وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4156 - 2013 / 7 / 17 - 20:45
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
( الحلقة الثانية من ثورة 14 تموز )
و لأن الملك فيصل الأول كان يعلم مدى أهمية استرضاء الشيعة , و لأنه شعر بالضيق من نصف الحقيقة الذي يقول أن (( الضرائب للشيعة )) , و (( الموت للشيعة )) , و (( المناصب للسنة )) , فقد سعى لإشراك الشيعة في الدولة الجديدة , ونظر ايضاً في أن يحصل الأكراد على حصة ملائمة من التعيينات . وفي الوقت نفسه شعر الملك فيصل الاول أنه لن يكون هنالك تقدم صلب باتجاه دولة أصيلة من دون جيش قوي . واستناداً غلى هذا , رفع فيصل سنة 1933 قوة المؤسسة العسكرية إلى 11500 بعد أن كان تعدادها 7500 رجل منذ سنة 1925 .
ومع أن البلاد سقطت في أيام الملك الشاب غازي ( 1933 – 1939) , فريسة لحالات العصيان العشائرية و الانقلابات المسلحة , فإنه لم يكن هنالك أي انحراف عن الاتجاه السابق للسياسة الملكية باستثناء فترة قصيرة بين عامي 1936 و 1937 , فقد أصبح الطابع العروبي للدولة أكثر بروزاً . فيما ارتفع تعداد القوات المسلحة , ومن اللافت للنظر أن الضباط الشريفييّن السابقين , و الذين قاتلوا بالأسنان و الأظافر من أجل جيش يعتمد أساساً على التجنيد الاجباري حققوا هدفهم سنة 1934 , مما سهل احتمال تحويل القوات المسلحة إلى وسيلة فاعلة للدمج بين أبناء العشائر و المدن .
و باختصار : خلال كل الفترة الممتدة من 1921 وحتى 1939 كان الملك , المتمركز في بغداد , مغزى اجتماعي متعارض مع , عملياً , مع أوضاع مشايخ العشائر , الذين كانوا لا يزالون هم الحكام الفعليون لجزء كبير من الريف . إذ يمكن القول ان المشايخ كانوا حماة (( العرف العشائري )) التقسيمي , و كان الملك ممثل القانون الوطني الموحد .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟