2: ما هي هواياتك التي تمارسها؟. قراءة الكتب والسباحة والتجوال في الغابات وحول البحيرات، أتأمل مكونات الطبيعة وألوان الأشجار والزهور. وتسحرني زقزقة العصافير ولي علاقة خاصة مع طيور النوارس، أعشق طيرانها واسترخائها على أمواج البحر. أحب السفر والترحال، للإطلاع على ثقافة الشعوب والاسترخاء عند شواطئ البحار الدافئة وسماع الموسيقى الهادئة. ويسحرني غروب وشروق الشمس خاصة عند شواطئ البحار. وأعشق سكون الليل والسماء الصافية المرصعة بالنجوم. أبدء صباحي بفنجان قهوة وسيجارة وسماع أغنية لفيروز، وأطيل النظر عبر النافذة على سقوط الثلج وعري الأشجار وما تحمله من بلورات ثلجية تشبه الثمار وحين تسقط عليها أشعة الشمس تعكس ألوان قوس قزح واستمع إلى صمت الطبيعة وأراقب سباتها في هذا القطب الجليدي. س3: ما هي أنواع الكتب التي تجذبك وتطالعها غالباً؟. عندي نهًّم في مطالعة كتب الفلسفة وعلم الاجتماع والثقافة والتاريخ. أقضي معظم أوقات فراغي في المكتبات العامة باحثاً في أورقتها عن كتاب جديد أو معلومة تضيف لثقافتي الجديد. ودائماً يكون ضمن برنامج سفري خارج السويد زيارة المكتبات الخاصة والعامة لشراء كتب التخصص وكذلك الكتب الثقافية، ولدي مكتبة شخصية متواضعة تضم إضافة إلى كتب التخصص، أمهات الكتب العربية. س4: ما هي أهم الدوريات التي نشرت فيها؟. نشرت عشرات الأبحاث العلمية في شؤون المياه والبيئة والغابات والتصحر والتزايد السكاني وأزمة الغذاء والتلوث في العالم في عدد من الدوريات والصحف العربية منها: مجلة المهندس الزراعي العربي؛ والاستراتيجيا؛ والوحدة؛ والطريق.... وكذلك في كبريات الصحف العراقية والعربية. بالإضافة إلى مئات من المقالات الأدبية والسياسية والاجتماعية والفلسفية في الصحف وشبكات الانترنيت. س5: من أهم الأساتذة الذين قدموا لك المساعدة وتكن لهم الاحترام والتقدير؟. 1-الدكتور بدر جابر (الوكيل الأسبق لكلية الزراعة وأستاذ مادة علم الوراثة، وحاليا أستاذ في كلية زراعة دمشق) عندما عرضت عليه ملابسات المشادة الكلامية والاشتباك بالأيدي مع حراس الجامعة، طلب مني الاعتذار منهم لأجل أن يقنعهم بعدم المطالبة بفصلي من الجامعة. فرفضت وطالبته بأن يقدموا هم الاعتذار، لأنهم أول من بادر بالإساءة، ولم تنفع معي محاولات الإقناع والتهديد بالفصل من الجامعة. وبعد مناقشات حادة، أوقف قرار الفصل، ولولا موقفه النبيل لانتهى مستقبلي الدراسي!. 2-الدكتور علي العبد الله (أستاذ مادة علم الجيولوجيا) ساعدني في البحث عن عمل عندما انقطعت سُبل المساعدة المالية عني من الأهل بسبب الحرب العراقية-الإيرانية وتأزم العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والعراق. ولولا مساعدته في الحصول على عمل، لكانت فسحة استمراري في الدراسة ضئيلة. 3-الدكتور أحمد حمود (معاون وزير الزراعة الأسبق، وحالياً مدير معهد الغابات العربي في اللاذقية) مثال النزاهة والاستقامة والتفاني بالعمل وأظنه مازال كذلك، كان سنداً لي في العديد من المواقف (أثناء عملي في مديرية زراعة اللاذقية) الصعبة ضد رؤساء عملي من أصحاب النفوذ والمرتشين. وأذكر له العديد من المواقف الشجاعة في الاجتماعات الوزارية المخالفة لآراء الوزير ذاته وكانوا الآخرين كالدمى لا يعرفون سوى كلمة نعم سيدي!. 4-الدكتور عصمت فلوح (الوزير المفوض-رئيس مركز الدراسات المائية والأمن المائي العربي) مثال التواضع والخلق الرفيع، يسعى إلى مساعدتي في كل السُبل وحين أكون في ضيافته في دمشق يجري العديد من المكالمات مع المسؤولين عن الشؤون المائية بغرض مساعدتي في الحصول على المعطيات اللازمة لبحوثي المائية. كذلك يجري العديد من المكالمات من أجلي في الدول العربية والجامعة العربية بغرض تقديم المساعدة، وبالرغم ذلك فإنه يعتذر بشكل دائم على أن المركز لم يقدم ما يتناسب وحجم الجهود التي أبذلها في تطوير البحوث المائية وما يخدم عمل المركز. وهذا التواضع يدلل على خلقه الرفيع وتقديره للعلم. 5-Dr.Jan Hjarpe من جامعة لوند و Dr. Lars Wahlin من جامعة ستوكهولم، كانا عوناً لي في حل الكثير من الإشكاليات الإدارية والعلمية. ولن أنسى تشجيعهم المتواصل لي على الاستمرار في البحوث المائية في الشرق الأوسط، وكلما التقيت الأخير يبدي إزعاجه من طريقة عملي (بالمجان) أي دون مردود مادي مجزي يتناسب والمجهود المبذول. ويردد مقولته الشهيرة: على المجتمع أن يدفع المال بشكل مجزي لقاء حصوله على المعرفة وإلا سيبقى على جهله!. س6: ما هي أبرز الإنجازات العلمية التي حققتها شخصياً؟. أنجزت 13 دراسة أكاديمية عن مياه الشرق الأوسط في فترة قياسية بين أعوام 1999-2004 حازت على عدة جوائز مالية في السويد، وحصلت على أربع رسائل شكر من جامعات عربية على هذا الإنجاز. إضافة إلى رسالة شكر وتقدير من مركز الدراسات المائية والأمن المائي العربي التابع للجامعة العربية في دمشق، واطلعت على تسع اطروحات جامعية لنيل شهادة الماجستير والدكتوراه في المياه من جامعات عربية مختلفة في الوطن العربي، اعتمدت على كتبي كمصادر أساسية لها ولربما توجد اطروحات أخرى لم يحالفني الحظ الإطلاع عليها. ويسعدني أن يكون هناك صدى ما لمساهماتي في الأوساط العلمية. كما أن الصفحة الالكترونية لمركز الدراسات المائية والأمن المائي العربي، اعتمدت بشكل أساسي في بناءها على معلومات مستقاة من كتبي بعد أن أخذت موافقتي المسبقة على ذلك. س7: ما هي أهم المشاريع التي تحلم بإنجازها، وما هي الطموحات التي تسعى لتحقيقه؟. بعد أن أنجزت 13 دراسة مائية عن مياه الشرق الأوسط والمشرق العربي، كان حلمي وما زال أن أنجز عدداً من الدراسات المائية عن المياه في المغرب العربي (وأدي مجردة؛ والنهر الصناعي؛ ووأدي درعة؛ ووأدي السنغال) وللأسف كل محاولاتي باءت بالفشل للحصول على المعطيات اللازمة بالرغم من أني سافرت (وأنفقت مالاً ليس بالقليل) إلى تونس والمغرب والاتصال بسفارات ليبيا وموريتانيا...لم ألمس أي تعاون منهم ومازالت أتساءل: لماذا هذه الممانعة وحجب المعلومات عن الباحثين العرب؟. أجريت محاولة العام المنصرم في تحقيق طموحي في تقديم خبرتي في مجال المياه إلى بلدي، ولكن على ما يبدو الظروف غير مؤاتية والجوقة السياسية الجديدة لاتختلف بتوجهاتها عن الجوقة السياسية السابقة وتتسابق على كسب المغانم أكثر من تسابقها على خدمة الوطن. وهكذا كتب علينا المنفى من جديد..وقضاء ما تبقى من سنوات العمر فيه!. س8: هل تعتقد أن المبدعين العرب أمثالك قد نالوا من الأضواء والانتشار؟ ولماذا؟. على ذمة مركز الدراسات المائية والأمن المائي العربي، اعتبر أول خبير مائي عربي ينجز هذا العدد من الدراسات المائية وبفترة قياسية، إضافة إلى عشرات من الدراسات المائية المنشورة. ومن خلال إطلاعي المتواضع على الكتب المائية المنشورة وما أنجزه خبراء المياه في الوطن العربي (وتضمن كتابي: دليل البحوث المائية في الشرق الأوسط للباحثين وطلبة الدراسات العليا- بيليوغرافيا بالكتب والدراسات المائية العربية والإنكليزية المنشورة لتسهيل مهمة الباحثين) يمكنني التأكيد بكل تواضع على ما جاء به المركز. الغريب في الأمر، حين تعقد مؤتمرات المياه في الوطن العربي يتم توجيه الدعوات إلى بعض الأشخاص الذين ليسوا لهم علاقة مباشرة بقضايا المياه، أنهم مجرد صحافيين كتبوا مقالات صحافية في الجانب المائي. أغلب تلك المؤتمرات أطلع عليها في الصحافة، وبالرغم أن أسمي وعنواني وكتبي ودراساتي موجودة في العديد من الجامعات والمكتبات العربية والأجنبية وكذلك في مركز الدراسات المائية والأمن المائي العربي وفي بعض مؤسسات الجامعة العربية لم توجه لي دعوات للحضور. وفي لقاء عتاب مع أحد المشرفين على هذه المؤتمرات بشأن توجيه الدعوات، قال لي: نحن لانبحث عن أحد، وأنت لاتطرق أبوابنا بعكس الآخرين!. المشكلة أنك لاتعرف: كيف تسوق نفسك لتكون في مقدمة الحضور؟. فقلت له: معك حق، الدعاية الإعلامية تروج للبضاعة الفاسدة. لذا تكون رائجة في الأسواق، والبضاعة الجيدة بدون دعاية ليس لها مكاناً في السوق. وهكذا أصبحوا الباحثين العرب، بضاعة تحتاج إلى دعاية ليتم تسويقها في المؤتمرات العربية!. وهذا الأمر، ينطبق على الإعلام المرئي والمسموع وما يستضيف من حثالات على أنهم مفكرين وباحثين عرب!. س9: لماذا تعتمد حركة الترجمة والتأليف في عالمنا العربي على الوزارات والمؤسسات الحكومية وليس الأهلية وإسهامات القطاع الخاص المدعومة من قبل الأثرياء والشركات الكبرى؟. نحن أمام معظلة كبيرة فالأنظمة العربية على مدى خمسين عاماً لم تساهم، مساهمة فعلية في دعم الثقافة والمثقفين لأن جًّل حكامنا العرب من الجهلة والأميين والساعين لتحقيق مصالحهم الذاتية وعلى حساب مصالح الشعوب العربية. لذا فإن الحديث عن إسهامات الوزارات أو المؤسسات العربية في الترجمة والتأليف، تدعو للشفقة والحزن! الشيء المخجل والمعيب بحق هؤلاء الحكام أن بلداننا غنية جداً وبنفس الوقت مُفقرة وعاجزة عن تمويل مشاريع لدعم الثقافة والمثقفين، ويكفي توفير سعر دبابة أو صاروخ أو تكاليف رحلة سياحية لقائد عربي لتمويل ترجمة وتأليف آلاف من الكتب. ابتلت الأمة العربية بهؤلاء الحكام النشاز، ولا سبيل لدفع عجلة التنمية في البلدان العربية سوى بكنس هذه الأنظمة من المنطقة!. الأثرياء العرب، هم من حاشية السلطان وما حصلوا عليه من أموال طائلة هو من السحتًّ الحرام ومن سرقة أموال الدولة ومن قوت الشعب وجُلهم من الأميين والجهلة واللصوص، فما علاقتهم بالثقافة والمثقفين؟. تخصص الشركات الكبرى في العالم الغربي نسبة من أرباحها لمراكز البحوث ومنتديات الثقافة، إضافة إلى المساعدات الحكومية. لذا نجد هناك بحوث علمية مرموقة ونتاجات أدبية راقية تظهر على الساحة سنوياً، وتفخر الحكومات الغربية في المنتديات العالمية بمبدعيها ومفكريها أكثر مما تفخر بنتاجها الصناعي. وهناك العشرات من الجوائز المالية توزع على المبدعين وتقام عشرات من حفلات التكريم للكتاب والمبدعين سنوياً. فأين موقع الحكام العرب في خريطة المعرفة؟. س10: هل من كلمة توجهها للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في تونس؟. زرت مقر المنظمة في العام 2001، واشتريت منها عدداً من الكتب المترجمة عن منظمة اليونسكو في مجال المياه. في البدء لابد من تقديم الشكر والعرفان للعاملين في المنظمة على مساعيهم لترجمة أحدث الانجازات العلمية إلى العربية، وبهذا فأنهم يقدمون من خلال عملهم خدمات جليلة للباحثين العرب. ولدي ثلاث ملاحظات أود تسجيلها على المنظمة: 1-إن ثمن الكتب التي تصدرها المنظمة غالية بشكل عام، ومن المفترض بالمنظمة كونها إحدى مؤسسات الجامعة العربية أن تطرح الكتب المترجمة في الأسواق بأسعار رمزية ليستفيد منها أكبر قدر ممكن من الباحثين العرب. 2-يقتصر بيع كتب على المنظمة على مقرراتها، ولا تتوفر الكتب المترجمة للمنظمة في المكتبات الخاصة لتكون في متناول اليد. كما أني بحثت عن اصدرات المنظمة في عدة عواصم عربية ولم أجدها، ولم استدل على مقر أو جهة تمثلها أو تروج لمبيعاتها غير مقرها في تونس العاصمة!. 3-بالرغم من الجهد المبذول في الترجمة وذكر أسماء المراجعين للترجمة، فهناك العديد من الأخطاء اللغوية والإملائية في الترجمة. ومن المفترض أن تكون اللغة سليمة، كونها صادرة عن مؤسسة تمثل الدول العربية. والشيء الأهم أن الترجمة للكتب العلمية عبارة عن ترجمة حرفية وذات صياغات أدبية بالرغم من إنها كتب علمية. وكان يتوجب على المنظمة أن تعرض ترجماتها العلمية على مختصين في المجال المائي لإعادة صياغة الكثير من التعابير الأدبية إلى صياغة علمية تعبر عن مدلولها العلمي. شخصياً اضطرت للعودة إلى النص الإنكليزي، لفهم بعض الفقرات العلمية المترجمة، ويعد ذلك إخلالاً كبيراً في الترجمة ومساساً غير مبرراً بالمصدر الأساسي. س11: ما رأيكم في إشكالية المصطلح في العالم العربي؟ وكيف السبيل إلى حلها؟. اعتقد هناك مشكلة وإشكالية، فالمشكلة تكمن في الصحافة والصحافيين العرب الذين يتداولون مصطلحات ومفاهيم ولايعرفوا بدقة ماهيتها ومدلولها العلمي بسبب افتقار الصحافة العربية لمختصين بالشؤون العلمية المتعددة في هيئات تحريرها. وبغياب مرجعية عربية تراقب هذا الهذيان والاستخدام الخاطئ للمفهوم ودلالته، روجت الصحافة العربية (بقصد أو بدون قصد) لمفاهيم ومصطلحات معادية للأمة العربية على المدى الاستراتيجي وأصبح استخدامها شائعاً في الوسط الثقافي والشعبي. فمثلاً في العام 1990 عندما قامت تركيا بحبس مياه الفرات عن سوريا والعراق بحجة ملء خزاناتها المائية الجديدة على نهر الفرات، كُتب حسب المصادر التركية ما يقارب 1200 مقال صحافي في الصحافة العربية ضد تركيا معظمها (حسب المصدر التركي) معادي وغير علمي. واطلعت بحكم تخصصي على العديد منها، وللأسف كانت غير علمية وتهجمية والبعض منها كان يصب بصورة غير مباشرة في الطاحونة التركية نتيجة استخدمها للمفاهيم والمصطلحات وما يروجه الأعلام التركي في إعلامنا العربي وما يسببه من ضرر استراتيجي بالموقف المائي العربي. وعلى سبيل المثال: استخدام مفهوم حوض دجلة والفرات الذي تروجه تركيا والصحيح حوضي دجلة والفرات؛ وتقاسم نسب المياه والصحيح تقاسم حصص المياه.....لقد تعطلت العديد من الاجتماعات التفاوضية بين كل من سوريا والعراق من جهة وتركيا من جهة أخرى بسبب تلك المفاهيم!. وفي الجانب القانوني للمياه كانت الصحافة العربية تخلط بين العُرف والقاعدة القانونية، وهذا الأمر أدى إلى إرباك القارئ العربي وحصل تشويش لدى العديد من المهتمين بالشأن المائي نتيجة الاستخدام المغلوط للمفاهيم والمصطلحات. كذلك هناك الكثير من المصطلحات والمفاهيم وما يروجه الأعلام الإسرائيلي وينهل الأعلام العربي منه، ولم يتم تصحيح الأمر بالرغم من ضرره البالغ على المصالح العربية الاستراتيجية. إما الإشكالية فهي بين المؤسسات العربية المتخصصة وكيفية استخدامها للمفهوم والمصطلح وبأي دلالة وتعددت الاجتهادات بسبب غياب المرجعية التي تدقق المفاهيم والمصطلحات. والحل يكمن بخلق مرجعية عربية، وقمت شخصياً بمحاولة لتدقيق المفاهيم والمصطلحات المائية العربية، حيث عملت بيليوغرافيا بها وضمنتها في كتابي (دليل البحوث المائية في الشرق الأوسط للباحثين وطلبة الدراسات العليا). س12: ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهونها في مضمار عملكم؟. 1-عدم تعاون السلطات العربية مع الباحثين والسماح لهم بالحصول على المعطيات اللازمة للبحث العلمي، وهناك إصرار عجيب على حجب المعلومة عن الباحث العربي مقابل فتح الأبواب على مصراعيها للباحث الأجنبي. 2-قلة المصادر والدراسات العلمية المتوفرة في المكتبات العامة، وعدم وجود جهة رسمية (كما هو الحال في الغرب) يمكن من خلالها الحصول على المصادر العلمية اللازمة للبحث العلمي. 3-تفتقر المكتبات العربية العامة للكتب العلمية قياساً بحجم كتب الشعر والقصة والأدب. 4-عدم وجود الدعم المالي اللازم، لإنجاز البحوث وما يتم إنجازه من بحوث علمية في الوطن العربي ما هو إلا جهد شخصي يبذله الباحثين وعلى نفقتهم الخاصة. 5-عدم دعم الجهات الحكومية للكتب العلمية الصادرة خاصة أنها كتب تخصصية، وليس لها سوقاً للتصريف على المستوى الشعبي. لذا يصاب الباحث العلمي بالإحباط نتيجة كساد كتبه مما يضعف همته على العمل وعدم قدرته على طباعة البحوث الجديدة على نفقته الخاصة. 6-تعاني الجامعات العربية من الضعف بموازناتها المالية، مما يتسبب بعدم قدرتها على شراء الكتب العلمية. وهذا يضعف قدرة تلاميذها على الإطلاع على البحوث العلمية الجديدة ويسبب كساداً للكتب العلمية في سوق الكتاب. 7-هناك العديد من العوائق، تعيق الباحث العربي على التنقل الحر بين البلدان العربية للحصول على المعطيات اللازمة لبحثه العلمي بسبب تأشيرات الفيزا والخلافات السياسية بين الدول العربية..وغيرها. كما أن حركة الكتاب عبر الحدود بين الدول العربية تمر بمرشحات أمنية تتطلب موافقات لاحصر لها. س13: هل من مواقف مؤسفة تعرضت لها أثناء عملك؟. 1-في العام 1999 كنت أعد لكتابي الثاني (الأمن المائي ومفهوما السيادة والسلام في حوض نهر الأردن) كان لدي لقاء مع الدكتور منذر حدادين-وزير المياه الأسبق ورئيس لجنة المفاوضات لملف المياه بين الأردن وإسرائيل الذي أسفرت عنها اتفاقية وادي عربة للسلام في العام 1994 للتباحث معه حول بعض جوانب الاتفاق المائي الأردني مع إسرائيل. سافرت من دمشق إلى عمان وعند الحدود الأردنية، تعرضت لاستفزاز وإساءة غير مبررة من قبل السلطات الأمنية لأني أحمل جواز سفري أجنبي ونعتُ بأني خائناً لبلدي لكوني لم أدافع عن طاغية العراق وحروبه القذرة وتم تهديدي بتسليمي للسلطات العراقية. وبعد أكثر من ساعة من الاستفزاز طلبت منهم السماح لي بالعودة إلى دمشق أو الاتصال بالسفارة السويدية باعتباري مواطن سويدي، حينها سمحوا لي بالدخول إلى عمان!. 2-في العام 2001 كنت أعد لكتابي الثالث (صراع المياه وأزمة الحقوق بين دول حوض النيل) اتصلت بالسفارة المصرية في ستوكهولم للحصول على بعض المعطيات عن نهر النيل، وبعد استجواب طويل طلب مني المتحدث أن أملء ست استمارات للمعلومات مع ست صور شخصية ليتم إرسالها إلى الخارجية المصرية وبعد ستة أشهر أحصل على الجواب. ورفض المتحدث إعطاء أيا ضمان بالموافقة على طلبي بعد قضاء تلك المدة، فطلبت منه: أن يسأل حكومته عن نوع الصور الشخصية هل تكون بالأسود والأبيض أم صور ملونة؟. وأنجزت كتابي بالمعطيات التي كانت بحوزتي. 3-في العام 2001 كان لدية فكرة دراسة وادي مجردة في تونس، فالتقيت وزير الفلاحة التونسي آنذاك. فقدمت له نفسي وكتبي وكتاب توصية من الجامعة باعتباري باحث في الشأن المائي وجواز سفري، وبعد أن تفحص كل شيء بعناية أخذ يسألني أسئلة استفزازي: منًّ هي الجهة التي أرسلتني؟ ولحساب منًّ أعمل؟ وهل هناك شركاء لي في هذه المهمة لتجميع معلومات عن وادي مجردة؟ وغيرها من الأسئلة الغبية والاستفزازية الصادرة عن ذهنية شرطي أمن وليس وزيراً، وكأن المعطيات التي طلبتها تخص الأمن الاستراتيجي للبلد. وبدون أن أرد على أسئلته السخيفة جمعت كل أوراقي من أمامه وأخذت جواز سفري، وقلت له: على ما يبدو أني لست في مكتب وزير وإنما في مكتب تحقيقات وخرجت من مكتبه. 4-في العام 2001 أيضاً كان لدي فكرة لدراسة عن النهر الصناعي العظيم في ليبيا، فاتصلت بالسفارة الليبية في ستوكهولم طالباً منهم مساعدتي في الحصول على المعطيات اللازمة. ووعدوا بإرسال ما لديهم من معطيات في البريد، وبعد أسبوع جاءني طرد من السفارة، فيه عدة كتب ليس لها علاقة بالنهر الصناعي وأنما هي: الكتاب الأخضر وثلاث كتب أخرى تشرح أفكار الكتاب الأخضر. مع فيلم فيدو مكتوب على غلافه مراحل تنفيذ مشروع النهر الصناعي العظيم، قلت معي نفسي جيد هناك شيء متعلق بالموضوع. وبعد تشغيل الفيلم ظهر على الشاشة أفلام كارتون للأطفال، فاتصلت بهم وأخبرتهم بالأمر، فقال لي أحدهم: نأسف لربما أولاد الملحق سجلوا عليه فيلم كارتون!. هل من المعقول أن هذه المخلوقات تمثل بلدانها في الدول الأوروبية؟. 5-بالتنسيق مع مركز الدراسات المائية والأمن المائي العربي، قمت بكتابة رسالتين في أوقات مختلفة (مع إهداء كتبي) لكل من الدكتور عصمت عبد المجيد وعمرو موسى (أمناء الجامعة العربية) طالباً منهم العمل على تفعيل عمل مركز الدراسات المائية في دمشق. لم يكلفا نفسيهما الرد أو على الأقل من اللياقة الأدبية تقديم الشكر على إهداء الكتب! وإن دلًّ ذلك على شيء، فإنه يدلل على مدى افتقار الجامعة العربية وأمناءها حتى للياقة الأدبية!. في حين يرد رئيس وزراء السويد على أميل أرسلته إليه بعد نصف ساعة، فعسى أن يتعلما أمناء الجامعة العربية منه اللياقة الأدبية. س14: هل من مواقف طريفة تعرضت لها أثناء عملك؟. 1-في إحدى المؤتمرات العلمية، كان في مجموعة العمل معنا خبير هندي (لربما سيخي الديانة، بعمامته وزيه الشعبي) قدم كل منا نفسه للأخر. وحينما قدم نفسه لي، وقدمت نفسي له بمجرد ذكرت له اسمي (صاحب) عاد إلى الوراء خطوتين وانحنى شابكاً كلتا يديه أمام صدره. وعاد ثانية يسألني عن أسمي فقلت له (صاحب) عاد ومارس نفس الطقوس وفي المرة الثالثة كذلك أمام ذهول واستغراب الزملاء وأصبت بالإحراج، فقلت له بعصبية: ما هذه الطقوس والحركات هل من مشكلة باسمي؟. اعتذر الرجل لي كثيراً (عمره كان يزيد على 60 عاماً) وقال: إن كلمة صاحب تعني في اللغة الهندية (السيد) وهم طبقة من السادة في المجتمع الهندي ويتوجب على الفرد الهندي العادي أن يبدي الاحترام والخضوع لأفراد هذه الطبقة. وعلى مدى ثلاثة أيام من المؤتمر كلما التقيت بأحد الزملاء في المؤتمر مارس أمامي نفس طقوس الهندي، وأصبحت (جوكر) المؤتمر!. 2- في إحدى زياراتي للعاصمة تونس، اتصلت بأحد الزملاء في مقر الجامعة العربية أعلمه بوجودي في تونس. ورجاني الحضور لمقر الجامعة، لأنه يشعر بالتعب من جراء عملية أجريت له منذ عدة أسابيع. وعلى عجل طلبت سيارة تاكسي لإيصالي إلى مقر الجامعة العربية (حينها كنت أرتدي بنطلون جينز وقميص عادي وحذاء رياضي) وصلت إلى مقر الجامعة وقلت للحراس لدي موعد مع فلان! أخذوا ينظرون لي من الأعلى إلى الأسفل وطلبوا مني جواز سفري أو هوية تثبت شخصيتي، فقلت لهم وثائقي الشخصية في الفندق. تحدث الحراس فيما بينهم باللغة الفرنسية التي لا أجيدها، ثم طردوني بطريقة فجة. وحينها اتصلت بالهاتف بزميلي في الجامعة العربية وأخبرته بالاستقبال غير اللائق الذي حظيت به في جامعته الموقرة، فأبدى اعتذاره الشديد واستغرابه لأمر. وقال لي أنه سيكون بانتظاري أمام مقر الجامعة وسيستطلع الأمر بنفسه. وبالفعل وصلت ووجدت الزميل بانتظاري، وتقدموا الحراس واعتذروا لي عن تصرفهم بحجة امتثالهم للتعليمات بضرورة طلب الأوراق الثبوتية. واستقر الأمر بنا في غرفة الزميل داخل مقر الجامعة العربية، وبعد شرب الشاي. سألته ما المشكلة: فقال لي يا رجل أشكر ربك أنهم أكتفوا بطردك. كيف تأتي إلى مقر الجامعة بهذا الملابس، نحن في تونس الخضراء وليس في السويد؟.
#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سمات الخطاب المستور للقوى المقهورة
-
ردًّ الفعل الشعبي ضد ممارسات القهر والاستبداد
-
الصراع السياسي المستور بين القوى القاهرة والمقهورة
-
الكراهية والحقد الكامن في ذات الإنسان المقهور
-
السياسيون القردة
-
صراع القدر والإرادة بين السماء والإنسان
-
نشوء الدول القديمة والحديثة
-
صلاحية الحاكم والمحكوم
-
صراع العاطفة والجمال بين المرأة والطبيعة
-
التأثيرات السلبية للفقر والجهل على المجتمع
-
استحقاقات الرئاسة القادمة
-
مَلكة الإبداع بين العبقرية والالهام والفطرة
-
قيم الراعي والقطيع السائدة في الكيانات الحزبية
-
الحكمة والحقيقة في الفلسفة
-
مراتب المعرفة عند الفلاسفة
-
ماهية الإحساس والمعرفة في الفلسفة
-
صراع القيم والمبادئ بين الفلاسفة والملوك
-
تأثير الاستبداد والعنف على اختلال أنماط السلوك الاجتماعي
-
دور علماء الاجتماع في تقويم المجتمع
-
موقف الفلاسفة من الحاكم والحكومة
المزيد.....
-
رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز
...
-
أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم
...
-
البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح
...
-
اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات -
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال
...
-
أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع
...
-
شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل
...
-
-التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله
...
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|