محمد المراكشي
الحوار المتمدن-العدد: 4156 - 2013 / 7 / 17 - 19:34
المحور:
كتابات ساخرة
نتساءل كثيرا عن سر اعتماد كثير من إداراتنا على الآلات الكاتبة القديمة! لكن ، لابد ان في الأمر حكمة ما تجعلها متشبثة بالداكتيلو العجيب الذي ظل حلم أجيال بكاملها،تتمنى ان تحصل في يوم من الايام على واحد منه لتسمع الآخرين اصوات حروفها!!
الداكتيلو ،في نظري اروع من أن ينسى أو يمحى من الذاكرة .. فهو الناقل إلى الورقة أحرفا متراصة تجلك تتامل في صمت ابداع نوتنبرغ و الذين ساروا على نهجه إلى أن وصل إلينا في صورته.. وهو المزعج لكل سامع لا علاقة له بالموضوع! و هو المرعب في دواليب الادارة و أثناء كتابة محاضر الأمن..! وهو الحامل لصورة الكاتب و الصحفي الاسطورة في أفلام السينما،كما الحامل لرعب الغيستابو في افلام الحرب الثانية!!
هو الداكتيلو ذاته الذي لجأت إليه الادارة الروسية لتأمين معلوماتها السرية و وثائق الكريملين مؤخرا! ويعود رجوع روسيا بوتين إلى عهد الداكتيلو جاء نتيجة لتخوفها الشديد من تسرب معلوماتها المستعملة في الحواسيب التي عرف ويكيليس و هواة القرصنة و محترفوها الطريق إليها في بلاد العم سام!! ولكي لا يقع بوتين و إدارته في حرج الادارة الامريكية و غيرها من حكومات العالم ،فضل على ما يبدو الاستسلام لطقطقات الداكتيلو الذي لا يوقفه إلا إعادة الطابعة إلى سطر جديد..!
سيجد مستعملو الداكتيلو عندنا مبررا قويا لإبقاء الاعتماد عليه بدلا من الحواسيب ، وكأني بهم يقولون وهل نحن نعرف في الامر أكثر من روسيا!! على نفس شاكلة قولنا حين نفاجأ باعتماد إداراتنا على تلك الآلة النوستالجية : وهل نحن نعرف أكثر من المخزن!؟
#محمد_المراكشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟